المتحف المصري الكبير على أعتاب إعلان رسمي كـ"متحف محايد كربونيًا"
في إطار استعدادات الدولة المصرية للافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، شهد المتحف يوم الأحد 21 سبتمبر 2025 توقيع بروتوكول تعاون استراتيجي بين جهاز شئون البيئة وهيئة المتحف المصري الكبير، بحضور السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة. ويهدف البروتوكول إلى دعم جهود المتحف ليصبح أول "متحف محايد كربونياً وصديق للبيئة" في مصر والمنطقة.
بروتوكول يرسخ الاستدامة البيئية
قام بتوقيع البروتوكول كل من الدكتور علي أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، والدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير. ويؤكد هذا التعاون التزام الدولة بدمج البعد البيئي في المشروعات القومية الكبرى، وعلى رأسها المتحف المصري الكبير باعتباره صرحًا حضاريًا وثقافيًا عالميًا يعكس وجه مصر أمام العالم.
وأكد الوزير شريف فتحي أن البروتوكول يجسد التعاون الوثيق بين وزارتي السياحة والآثار والبيئة لحماية البيئة والحفاظ عليها، مشيرًا إلى أن المتحف المصري الكبير كان منذ إنشائه حريصًا على دمج معايير الاستدامة في بنيته وإدارته. وهو ما أهله للحصول على شهادة البناء الأخضر التي تعكس التزامه بأعلى المعايير البيئية الدولية.
وأضاف وزير السياحة والآثار أن المتحف لن يكون مجرد صرح حضاري وثقافي عالمي، بل أيضًا نموذجًا رائدًا في تطبيق الاستدامة البيئية، بما يرسخ مكانته كواجهة حضارية تجمع بين عراقة الماضي وازدهار الحاضر.
أهداف البروتوكول
ينص البروتوكول على عدة محاور أساسية تهدف إلى:
- تحقيق الحياد الكربوني للانبعاثات الناتجة عن فترة التشغيل التجريبي وفعاليات الافتتاح والسنة الأولى من التشغيل.
- استخدام أدوات ومستلزمات صديقة للبيئة داخل المتحف للحد من الانبعاثات.
- تقديم برنامج تثقيفي بيئي ضمن الأنشطة الثقافية بالمتحف.
- عرض مواد توعوية وأفلام وصور خاصة بالمحميات الطبيعية والتنوع البيولوجي، للترويج للسياحة البيئية في مصر.
- توزيع مطبوعات لزوار المتحف لتعريفهم بأماكن المحميات الطبيعية المصرية.
تصريحات وزيرة البيئة
من جانبها، أكدت الدكتورة منال عوض أن توقيع البروتوكول يعكس دعم الوزارة في تعزيز الشراكات التي تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأوضحت أن جهاز شئون البيئة سيقوم بتقديم الدعم الفني وإعداد محتوى علمي وتدريبي حول الموضوعات البيئية المختلفة، إضافة إلى رصد نسب تلوث الهواء والضوضاء في محيط المتحف بصفة دورية.
وأضافت وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة أن البروتوكول يتضمن دعم المنطقة المحيطة بالمتحف بالأشجار، وذلك في إطار مبادرة السيد رئيس الجمهورية "100 مليون شجرة"، بما يسهم في تحسين جودة الهواء وتوفير بيئة صحية مستدامة.
لجنة فنية للمتابعة
اتفق الطرفان على تشكيل لجنة فنية مشتركة تضم ممثلين عن جهاز شئون البيئة وهيئة المتحف المصري الكبير، تعقد اجتماعات دورية كل ثلاثة أشهر أو كلما دعت الحاجة، لمتابعة تنفيذ بنود البروتوكول. وستعمل اللجنة على إعداد تقارير دورية لرفعها إلى الجهات المختصة، بما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة في إطار زمني محدد.
رؤية الدولة نحو المستقبل
وأوضح الحضور أن البروتوكول يأتي في إطار الرؤية الوطنية لدمج البعد البيئي في جميع قطاعات الدولة، لا سيما قطاع السياحة والآثار. ويُنتظر أن يسهم هذا التعاون في جعل المتحف المصري الكبير مركزًا للتوعية البيئية بجانب دوره الثقافي والحضاري.
كما شددت الدكتورة منال عوض على أهمية نشر الوعي البيئي لدى زوار المتحف من خلال الأنشطة التفاعلية، بما يعزز من دور المتحف كمنصة تعليمية وثقافية تهدف إلى خلق جيل واعٍ بأهمية حماية البيئة وتحقيق الاستدامة.
المتحف المصري الكبير: صرح عالمي ورؤية بيئية
يعد المتحف المصري الكبير أحد أكبر المتاحف على مستوى العالم، حيث سيضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثق عظمة الحضارة المصرية القديمة، ومع تطبيق معايير الحياد الكربوني، سيكون المتحف مثالًا عالميًا يحتذى به في مجال المتاحف الخضراء، جامعًا بين التاريخ العريق والتكنولوجيا الحديثة والممارسات البيئية المستدامة.