رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

الكريسماس في زمن الحرب.. بهجة تطل على استيحاء (تقرير)

الثلاثاء 29/ديسمبر/2020 - 03:16 م
الحياة اليوم
هدير أشرف رضا
طباعة

سنوات كثيرة مرت على أطفال وكبار العديد من الدول العربية؛ بسبب عدم الاستقرار الأمني والسياسي، وجماعات الإرهاب التي نشرت الخراب في كل مكان تحيط بهم. غابت الفرحة لسنوات، وها هي تعود الآن على استحياء. فالأطفال الذين لم يشاهدوا في حياتهم سوى الدمار، ولم يسمعوا إلا صوت القذائف وهي تدكُّ أحياءهم، ودوي الصواريخ الذي يضيع النوم من عيونهم، هم الآن على موعد لمشاهدة الأشجار المزينة في الشوارع، تعود الأضواء لتضيئ الساحات التي عمّ فيها الظلام طوال أعوام الحرب.

 

في سوريا.. الحرب تتوقف والأفراح تعود

تقول الأسطورة إن بابا نويل اسمه الحقيقي "سانت نيكولاس" وهو مطران من أصل سوري، عُرِف بحبه للأطفال والفقراء، وكان حريصا على توزيع الهدايا على الأطفال والفقراء، ووصلت شهرته إلي جميع أنحاء العالم، واختصرت الأجيال اسمه فأصبح اسمه "سانت كلوز" بالإنجليزية، و"بابا نويل" بالفرنسية، "وها هو قد وصل إلى سوريا من جديد"، حيث تزينت شوارع سوريا بعدما وضعت الحرب أوزارها.

بالأمس نظم" دير سيدة صيدنايا" حفلاً لإضاءة شجرة ميلاد من صنع يدوي بارتفاع 33 مترا وافتتاح مغارة بمساحة 400 متر مربع تعد أكبر مغارة في الوطن العربي.

تقول وكالة الأنباء الرسمية "سانا" إن الاحتفالات تأتي هذا العام لتؤكد على "إصرار السوريين على الحياة"، ونقلت الوكالة عن بطريرك أنطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم مار إغناطيوس أفرام الثاني، قوله إن الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة يتزامن مع احتفال الشعب السوري بالذكرى الثانية لتحرير حلب من الإرهاب، وإن أبناء سوريا الذين صمدوا بوجه التنظيمات الإرهابية سيحتفلون قريبا بعودة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من الأرض السورية.

وأقيم كرنفال احتفالي بدمشق القديمة قام فيها كشافو "مار أفرام السرياني والشبيبة السريانية" بمسيرة موسيقية في أحياء دمشق القديمة وصولا إلى حديقة شهداء السريان "سيفو"، وأُضيئَت شجرة الميلاد في الحديقة مع عزف النشيد الوطني، ثم أقيم حفل ترانيم لفرقة موزاييك من مدينة حمص، وقامت الشبيبة السريانية بتوزيع الهدايا والبالونات الملونة على الأطفال ورسم اللوحات على وجوههم.

وقالت وسائل الإعلام إن المحلات التجارية استعدت مع اقتراب عيد الميلاد، وطرحت أشكالا مختلفة وباهرة من أشجار عيد الميلاد والزينة واللعب والأجراس والشموع، وأكدت وسائل الإعلام أن هناك إقبالا كبيرا من المواطنين على الشراء للاحتفال بهذه المناسبة، وقامت كنيسة القديس فرنسيس في حلب بتركيب صليب جديد على القبة.

وأكد الأب إبراهيم الصباغ أن عيد الميلاد في حلب هذا العام مختلف، فبعد 6 سنوات من الحرب والصراع وسقوط الآلاف من القتلى والجرحى ونزوح الكثيرين، عاد جو الهدوء، وبحضور حشد كبير من الفعاليات الأهلية والرسمية في السويداء تمت مساء اليوم إضاءة شجرة ميلاد أمام برج الريم في المدينة.

 

الاحتفالات لا تعرف الطريق إلى ليبيا

ثقافة الاحتفال الشعبي بعيد الميلاد ورأس السنة لا توجد في ليبيا حتى قبل الأزمة التي تعاني منها البلاد منذ 2011، سوى بشكل شخصي في بعد المناطق بالعاصمة الليبية طرابلس. تقول الدكتورة "عائشة المليان" أستاذة التاريخ جامعة غريان الليبية، إن مظاهر الاحتفال في ليبيا تختلف عن بعض الدول الأخرى، حيث تقتصر الاحتفالات على بعض الأسر وخاصة في العاصمة طرابلس.

وتابعت أن العائلات والقبائل لا تحتفل بها بشكل عام، وأن المظهر السائد هو المعايدة بين العائلات والشباب، وأشارت إلى أن هناك بعض الشباب الذين يقومون بشراء شجرة عيد الميلاد لخطيباتهم، كما يقيمون بعض الاحتفالات في ليلة رأس السنة في بعض الأماكن المخصصة للاحتفال.

ولفتت إلى أن هناك من يقوم بإطلاق الألعاب النارية وشراء الحلوى والهدايا، لكنها لا تكون بنفس الشعبية التي تحدث في مناسبات أخرى، كمولد نبي الإسلام محمد.  وأوضحت أن الأوضاع في ليبيا لا تؤثر على الاحتفالات التي تتم حتى في ظل الاشتباكات، إلا أن النظرة السائدة في ليبيا أن الاحتفالات برأس السنة لا تخص المجتمع الليبي.

 

اليمن.. الفقر والمرض في انتظار العام الجديد

في اليمن يأتي العام الجديد ليكون شاهدا على استمرار المأساة، ربما من الصعب الحديث عن احتفالات في رأس السنة، بينما يقول" مارك لوكوك "منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة إن هناك ربع مليون شخص في اليمن في المرحلة الخامسة، أي المستوى الكارثي.

ويضيف "لا توجد درجة أعلى من ذلك في التصنيف المتكامل للأمن الغذائي. لم نوثِّقْ أبدا من قبلُ تصنيف الناس في المرحلة الخامسة في أزمة الغذاء باليمن".

ويشير" بسام القاضي"، الناشط الحقوقي والصحفي اليمني، إلى أنه منذ بداية الحرب، والخراب ورائحة الموت يسيطران على اليمن وهي تستقبل العام الجديد، مؤكدا أنه لا وجود لاحتفالات.

وأضاف الناشط الحقوقي أنه منذ سنوات ونحن نعيش في جو ملىء بالأوبئة والأمراض وانتشار المجاعة وانهيار العملة وارتفاع الأسعار مع غياب الخدمات بشكل كامل؛ وبالتالي بات المواطن يبحث عن أي طريقة لإيقاف الحرب، وهناك دول في الجوار تحتفل بإنجازات حققتها على الأرض.        

العراق.. شجرة العراق عارية في وسط بغداد

وضع متظاهرون بالعراق شجرة عيد الميلاد عارية بدون تزيين، وسط ساحة بغداد، تحية منهم للقرار الصادر عن مسيحيي العراق بإلغاء الاحتفالات الرسمية بعيد الميلاد، تضامنا مع الأحداث المأساوية التي تشهدها البلاد مؤخراً.

وتابع قائلا لوكالة «أسوشيتد برس»: «إنه من الناحية الأخلاقية والروحية لا يمكننا الاحتفال في جو من التوتر، ليس من الطبيعي الاحتفال بفرحنا وسعادتنا بينما يموت الآخرون».

وأشار «ساكو» إلى أنه «بموجب أمر الكنيسة، ستقتصر احتفالات الأعياد على الصلوات، وسيتم التبرع بالأموال المخصصة لزخارف الشوارع الاحتفالية باهظة الثمن لصالح الأموال التي تدعم المتظاهرين الجرحى».

                                           
ads
ads
ads