وزير الطيران المدني يبحث مع رئيس الأكاديمية العربية آفاق التعاون لتأهيل كوادر النقل الجوي
في إطار حرص الدولة المصرية على تعزيز التعاون العلمي والبحثي بين مؤسساتها الوطنية، استقبل الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، بمقر الوزارة في القاهرة، الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، لبحث أوجه التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات التدريب والتعليم والبحوث التطبيقية، بما يخدم تطوير منظومة النقل الجوي المصري والإقليمي.
خلال اللقاء، ناقش الجانبان آفاق الشراكة المستقبلية بين وزارة الطيران المدني والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، والتي تُعد من أبرز المؤسسات التعليمية والبحثية في العالم العربي، وذلك بهدف دعم برامج التدريب المتخصصة، وتطوير المناهج الأكاديمية المرتبطة بصناعة النقل الجوي.
وأكد وزير الطيران المدني أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بتأهيل الكوادر البشرية من خلال التعاون مع المؤسسات الأكاديمية الرائدة، موضحًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تعميق التعاون في مجالات البحث العلمي والتدريب الفني والتكنولوجي، بما يتماشى مع توجه الدولة نحو التحول الرقمي وتبني معايير السلامة والجودة العالمية في قطاع الطيران.
كما تناول الاجتماع إمكانية تنفيذ برامج تدريبية متقدمة في مجالات إدارة المطارات، وسلامة الطيران، وتشغيل الممرات الجوية، وصيانة الطائرات، وإدارة الموارد البشرية داخل منظومة النقل الجوي، إضافة إلى دراسة فرص التعاون في إنشاء مراكز تدريب مشتركة معتمدة دوليًا.
وأكد الدكتور سامح الحفني خلال اللقاء أن الاستثمار في العنصر البشري هو الركيزة الأساسية لتطوير قطاع الطيران المدني، مشيرًا إلى أن الوزارة تسعى بشكل مستمر إلى تعزيز الكفاءات وتأهيل القيادات القادرة على إدارة وتشغيل منظومة الطيران بكفاءة واحترافية.
وأوضح الحفني أن وزارة الطيران المدني تعمل على تحديث برامجها التدريبية بالتنسيق مع الأكاديميات والجامعات المتخصصة، لتواكب أحدث التطورات التكنولوجية في مجالات التشغيل والصيانة والملاحة الجوية، بما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للطيران في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأضاف أن الوزارة تسعى إلى توسيع نطاق التعاون مع المؤسسات الأكاديمية مثل الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، باعتبارها بيت خبرة عربي رائد في مجالات التعليم والبحوث التطبيقية والنقل البحري والجوي، مشيرًا إلى أن التعاون مع الأكاديمية يمثل إضافة قوية للقطاع في مجالات التدريب الفني والتكنولوجي.
من جانبه، أعرب الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، عن شكره وتقديره لوزير الطيران المدني على دعمه المتواصل لتفعيل أوجه التعاون بين الجانبين، مؤكدًا أن الأكاديمية تسعى إلى تعزيز مساهمتها في تنمية قطاع الطيران عبر برامج تعليمية وتدريبية متطورة، تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
وأشار عبد الغفار إلى أن اللقاء تناول بشكل موسّع إمكانيات تنفيذ برامج مشتركة بين الأكاديمية ووزارة الطيران المدني لتطوير مهارات العاملين في قطاع الطيران، لاسيما في المجالات التقنية والإدارية والهندسية.
كما تم بحث سبل تبادل الخبرات الأكاديمية والعلمية بين الجانبين، بما يسهم في دعم منظومة البحث العلمي، وتشجيع الابتكار في مجال النقل الجوي.
وأضاف أن الأكاديمية مستعدة لتقديم كافة خبراتها في مجال التعليم الذكي والتدريب الافتراضي باستخدام تقنيات المحاكاة الحديثة، بما يسهم في رفع كفاءة التدريب وتخفيض التكلفة التشغيلية للمؤسسات التابعة لوزارة الطيران المدني.
تناول الاجتماع كذلك إمكانية تنفيذ مشروعات بحثية مشتركة بين الوزارة والأكاديمية في مجالات متعددة، من أبرزها إدارة المطارات الذكية، وتطوير نظم الأمن والسلامة الجوية، والتحول الرقمي في خدمات النقل الجوي.
وأكد الجانبان على أهمية الاستفادة من نتائج البحوث التطبيقية في حل التحديات التي تواجه القطاع، مثل تحسين كفاءة استهلاك الوقود، وتقليل الانبعاثات الكربونية، ورفع مستوى السلامة التشغيلية في المطارات المصرية.
كما تم الاتفاق على دراسة إنشاء برامج تدريب متخصصة بالتعاون مع شركات الطيران الوطنية، مثل مصر للطيران والشركة المصرية للمطارات، لتأهيل كوادر فنية جديدة قادرة على مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة في صناعة الطيران العالمية.
أكد وزير الطيران المدني أن تعزيز الشراكات الأكاديمية والعلمية يُعد جزءًا أساسيًا من استراتيجية الوزارة الرامية إلى جعل مصر مركزًا محوريًا للطيران في المنطقة، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على تحسين البنية التحتية، وتطوير الكفاءات البشرية، وتطبيق نظم الإدارة الذكية في المطارات المصرية.
كما شدد على أهمية دور الأكاديمية العربية في دعم تلك الرؤية من خلال تخريج كوادر مؤهلة قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد تفعيل آليات التعاون العملي وتبادل الخبرات بين الطرفين.
يأتي هذا اللقاء في سياق الجهود المستمرة لوزارة الطيران المدني لتطوير منظومة التعليم والتدريب داخل القطاع، وحرصها على التعاون مع المؤسسات العلمية المرموقة. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة إطلاق مبادرات تعليمية مشتركة، ومراكز تدريب جديدة، وبرامج تطوير مهني للكوادر العاملة في مختلف تخصصات الطيران.
وبذلك، يُعد هذا اللقاء خطوة جديدة نحو تعزيز مكانة مصر في مجال الطيران المدني إقليميًا ودوليًا، من خلال الاستثمار في العنصر البشري وتبني أحدث التقنيات، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ودعم الاقتصاد الوطني.