تحطم طائرة شحن B747 في مطار هونغ كونغ بعد اصطدامها بسيارة أمن المطار

في حادث مروع أعاد إلى الأذهان حوادث الطيران النادرة، شهد مطار هونغ كونغ الدولي صباح اليوم تحطم طائرة شحن من طراز بوينغ 747 (B747) كانت قادمة من مطار آل مكتوم الدولي في دبي، بعد اصطدامها بسيارة تابعة لأمن المطار خلال عملية الهبوط، ما أدى إلى انحراف الطائرة عن المدرج وسقوطها في البحر بسرعة بلغت نحو 50 عقدة بحرية.
تفاصيل الحادث الأولية
ووفقًا للتقارير الأولية الصادرة عن سلطات الطيران في هونغ كونغ، فإن الطائرة كانت تُشغّل لحساب شركة طيران الإمارات عبر شركة الشحن التركية Air ACT Cargo، وكانت الرحلة خالية من البضائع في طريق العودة من دبي إلى هونغ كونغ.
وخلال الهبوط على أحد المدارج الرئيسية للمطار، حصل الطيار على تصريح رسمي من برج المراقبة الجوية بإتمام عملية الهبوط، إلا أن السيارة التابعة لأمن المطار كانت تعمل في موقعها المخصص ضمن المنطقة الجانبية للممر، قبل أن تنحرف الطائرة بشكل غير متوقع عن مسارها نحو اليسار وتصطدم بها مباشرة.
انزلاق الطائرة إلى البحر
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن الطائرة انزلقت بعد الاصطدام لمسافة تقارب 400 متر قبل أن تتجاوز حدود المدرج وتسقط في البحر المجاور لمنطقة المطار.
وقد ساعدت سرعة الرياح واتجاهها في فقدان الطيار السيطرة على الطائرة خلال اللحظات الأخيرة من الهبوط، حيث كانت تسير بسرعة تقارب 50 عقدة (نحو 92 كم/س) قبل أن تصطدم بالمركبة الأرضية.
سلامة الطاقم ووفاة عنصرين من أمن المطار
وأكدت هيئة الطيران المدني في هونغ كونغ ، أن جميع أفراد طاقم الطائرة الأربعة بخير ولم يتعرضوا لأي إصابات خطيرة، بينما أسفر الحادث المؤسف عن وفاة اثنين من عناصر أمن المطار الذين كانوا على متن السيارة المتضررة، حيث تم نقل جثامين الضحايا إلى مستشفى كوين إليزابيث بهونغ كونغ، فيما تم نقل الطاقم لإجراء فحوصات طبية شاملة.
الطائرة المشغلة بواسطة Air ACT لصالح طيران الإمارات
الطائرة المنكوبة من طراز Boeing 747-400F، وهي تابعة لشركة الشحن التركية Air ACT Cargo التي تدير عددًا من الرحلات الدولية لصالح طيران الإمارات للشحن الجوي (Emirates SkyCargo) ضمن اتفاقية تشغيل مشترك بين الطرفين.
وكانت الطائرة قد أقلعت من مطار آل مكتوم الدولي بدبي (DWC) في وقت مبكر من فجر اليوم، متجهة إلى هونغ كونغ في رحلة استغرقت نحو سبع ساعات قبل وقوع الحادث عند الهبوط.
التحقيقات الأولية وأسباب الحادث المحتملة
بدأت لجنة التحقيق التابعة لهيئة الطيران المدني في هونغ كونغ، بالتعاون مع شركة بوينغ الأمريكية وهيئة الطيران المدني التركية، تحقيقًا موسعًا في ملابسات الحادث.
وتشير التقديرات الأولية إلى احتمال حدوث خلل في نظام التوجيه الأرضي أو في آلية الكبح الجانبي للطائرة، وهو ما قد يكون تسبب في انحرافها المفاجئ عن المدرج.
كما يجري تحليل تسجيلات صندوقي الطائرة الأسودين (FDR وCVR) لمعرفة ما دار بين برج المراقبة وقائد الطائرة خلال الدقائق الحرجة التي سبقت الاصطدام.
عمليات الإنقاذ والسيطرة على الموقف
فور وقوع الحادث، هرعت فرق الإنقاذ والإطفاء إلى موقع الانزلاق، وتمكنت من إخلاء الطاقم في غضون دقائق باستخدام القوارب المخصصة للطوارئ البحرية، كما تم إغلاق المدرج رقم 07R مؤقتًا لحين استكمال عمليات رفع الطائرة من المياه، والتي يُتوقع أن تستغرق عدة أيام نظرًا لحجم الطائرة الكبير وتعقيدات الموقع الجغرافي.
سجل أمني ممتاز قبل الحادث
يُذكر أن شركة Air ACT Cargo تُعد من الشركات التي تتمتع بسجل أمني جيد في قطاع الشحن الجوي، وتُشغّل أسطولًا مكونًا من طائرات B747-400F وA330F لخدمة رحلاتها بين الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا.
كما أن طيران الإمارات للشحن الجوي لم تشهد أي حوادث جسيمة خلال السنوات الأخيرة، مما يجعل هذا الحادث الأول من نوعه ضمن نطاق عملياتها غير المباشرة.
ردود الفعل والبيانات الرسمية
من جانبها، أعربت شركة طيران الإمارات في بيان رسمي عن أسفها العميق للحادث وقدمت تعازيها لأسر الضحايا، مؤكدة تعاونها الكامل مع سلطات التحقيق في هونغ كونغ.
كما شددت على أن الطائرة المشغلة ليست ضمن أسطولها المباشر، وإنما كانت تُدار من قبل شريك تشغيلي بموجب اتفاقية معتمدة.
وفي المقابل، أكدت هيئة مطار هونغ كونغ الدولي أنها بصدد مراجعة شاملة لإجراءات السلامة الأرضية وتحديث أنظمة الاتصالات بين برج المراقبة ووحدات الدعم الميداني لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.