شانغهاي للطيران تدشن خطًا مباشرًا إلى الدار البيضاء في 14 ساعة متواصلة
شهد قطاع النقل الجوي العالمي اليوم خطوة لافتة مع إطلاق شركة شانغهاي للطيران أطول رحلة جوية مباشرة من الصين إلى المغرب حيث أقلعت الطائرة من مطار شنغهاي الدولي، متجهة نحو مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء، لتسجل بذلك محطة تاريخية في العلاقات الجوية بين البلدين العريقين.
تدشين أطول رحلة مباشرة بين المغرب والصين
تعد هذه الرحلة الأولى من نوعها التي تربط بين مدينة شنغهاي الصينية والعاصمة الاقتصادية للمغرب الدار البيضاء بشكل مباشر، من دون أي توقف في أوروبا، حيث هبطت الطائرة في مطار محمد الخامس اليوم في تمام الساعة الثامنة والنصف صباح اليومالخميس، ، بعد أكثر من 14 ساعة طيران متواصل، لتصبح بذلك أطول رحلة تجارية يستقبلها مطار الدار البيضاء.
تجاوز الخطوط الملكية المغربية
هذا الإنجاز الجديد يتجاوز الرقم المسجل سابقًا من طرف الخطوط الملكية المغربية التي تؤمن رحلات مباشرة بين بكين والدار البيضاء، والتي لا تتجاوز مدتها عادة أقل من 14 ساعة. ومع تدشين هذا المسار الجديد، فإن شانغهاي للطيران تضع نفسها في موقع ريادي ضمن المنافسة على السوق الآسيوية والإفريقية.
رحلة مباشرة بلا توقف في مارسيليا
جدير بالذكر أن الشركة الصينية كانت تسير رحلات على نفس الخط من قبل، لكن مع توقف في مطار مارسيليا الفرنسي، أما اليوم، فقد دشنت رحلة مباشرة توفر وقتًا أكبر للركاب، وتفتح آفاقًا أوسع للتعاون الاقتصادي والسياحي بين البلدين، خاصة مع تزايد إقبال السياح ورجال الأعمال الصينيين على وجهة المغرب.
جدول الرحلات: خطوة أولى نحو التوسع
وفقًا لما أعلنته الشركة على موقعها الرسمي، فقد تمت برمجة رحلة واحدة أسبوعيًا لمدة شهر كامل، على أن يتم فتح المجال لاحقًا لحجوزات إضافية وتوسيع عدد الرحلات. هذا التدرج يعكس حرص الشركة على دراسة السوق المغربية والعربية، قبل الانطلاق بقوة لتأمين رحلات أكثر انتظامًا.
انعكاسات اقتصادية وسياحية
يمثل هذا الخط المباشر إضافة نوعية إلى العلاقات المغربية الصينية، ليس فقط على مستوى الطيران، بل أيضًا في تعزيز المبادلات التجارية والتعاون الاستثماري. فالمغرب يعد اليوم واحدًا من أهم المراكز الاقتصادية في إفريقيا، بفضل موقعه الجغرافي كبوابة نحو أوروبا وإفريقيا، في حين تمثل الصين قوة اقتصادية عالمية كبرى تسعى لتوسيع حضورها في القارة السمراء.
ويرى خبراء السياحة أن هذه الرحلة ستسهم في جذب المزيد من السياح الصينيين إلى المغرب، خاصة وأن السوق الصينية تُعتبر من أكبر الأسواق السياحية في العالم. ومن جهة أخرى، ستفتح هذه الرحلة المجال أمام المغاربة للتوجه مباشرة نحو الصين، سواء للسياحة أو للدراسة أو لعقد شراكات اقتصادية وتجارية.
تعزيز التعاون الجوي بين البلدين
يمثل هذا الإنجاز أيضًا جزءًا من استراتيجية المغرب لتطوير شبكة خطوطه الجوية الدولية. فمطار محمد الخامس الدولي يسعى إلى تعزيز مكانته كمحور إقليمي لإفريقيا والشرق الأوسط، فيما تسعى الصين إلى توسيع نطاق خطوطها نحو إفريقيا في إطار مبادرة "الحزام والطريق".
أهمية زمن الرحلة الطويلة
على الرغم من أن زمن الرحلة يتجاوز 14 ساعة، إلا أن الكثير من المسافرين يعتبرون أن الرحلة المباشرة أكثر راحة وأمانًا مقارنة بالرحلات التي تتطلب توقفًا في دول أخرى. فهي توفر عناء الانتظار وتمنح المسافرين فرصة الوصول إلى وجهتهم في وقت أقصر نسبيًا.
تنافسية عالية في سوق الطيران
من جهة أخرى، يرى محللون أن دخول شانغهاي للطيران إلى السوق المغربية بشكل مباشر سيخلق منافسة قوية مع الخطوط الملكية المغربية، ما سيدفع الشركات إلى تحسين خدماتها وتقديم عروض أكثر جاذبية للمسافرين، سواء من حيث الأسعار أو جودة الخدمات على متن الطائرة.
آفاق مستقبلية
يتوقع مراقبون أن يشهد هذا الخط المباشر نجاحًا كبيرًا، نظرًا للإقبال المتوقع من المسافرين الصينيين والمغاربة على حد سواء، ومع توسع عدد الرحلات في المستقبل، قد يتحول هذا المسار إلى واحد من أبرز خطوط الربط بين آسيا وإفريقيا.
