إياتا: قطاع الطيران العالمي يعود للربحية بصافي 36 مليار دولار في 2025
قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» إن قطاع الطيران العالمي يسير بخطى ثابتة نحو استعادة الربحية خلال العام الحالي، متوقعًا أن يحقق صافي أرباح يقدر بنحو 36 مليار دولار، في ظل تعافٍ تدريجي للطلب على السفر الجوي وزيادة حركة الركاب عبر المطارات الدولية.
جاء ذلك وفق تصريحات المدير العام للاتحاد، ويلي والش، خلال مشاركته في أعمال اجتماع الاتحاد العربي للنقل الجوي المنعقد في العاصمة المغربية الرباط، حيث أشار إلى أن القطاع تمكن من تجاوز جانب كبير من التحديات التشغيلية التي واجهته في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها تداعيات جائحة كورونا، وتقلبات أسعار الوقود، والاضطرابات الجيوسياسية في بعض المناطق حول العالم.
الطلب على السفر يستقر عند مستويات مرتفعة
وأوضح والش أن معدلات الطلب على السفر الجوي لا تزال قوية، مدعومة بتوسع الأنشطة الاقتصادية العالمية، وعودة الحركة السياحية في معظم الوجهات الدولية، إضافة إلى التوسع المستمر لشركات الطيران في شبكاتها التشغيلية.
وأشار إلى أن القدرة الاستيعابية للمقاعد على الطائرات ارتفعت هي الأخرى، بالتزامن مع زيادة معدلات الإشغال، حيث من المتوقع أن يبلغ معدل امتلاء المقاعد عالمياً حوالي 83.9% خلال 2025، وهو مستوى قريب من مستويات ما قبل الجائحة.
نمو ملحوظ في المنطقة العربية
وعن المنطقة العربية، أكد والش أن السنوات المقبلة ستشهد تحولًا كبيرًا في قطاع الطيران، مدفوعًا بالتوسع في المطارات ومحاور النقل الجوي الكبرى، والتي أصبحت اليوم عناصر رئيسية في منظومة التجارة العالمية وربط القارات.
وتشير بيانات الاتحاد العربي للنقل الجوي إلى أن إجمالي حركة المسافرين من وإلى وداخل العالم العربي وصل إلى 372 مليون مسافر في عام 2024، بزيادة قدرها 10.5% عن عام 2023، و10.8% مقارنة بعام 2019، ما يعكس أن المنطقة كانت من بين الأسرع تعافيًا على مستوى العالم.
كما شهدت شركات الطيران العربية استثمارات متزايدة في تحديث الأساطيل الجوية، وزيادة استخدام الطائرات الحديثة ذات الكفاءة المرتفعة في استهلاك الوقود، إلى جانب تحسين التجارب الرقمية للمسافرين.
قطاع الشحن الجوي يواجه ضغوطًا والتجارة تظهر مرونة
رغم هذا النمو، أشار والش إلى أن قطاع الشحن الجوي واجه بعض التحديات خلال الفترة الماضية، لا سيما بسبب التوترات الجيوسياسية، وفرض تعريفات جمركية على بعض المسارات التجارية، ما أثر بشكل جزئي على أحجام الشحن.
لكنّه شدد على أن القطاع استطاع التكيف بسرعة، وأن التجارة العالمية أظهرت مرونة كبيرة في تجاوز التحديات، مع استمرار الطلب على سلاسل الإمداد العابرة للقارات والتوسع في التجارة الإلكترونية.
توقعات النمو في 2025
من المتوقع، بحسب تقديرات «إياتا»، أن ينمو حجم الحركة الجوية العالمية بنحو 5.8% خلال عام 2025، وهو ما سيعزز مستويات التشغيل لدى شركات الطيران، ويرفع مستويات الاستثمارات في توسعة الأساطيل والبنية التحتية للمطارات.
وقال والش إن عوامل النمو الأساسية تشمل:
- استمرار التعافي الاقتصادي العالمي
- زيادة الرحلات السياحية بين القارات
- المنافسة الإيجابية بين المطارات العالمية على تحسين الخدمات
- التوسع في اتفاقيات السماوات المفتوحة بين الدول
تحديات تظل قائمة
ورغم المؤشرات الإيجابية، حذر إياتا من أن القطاع لا يزال معرضًا لتقلبات أسعار النفط، واضطرابات النقل الجوي في بعض المناطق الحساسة سياسيًا، إلى جانب الحاجة المستمرة لتعزيز الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
وأضاف أن شركات الطيران تضخ استثمارات متزايدة في تقنيات الوقود المستدام للطيران (SAF)، الذي يمثل ركيزة أساسية في استراتيجية الانتقال نحو عمليات طيران منخفضة الانبعاثات.
يشير المشهد العام لقطاع الطيران العالمي إلى استمرار التعافي وتثبيت خطوات الربحية بعد سنوات من التذبذب. فالطلب على السفر يستعيد قوته، والمطارات تعزز قدراتها، وشركات الطيران تمضي في تحديث أساطيلها وتطوير حلول أكثر كفاءة واستدامة.
ومع توقع نمو الحركة الجوية وتراجع حدة الاضطرابات العالمية تدريجياً، يبدو القطاع مؤهلاً للعودة إلى دوره الأساسي كلاعب محوري في دعم التجارة الدولية وتنمية السياحة والاقتصادات الوطنية.