رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

صورة وراءها تاريخ| مسلات كليوباترا.. منح لا ترد للدول العظمى

الأحد 03/يناير/2021 - 07:14 م
مسلة كليوباترا 1879
مسلة كليوباترا 1879
عاطف عبد الفتاح صبيح
طباعة

هذه الصورة لتفكيك مسلة كليوباترا من محطة الرمل بالإسكندرية؛ لإهدائها (كعادتنا فى السخاء) للولايات المتحدة الأمريكية، سنة 1879.



مسلة كليوباترا قبل نقلها إلى نيويورك

وليست هى المسلة الوحيدة التى تم التفريط فيها، ولكن هناك مسلتان أخريان، تم التقاط صور لهما، أهديت إحداهما لبريطانيا، الأخرى لفرنسا، الثلاثة دول العظمى فى تلك الفترة، فكان لا بد من كسب رضاها على حساب تاريخنا؛ من باب "الخير كتير".

ودوَّنَت للمسلات المهداة العديد من المواقع التى كانت حريصة على نفض الغبار عن ذاكرتنا التاريخية الزهايمرية، وإحياء موات تراثنا بتذكير الأجيال أننا كان لدينا تاريخ عريق، تم تصديره منحا لا ترد، ومنها موقع أهل مصر زمان الذى نشر على صفحته صورة لتفكيك مسلة كليوباترا.



مسلة كليوباترا بسنترال بارك في نيويورك


كما جاء فى موقعpinterest   تعليق على الصورة باللغة الإنجليزية، مفاده أن هذه المسلة كانت هدية من مصر لمدينة نيويورك، وتم بناؤها عام 1450 قبل الميلاد، بطول 69 قدما، ووزن 220 طنا. وأقيم النصب التذكارى لها فى عام 1881 داخل سنترال بارك، بالقرب من متحف متروبوليتان للفنون.

وكتب موقع الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الأول - فاروق مصر على فيسبوك قصة المسلات المهداة تفصيليا، وجاء فيها أن المسلات المهداة اثنتان، وليستا 3 مسلات، كانت المسلة الأولى قائمة والثانية منبطحة على الأرض، وهما من أعمال الملك تحتمس الثالث. ونقلتهما الملكة كليوباترا من أمام معبد الشمس الموجود فى مدينة هليوبوليس (عين شمس)؛ لتضعهما أمام معبد "القيصريون"؛ تكريما لزوجها مارك أنطونيوس. سقطت إحدى المسلتين جراء زلزال عام 1301، بينما بقيت الأخرى قائمة بجانب أبراج السور المسمى ببرج الرومان.

وأشار الموقع إلى أن شامبليون كتب عن المسلتين، ووصفهما بأن كل واحدة منهما يبلغ ارتفاعها 60 قدما، وهما من الجرانيت الوردي، وتوصل إلى أن هاتين المسلتين من أعمال الملك تحتمس الثالث الذى نصبهما أمام معبد الشمس فى هليوبوليس (عين شمس)، ثم أضاف رمسيس السادس ورمسيس السابع بعض النقوش على جوانب المسلتين، وهما تعودان إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية، وتنسبان خطأ إلى كليوباترا.

وكشفت الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الأول - فاروق مصر على فيسبوك تفاصيل المسلات الثلاث، وذكرت أن:



مسلة كليوباترا أمام نهر التايمز  بلندن


المسلة المهداة لبريطانيا بدأت قصة إهدائها فى عام 1820 عندما حصل القنصل البريطانى فى الإسكندرية على موافقة الوالى محمد علي باشا على نقل المسلة المنبطحة أرضا إلى بريطانيا، ولكن هذا الأمر لم يتم. وفى عام 1875 وافق الخديوى إسماعيل على إهداء تلك المسلة إلى بريطانيا لنصبها على ضفاف نهر التايمز . و فى يوم 21 سبتمبر عام 1877 أعدَّ المقاول البريطانى جون ديكسون سفينة خاصة نقلت المسلة من الإسكندرية إلى مكانها على ضفة نهر التايمز، ووصلت في أوائل 1878، ورُفِعَ العلمان المصرى والبريطانى عليها تحية للخديوى إسماعيل والملكة فيكتوريا.


وعن المسلة المهداة لأمريكا فقصتها أن خبرا كاذبا نشرته إحدى الصحف الأمريكية أن الخديوي إسماعيل قرر إهداء الولايات المتحدة المسلة، وفى عام 1879 تقدم القنصل الأمريكي بطلب للخديوى، فأجل الموافقة؛ نتيجة لمعارضة علماء الآثار. وبعد عزله وافق ابنه الخديوى توفيق، وتولى القومندان "جو رنجز" نقل المسلة فى أكتوبر عام 1879. واستغرقت عملية نقل المسلة ثمانية أشهر كاملة. و أبحرت السفينة يوم 12 يونيه 1880.

ونُصِبَت مسلة كليوباترا الثانية فى ميدان سنترال بارك بنيويورك يوم 22 فبراير 1881.



مسلة كليوباترا في ميدان الكونكورد بفرنسا


المسلة المهداة لفرنسا فكانت قبل هاتين المسلتين كان الوالى محمد على باشا أهدى لفرنسا المسلة الشهيرة الموجودة بميدان الكونكورد بباريس، والتى تم نقلها من معبد الأقصر يوم 22 أغسطس من عام 1832 إلى فرنسا لتستقر فى مكانها بميدان الكونكورد وسط احتفال مهيب حضره لويس فيليب الأول ملك فرنسا يوم 25 أكتوبر 1836 بعد رحلة نقل استغرقت 32 شهرا .

وكتب موقع ويكيبديا أن مسلات كيلوباترا هى ثلاث مسلات، صنعها قدماء المصريين. وأطلق عليها بعض الرومان تسمية "إبر كليوباترا"، لشبهها بالإبر العملاقة.

وكشف تفاصيل عن المسلة المهداة لبريطانيا، حيث أوضح أنها قدمت هدية من محمد على إلى بريطانيا تكريما لانتصار اللورد نيلسون على جيش نابليون بونابرت الفرنسى فى 1801 م. لكن ظلت المسلة فى الإسكندرية حتى عام 1877، حين رعى السير الإنجليزى وليام جيمس إيراسموس ويلسون نقلها إلى لندن بمبلغ فاق 10,000 جنيه إسترليني، وكانت المسلة موجودة بالأساس فى الإسكندرية لفترة تزيد عن 2000 عام، ووصلت المسلة الى لندن فى 21 يناير 1878 م. ووُضِعَ بجوارها أسدان فرعونيان على هيئة أبو الهول، وفى 4 سبتمبر 1917 وخلال الحرب العالمية الأولى أصيبت المسلة بضرر نتيجة سقوط قنبلة من طائرة ألمانية قرب المسلة، وظل الضرر موجودا غير مصلح.


يذكر أن إيطاليا أصابها من الخير جانب، حيث يوجد بها 8 مسلات فرعونية. وأماكناها الحالية في

ساحات: سان جيوفاني في لاتيرانو، والقديس بطرس، وبوبولو، ومونتيتشيتوريو، وروتوندا، وسانتا ماريا سوبرا مينرفا، وحمامات ديكولتيان، وفيلا كليمونتانا.

                                           
ads
ads
ads