بوينغ وإيرباص تتنافسان على صفقة عملاقة مع "فلاي دبي" لشراء 300 طائرة جديدة
تشهد صناعة الطيران العالمية واحدة من أكبر صفقات شراء الطائرات خلال السنوات الأخيرة، حيث تتنافس شركتا بوينغ الأمريكية وإيرباص الأوروبية على الفوز بطلبية ضخمة تقدّمها شركة فلاي دبي الإماراتية، تشمل ما يصل إلى 300 طائرة ضيقة البدن، في خطوة تعكس النمو المتسارع للناقل الاقتصادي الرائد في الشرق الأوسط، وتؤكد استمرار الانتعاش العالمي لسوق الطيران بعد سنوات من التحديات.
وبحسب تقرير نشرته وكالة بلومبيرغ، فإن شركة بوينغ تبدو الأقرب إلى اقتناص الحصة الأكبر من الصفقة المقرر الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة، مستفيدة من العلاقة الممتدة مع فلاي دبي التي تعتمد بشكل رئيسي على طائرات بوينغ 737 بأنواعها المختلفة.
وأشارت الوكالة إلى أن الطلبية قد تضم 200 طائرة أساسية، مع خيار لشراء 100 طائرة إضافية، وهو ما يجعلها واحدة من أكبر الصفقات في تاريخ شركات الطيران منخفض التكلفة على مستوى العالم.
وتأتي هذه الطلبيات في إطار استراتيجية فلاي دبي لتوسيع شبكتها العالمية واستيعاب الزيادة المتوقعة في حركة النقل الجوي من وإلى دبي، لاسيما مع استمرار تحول الإمارة إلى مركز اقتصادي وسياحي عالمي. وتشغّل فلاي دبي اليوم أسطولًا حديثًا يضم أكثر من 80 طائرة من طراز بوينغ 737، وتعمل على تعزيز قدراتها التشغيلية لزيادة الربط الجوي بين دبي وأكثر من 120 وجهة حول العالم.
ومع استمرار الانتعاش القوي في حركة السفر في الشرق الأوسط، أصبحت شركات الطيران في المنطقة من أكبر المشترين للطائرات الجديدة خلال السنوات الأخيرة، حيث تتجه الناقلات الخليجية إلى تحديث أساطيلها وتوسيع خطوطها بما يلبي الطلب المتزايد على الرحلات القصيرة والمتوسطة.
تُعد فئة الطائرات ذات الممر الواحد من أكثر الفئات تنافسية في صناعة الطيران، حيث تقدم بوينغ طرازها الشهير 737 ماكس، بينما تنافسها إيرباص بطراز A320neo الذي حقق مبيعات قياسية عالميًا.
وفي حالة فلاي دبي، تمتلك بوينغ أفضلية واضحة لكون أسطول الشركة يعتمد بشكل شبه كامل على عائلة 737، مما يجعل التكامل الفني والعملياتي أكثر سلاسة، ورغم ذلك، تسعى إيرباص بقوة لاقتناص جزء من الصفقة، خصوصًا في ظل الشعبية المتزايدة لنسخة A321neo الطويلة المدى التي تقدم كفاءة وقود أعلى وسعة أكبر للركاب.
في حال إتمام الطلبيات، ستشكل هذه الصفقة دفعة قوية لقطاع الطيران العالمي، خصوصًا لشركتي بوينغ وإيرباص اللتين تتنافسان بقوة على استعادة طاقتهما الإنتاجية بعد تباطؤ فترة جائحة كورونا.
كما ستعزز مكانة فلاي دبي كأحد أكبر المشغلين الإقليميين للطائرات ضيقة البدن، مما يتيح لها فتح خطوط جديدة، وتنويع أسواقها، وتلبية الطلب المتزايد على السفر الاقتصادي.
ومع تواصل النقاشات بين الأطراف، يترقب قطاع الطيران الإعلان الرسمي عن الصفقة التي قد تصبح إحدى أهم صفقات الطيران التجاري لعام 2025، وتفتح فصلًا جديدًا في المنافسة العالمية على أساطيل الناقلات الاقتصادية.