رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

محمود السعدي يكتب: خبير نظري.. أم مدرب ميداني؟! كفى عبثًا بحراس المرمى في مصر!

الأربعاء 13/أغسطس/2025 - 12:28 ص
الحياة اليوم
طباعة

في زمن أصبحت فيه الشهادات الأكاديمية تُعلّق على الجدران أكثر مما تُترجم إلى واقع في الملاعب، أصبح من الضروري أن نضع النقاط فوق الحروف، خاصة حين يتعلق الأمر بتدريب حراس المرمى، هذا المركز الحساس الذي يُحدِث الفرق بين الفوز والانكسار.

ما يحدث الآن داخل أروقة بعض الأندية المصرية يدعو للقلق، هناك من يحمل دكتوراه في "تدريب حراس المرمى" ويتنقل من ندوة إلى مؤتمر، ومن قناة إلى أخرى، يتحدث بثقة مفرطة عن نظريات علمية ضخمة، بينما يفتقر تمامًا إلى أبسط أدوات الممارسة الواقعية، الكارثة تبدأ حين يُمنح هؤلاء "الخبراء الورقيون" منابر القرار الفني داخل الأندية، فيتحول حارس المرمى من مقاتل شرس إلى ضحية لتجارب نظرية باردة لا علاقة لها بأرض الملعب.

الخبير الحقيقي لا يُقاس بعدد الأبحاث التي كتبها أو عدد المحاضرات التي ألقاها، بل بما قدّمه من حراس مرمى في أرض الواقع، هل خرج من تحت يده حارسٌ يُحسب له حساب في الدوري؟ هل طوّر من أداء لاعب حتى أصبح عنصرًا دوليًا؟ هذه الأسئلة وحدها تكفي لفرز الغث من السمين.

الأسوأ من ذلك، أن بعض من يدّعون "الخبرة الأكاديمية" يغيّرون آراءهم كما يغيّرون قمصانهم، تجده يُشيد بطريقة تدريب معيّنة صباحًا، ثم ينقلب عليها مساءً في منشور على فيسبوك أو في مداخلة هاتفية، فقط لأن اسم مدرب أو نادٍ تغيّر.. أين المنهجية؟ أين الثبات العلمي؟ أم أن المصلحة الشخصية صارت تتحكم في التوجهات الفنية لهؤلاء "المحللين تحت الطلب"؟

هل يُعقل أن يتم تجاهل مدربين أفنوا عمرهم في الميادين، عايشوا آلام الفوز والخسارة، وشهدوا تطور أجيال من الحراس بأيديهم، فقط لأنهم لا يحملون دكتوراه مزركشة أو لا يعرفون كيف يُنظّرون على الشاشات؟!

رسالتي إلى إدارات الأندية المصرية: كفى استخفافًا بهذا المركز الحساس. تدريب حراس المرمى ليس مادة جامعية تُدرّس على السبورة، بل علم ممزوج بخبرة، وذكاء، وقدرة على فهم التفاصيل النفسية والتكتيكية والبدنية، لا تجعلوا مستقبل حراسكم ألعوبة في يد من لا يميّز بين قفزة على الورق وقفزة في وجه مهاجم شرس!

ابتعدوا عن مدّعي "العلم المجرد"، وامنحوا الفرصة لمن يملك "العلم المجرّب". حراس المرمى في مصر يستحقون الأفضل، لا ضحايا لتجارب فاشلة بأسماء براقة.


                                           
ads
ads
ads