محمود عبدالحليم يكتب: وماذا بعد؟؟ وداعًا أنس الشريف
الإثنين 11/أغسطس/2025 - 03:48 م
وداعًا أنس الشريف.. صوت الحقيقة الذي لا يموت.. وداعًا يا أنس..صوتٌ يتردد في كل بيت عربي، وكلماتٌ تعجز عن التعبير عن الفراغ الذي خلفه
رحيلك، لم تكن مجرد صحفي، بل كنتَ نبض الحقيقة الذي يخفف من آلامنا، وصورتك
التي لا تفارقنا كانت رمزًا للصمود والعزيمة.. لقد انسنا دائمًا صوتك الذي
كان يطل علينا في أحلك الظروف، حاملًا رسالة غزة إلى كل بيت، إلى كل قلب، لقد فقدناك، وافتقدك العالم الذي كنتَ صوته.. فقدنا صوتك الذي كان ينقل لنا
الإبادة الجماعية، والتجويع الممنهج، والجرائم التي يرتكبها الكيان
الصهيوني بحق أطفال وشيوخ ونساء غزة.. كنتَ شاهدًا على التاريخ، وكنتَ ترسًا
في معركة الوعي، تقاوم التضليل والكذب وتكشف عن وجه الاحتلال القبيح.
وداعًا يا أنس، لقد تركتنا كما تركت شام ابنتك الصغيرة وحيدة.. فقدتك شام،
وفقدك العالم، فمن سيعوضها ومن سيعوض أطفال غزة؟ لقد تركتَ في كل قلب غصة
وفي كل بيت حسرة، لكنك تركتَ أيضًا إرثًا من الشجاعة والإصرار على نقل
الحقيقة مهما كان الثمن..
رحيلك ليس نهاية الحكاية، بل هو صرخة مدوية تذكّرنا بمسؤوليتنا.. هو دعوة
لكل منا ليصبح أنس الشريف جديدًا، يحمل على عاتقه أمانة الحقيقة.. فكل قلم
يكتب عن فلسطين، وكل صوت يصدح بالحق، هو امتداد لرسالتك الخالدة..
وداعًا يا أنس، لقد تركت بصمة لا تُمحى في قلوبنا، وستبقى تضحيتك نبراسًا
يضيء لنا طريق المقاومة والصمود.
وماذا بعد؟
بعد الإبادة والتجويع والقتل، وكل هذه الفضائح التي ارتكبت في العصر الحديث
بغزة، نتساءل: هل يفيق ضمير العالم؟ هل يفيق القادة والأمراء العرب؟ هل
تتحرك جامعة الدول العربية؟ هل تتحرك الشعوب العربية لإنقاذ أطفال غزة؟ هل
يتحرك العالم لكسر الحصار عن غزة المكلومة لإنقاذ ما تبقى من مواطنيها
الذين أصبحوا هياكل عظمية؟ هل يتحرك العالم الحر والعالم العربي والإسلامي
في وقفة قوية لكسر هذا الحصار بأي ثمن، بعدما تكشفت جرائم التجويع والإبادة
الجماعية والتطهير العرقي؟
