مصر للطيران تبحث تعزيز التعاون الاستراتيجي مع مجموعة أبوظبي للطيران في مجالات الشحن والصيانة والتدريب
في إطار العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، استقبل الطيار أحمد عادل، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب التنفيذي للشركة القابضة لمصر للطيران، وفدًا رفيع المستوى من مجموعة شركة أبوظبي للطيران وعدد من الشركات الإماراتية المتخصصة في قطاعات الطيران والصيانة والشحن والتدريب، وذلك بالمقر الإداري لمصر للطيران في القاهرة.
وجاء الوفد الإماراتي برئاسة محمود الهاملي، الرئيس التنفيذي للمجموعة، وضم كلًا من ياسر سعيد الفليتي، مدير إدارة الشؤون الحكومية بطيران أبوظبي، ومحمد رضا، نائب الرئيس للاستراتيجية والعلاقات الدولية.
ومن الجانب المصري، شارك في الاجتماع كل من الطيار شريف خليل، مساعد رئيس مجلس الإدارة، والمهندس إبراهيم فتحي، رئيس شركة مصر للطيران للصيانة والأعمال الفنية، والطيار إيهاب الطحطاوي، رئيس شركة مصر للطيران للشحن الجوي، والطيار وليد سليمان، رئيس أكاديمية مصر للطيران للتدريب.
تعاون مصري إماراتي يعزّز منظومة الطيران الإقليمي
ويأتي هذا اللقاء استكمالاً لسلسلة من المباحثات التي جرت في العاصمة الإماراتية أبوظبي خلال الفترة الماضية، عقب توقيع عدد من مذكرات التفاهم الهادفة إلى دعم التعاون المشترك بين الجانبين في مجموعة من المجالات الحيوية، وعلى رأسها خدمات الشحن الجوي وتطوير القدرات اللوجستية وتوسيع الحضور الإقليمي للشركتين عبر إطلاق مسارات شحن جديدة تخدم الأسواق الإقليمية والدولية.
كما تهدف الاتفاقات إلى تعزيز التعاون في قطاع صيانة وإصلاح وعمرة الطائرات (MRO) من خلال تبادل الخبرات الفنية والمعرفة التشغيلية، بما يسهم في رفع كفاءة أسطول مصر للطيران وتعزيز سلسلة الإمداد الخاصة بها.
وقد ناقش الجانبان إمكانية إنشاء مركز إقليمي في مصر لتوريد قطع الغيار يخدم شركات الطيران والمطارات في المنطقة، بما يعزز موقع مصر كمنصة لوجستية قوية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
التركيز على التدريب وتطوير الكوادر
كما استعرض الاجتماع فرص التعاون في مجال التدريب وتأهيل الكوادر الفنية بين أكاديمية مصر للطيران للتدريب ومركز أبوظبي لتدريب الطيران، وذلك عبر برامج تدريبية متخصصة وتبادل الخبرات بين الجانبين.
ويهدف هذا التعاون إلى الارتقاء بمستويات التأهيل المهني للعاملين في مجالات الطيران والصيانة والشحن الجوي، وتوفير برامج متقدمة تتماشى مع المعايير الدولية المعتمدة.
مناقشة آليات تنفيذ مذكرات التفاهم
وشهد اللقاء مناقشة الخطوات المطلوبة للانتقال بمذكرات التفاهم إلى مرحلة التنفيذ الفعلي وفق الجدول الزمني المعتمد، إضافة إلى بحث فرص التوسع في الشراكات الاقتصادية بين الجانبين في مجالات الخدمات الأرضية والدعم الفني، وزيادة الاعتماد المتبادل في خدمات الصيانة والشحن الجوي.
كما استعرض الحضور آفاق التعاون المشترك في مشاريع مستدامة تهدف إلى دعم النمو المتسارع لقطاع الطيران في المنطقة.
تصريحات الطيار أحمد عادل: علاقات راسخة وشراكات واعدة
وأكد الطيار أحمد عادل أن مصر للطيران تعتز بالعلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين الشقيقين، والتي تمثل "دعامة أساسية للثقة المتبادلة والرؤية المشتركة الرامية لتطوير صناعة الطيران في المنطقة".
وأوضح أن التعاون مع مجموعة أبوظبي للطيران والشركات الإماراتية المتخصصة مثل AMMROC وGAL يأتي كخطوة مهمة ضمن خطة التطوير الشاملة التي تنفذها الشركة.
وأشار عادل إلى أن هذا التعاون من شأنه أن يعزز القدرات التشغيلية والفنية لمصر للطيران، ويدعم توجهها نحو رفع الكفاءة وتحسين الخدمات وتوسيع الشبكة الجوية، خاصة في ظل التحولات الكبيرة التي يشهدها قطاع الطيران العالمي والإقليمي. وأضاف أن الشراكات العربية المشتركة تمثل عنصرًا مهمًا في بناء صناعة طيران قوية ومستدامة تستجيب للمتغيرات المتلاحقة في المجال.
الوفد الإماراتي: مصر للطيران لاعب محوري في المنطقة
من جانبه، عبّر الوفد الإماراتي عن تقديره للدور المحوري الذي تلعبه مصر للطيران في دعم صناعة الطيران في المنطقة، مؤكدًا تطلع مجموعة أبوظبي للطيران إلى توسيع آفاق التعاون بما يحقق التكامل الفعّال بين الشركات العربية الرائدة في قطاع الطيران.
كما أعرب رئيس الوفد الإماراتي محمود الهاملي عن ثقته في أن الشراكة بين الجانبين ستفتح آفاقًا جديدة لمشروعات استراتيجية تعزز منظومة الطيران في الشرق الأوسط.
تعاون يعزز التنافسية الإقليمية في قطاع الطيران
وتأتي هذه الخطوة في وقت يشهد فيه قطاع الطيران الإقليمي نموًا متسارعًا، مدفوعًا بالتوسع في شبكات الشحن الجوي وارتفاع الطلب على خدمات الصيانة والتدريب المتخصص، وهو ما يجعل التعاون بين مصر للطيران وطيران أبوظبي نموذجًا للتكامل العربي في الصناعات الحيوية.
وتسعى مصر للطيران من خلال هذه الشراكات إلى تعزيز موقعها التنافسي في سوق الطيران العالمي، وتحسين قدراتها التشغيلية، ودعم شبكة خطوطها، وزيادة الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والخبرات المشتركة، بما يتوافق مع استراتيجيتها للتحول الرقمي وتطوير الأسطول والخدمات.
