كيف ماتت شهد؟.. "الحياة اليوم" تكشف التفاصيل الكاملة للقضية الغامضة


اعتادت شهد أحمد، الطالبة بكلية الصيدلة بجامعة قناة السويس، الحديث مع صديقاتها في السكن التي تقطن به بمدينة الإسماعيلة وبالتحديد في منطقة الـ500 وحدة بالإسماعيلية، إلا أن الأربعاء الماضي كان يومًا مختلفًا غير معتاد لزميلاتها.
اختفاء شهد
الأربعاء الماضي اختفت شهد بعد لقاء صديقاتها وتركت الإسماعيلية خلفها
بعدها اختفت ولم يسمع عنها أحد وأغلق هاتفها المحمول.
دب الرعب في قلب والد شهد الذي يقطن بمدينة العريش وبدأت زميلاتها في
الجامعة بالسؤال عن اختفاءها خوفا عليها، فلم يجدوا سبيلا سوى نشر صورها على مواقع
التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها.

الصور انتشرت على صفحات العريش وشمال سيناء وامتدت للقاهرة والإسماعيلية وناشدت خلالها المغردون الأهالي بالأماكن المتوقع وصولها لها بالإبلاغ عن أي معلومة عن شهد.
مرت المدة القانونية للتغيب والمحددة بـ24 ساعة للتمكن لتحرير محضر، ولم تظهر شهد، لجأ والد الطالبة فورا لقسم ثالث الإسماعيلية لتحرير المحضر بتغيب نجلته وانقطاع أخبارها.

مباحث الإسماعيلية
مباحث الإسماعيلية كثفت جهودها وتحرياتها فور تلقيها البلاغ في محاولة للعثور على الطالبة، وأكدت تحريات وحدة مباحث قسم ثالث الإسماعيلية برئاسة المقدم محمد سكر، تحرك الفتاة من الإسماعيلية بمفردها من "موقف الإسماعيلية" متجهة إلى القاهرة بعد لقاء بعض أصدقائها داخل جامعة قناة السويس.
أمل وصدمة
مر يومان ولم تظهر شهد القلق احتل أجساد الجميع وباتت قصتها تبحث عن إجابة أين اختفت شهد؟، قطع صمت الأخبار بلاغ تلقته إدارة الإنقاذ النهري بالجيزة بالعثور على جثة طافية على مياه النيل بمنطقة الوراق بالجيزة، وبانتشال الجثة تبين أنها لفتاة تبلغ من العمر حوالي 20 عامًا.
اتبع رجال الأمن الإجراءات المعهود بالبحث والتحري عن أي جثة مجهولة وأبلغوا بالعثور عليها وبدأوا في البحث عن بلاغات المفقودين ومطابقاتها بملامح الفتاة وعمرها وملابسها ليصل رجال البحث بالجيزة لبلاغ تغيب لفتاة بقسم الإسماعيلية.
التعرف على الجثة
تواصلت مديرية أمن الجيزة مع نظيرتها بالإسماعيلية وأبلغت عن العثور على جثة وطلبت حضور والد المتغيبة للتعرف على ملامح الجثة، وبالفعل حضر الأب المكلوم أمس الجمعة وكانت الفاجعة إنها بالفعل جثة نجلته شهد ولكن كيف ومتى وسبب موتها.
وفاة شهد بتلك الطريقة أثار استغراب الجميع صديقاتها بالجامعة جيرانها بمدينة العريش، وبدأت الأخبار تنطلق والشائعات تلاصقها حول كيفية وفاة الطالبة.
هاشتاجات مطالبة بحق شهد
انتشرت الهاشتاجات على التواصل الاجتماعي المطالبة بحق شهد إذ أطلق هاشتاج بعنوان "#حق_شهد_لازم_يرجع" وتصدر قائمة الأكثر تداولًا لمدة 7 ساعات، قبل أن يتراجع ثانيًا.
قالت مصادر أمنية على صلة بالتحقيقات بالجيزة إن والد الطالبة قال خلال التحقيقات إن نجلته تعاني من الوسواس القهري وأنها كانت تزور طبيبًا نفسيًا بالإسماعيلية، فضلا عن أخبار تم تداولها بأن الطالبة عثر عليها ويظهر على جسدها بعض آثار التعذيب.
والد الطالبة وأصدقائه نفوا التصريحات جملة وتفصيلًا مؤكدين أن الفتاة لم تعان من أي مرض نفسي أو عضوي.
هل ظهر على جثتها التعذيب؟
وأكد أحد أصدقاء والد الفتاة من أمام مصلحة الطب الشرعي خلال فيديو أطلقه على مواقع التواصل الاجتماعي أن الطالبة لم تعان من أي أمراض وأن جسدها لم يظهر به أي علامات تعذيب، مشددا على تحري الدقة في تناول الأخبار الخاص بالفتاة.
تصريح غامض
خرج تصريح الدفن الخاص بالطالبة والذي حصلت "الحياة اليوم" على نسخة منه، ولم يذكر فيه سبب الوفاة مشيرًا إلى أن السبب "قيد البحث" ليزيد الغموض أكثر حول القضية وتفاصيلها.

سيرة شهد وسط زملائها
وعلمت "الحياة اليوم" أن شهد كانت قد شُوهدت لآخر مره يوم الأربعاء الماضي حوالي الساعة 10 صباحًا ، وحضرت محاضراتها وكان شكلها طبيعي جدًا إلى أنها شعرت بحالة بإعياء بدني وفضلت المغادرة، وبالفعل غادرت الجامعة الساعة 12 ظهرًا إلى محل سكنها الذي لا يبعد كثيرًا عن الجامعة حتى علم زملائها في الجامعة أنها لم تصل إلى بيتها حتى الساعة العاشرة من مساء اليوم نفسه، وهذا ما دفع أسرتها إلى التوجه إلى الجامعة للاستفسار حيث أنهم لم يتمكنوا من التواصل معها هاتفيًا بسبب إغلاقه ، وتم البحث والسؤال عنها بمحيط السكن والجامعة والمستشفيات .
وخلال فيديو بثه أهالي شهد على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ناشدوا فيه الجميع بتحري الدقه قبل الحديث عن موضوع وفاتها، حيث أنهم أكدوا أن الفتاه كانت لاتعاني من أي شىء يدفعها للانتحار كما قيل، وطالبوا أن يتم انتظار التحقيقات وما تسفر عنه .
كما نشر والدها على صفحته على "فيسبوك" رجاءًا للجميع بحذف صورة ابنته شاكرًا الجميع على تقديم التعازي .
جنازة مهيبة
وفي جنازة مهيبة شيع العشرات من أهالي مدينة العريش، بمحافظة شمال سيناء، جنازة الطالبة، وخرجت الجنازة في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، من مسجد الهجرة بالقاهرة متوجهة للعريش، وخرج المشيعون للجنازة صباح اليوم السبت، مرددين هتافات "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله"، وطالب المشيعون خلال الجنازة كشف تفاصيل وفاة شهد.

شهد نقلت لمثواها الأخير لتترك خلفها لغزًا كيف ومتى وأسباب وفاتها، في الوقت الذي تكثف المباحث تحرياتها والنيابة تحقيقاتها للتوصل لتفاصيل الحادث وكشفها للرأي العام.