الرياض تُطلق المدرج الثالث في مطار الملك سلمان الدولي لتعزيز الربط الجوي العالمي

باشر مطار الملك سلمان الدولي بالعاصمة السعودية الرياض تنفيذ أعمال المدرج الثالث، في خطوة استراتيجية ضمن مشروع تطوير شامل يُعد واحدًا من أكبر مشاريع المطارات على مستوى العالم. يأتي ذلك في إطار سعي المملكة لتعزيز مكانة الرياض كمركز إقليمي وعالمي للنقل الجوي والخدمات اللوجستية، تماشيًا مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

ويعد البدء في تنفيذ المدرج الثالث جزءًا من خطة تطوير منطقة الحركة الجوية بالمطار، والتي تهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية لحركة الطيران من 65 حركة في الساعة إلى 85 حركة في الساعة. ويأتي هذا التطوير استجابة للنمو المتسارع في أعداد الرحلات والمسافرين، بما يسهم في تحسين كفاءة التشغيل وتقليل أوقات الانتظار وزيادة مرونة التعامل مع حركة الطيران المتنامية.

ويعتبر المدرج الجديد عنصرًا محوريًا في البنية التحتية للمطار، حيث صُمم وفق أحدث المعايير الدولية في مجال سلامة وأمن الطيران، مع مراعاة الاستدامة البيئية وكفاءة استخدام الطاقة. كما يدعم التشغيل المتواصل على مدار الساعة ويعزز قدرة المطار على استيعاب جميع أنواع الطائرات، من الرحلات المحلية والإقليمية إلى الرحلات العابرة للقارات.

كما تتضمن أعمال التطوير المصاحبة تحديث ساحات الطائرات، وممرات الربط، وأنظمة الملاحة الجوية، بالإضافة إلى تطبيق أحدث التقنيات الذكية في إدارة الحركة الجوية. ويأتي ذلك لضمان مطابقة المطار لأفضل الممارسات العالمية في المطارات الكبرى، وتعزيز القدرة التشغيلية بما يتماشى مع أعلى معايير الجودة والسلامة.

ويتوقع أن يسهم المشروع في دعم قطاع الطيران المدني السعودي، وتعزيز الربط الجوي بين المملكة ومختلف الوجهات العالمية. كما سيدعم نمو شركات الطيران الوطنية والدولية العاملة من وإلى الرياض، في ظل الطلب المتزايد على السفر الجوي والخدمات اللوجستية.

ويعكس تطوير المدرج الثالث الدور المتنامي لمطار الملك سلمان الدولي كأحد المحركات الرئيسية للاقتصاد الوطني، حيث يُتوقع أن يسهم في جذب الاستثمارات وخلق فرص عمل نوعية، ودعم قطاعات السياحة والتجارة والنقل، كما يعزز تنافسية المملكة على خارطة الطيران العالمي ويترجم طموحاتها في تطوير البنية التحتية اللوجستية.

ويُنظر إلى المطار بوصفه حجر الزاوية في تحويل الرياض إلى مركز عالمي يربط الشرق بالغرب، خاصة مع خطط رفع الطاقة الاستيعابية السنوية للمطار إلى أرقام قياسية خلال السنوات المقبلة. ويأتي ذلك تماشيًا مع النمو السكاني والاقتصادي والعمراني الذي تشهده العاصمة، وما يتطلبه من بنية تحتية قوية ومتطورة.

وتؤكد هذه الخطوة التزام المملكة بتطوير بنيتها التحتية وفق أعلى المعايير الدولية، واستثمارها في مشاريع نوعية تدعم التحول اللوجستي وتواكب تطلعات المستقبل، كما يمثل المدرج الثالث إضافة استراتيجية تعزز جاهزية مطار الملك سلمان الدولي لاستقبال مرحلة جديدة من النمو والتوسع، وتوفر تجربة سفر أكثر سلاسة وراحة للمسافرين، لترسيخ مكانة المطار كواجهة حضارية حديثة تعكس طموح المملكة وريادتها في قطاع الطيران والخدمات اللوجستية.