رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

سفير مصر بواشنطن: ملفات كثيرة وقضايا للتعاون مع إدارة بايدن (تقرير)

الجمعة 15/يناير/2021 - 12:06 م
الحياة اليوم
عاطف عبد الفتاح صبيح
طباعة

قال معتز زهران، سفير مصر بواشنطن، إن هناك فرصا كثيرة للتعاون بين مصر والولايات المتحدة في ظل حكم الرئيس الجديد جو بايدن.

صرح بذلك خلال مشاركته كضيف في حوار افتراضي بالفيديو مع المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية – العربية، والذي ترأسه "إد. رويس" عضو مجلس النواب بالكونجرس الأمريكي، ولفت زهران إلى أن الرئيس عبد الفتاح السياسي من أوائل الزعماء الذين هنؤوا بايدن بفوزه بالرئاسة.

وبسؤال للسفير زهران عن رد فعل الشعب المصري إزاء اقتحام الكونجرس يوم 6 يناير الجاري، أجاب بأن تلك التطورات كانت محزنة وصادمة لمصر وللعالم كله، وأشار إلى ما حدث بمصر من بعض الجماعات المتطرفة، التي استغلت لتحويلها إلى احتجاجات عنيفة وفوضى وخروج عن القانون.

وربط أحداث مصر بما وقع بأمريكا، وأشار إلى أنه كانت هناك مشاعر وطنية واسعة النطاق للوحدة بين الشعب وهو ما عقب حالة الفوضى وجعل الشعب كله يتكلم بصوت واحد ضد جميع من كانوا يثيرون مثل تلك الأعمال العنيفة والإرهاب.

وعقب بأن وراء الأحداث المحزنة التي وقعت بالولايات المتحدة وبمناطق أخرى بعض الدروس المستفادة، منها أن الحقوق والحريات بوجه عام ليست مطلقة بل هي مرتبطة بضمان حقوق أخرى وكذلك بتحقيق النظام والأمن والسلم العام.

وأكد أن للأمن أهمية كبرى للحفاظ على الاحتجاج السلمي وأيضا لحماية المؤسسات السيادية والأمن القومي ضد المتطرفين الذي يسعون للنفاذ إلى صفوف مثيري الشغب.

وبسؤاله عن " معاهدات إبراهيم" للسلام بين إسرائيل وعدد من الدول العربية وكيف تنظر مصر لقضية السلام في المنطقة ، أجاب السفير معتز زهران بأن مصر كانت أول من رحب باتفاقيات السلام بتطبيع العلاقات مع إسرائيل من جانب دول الإمارات والبحرين والسودان والمغرب.

وأكد أن مصر حرصت على دعم السلام في المنطقة منذ أكثر من أربعين عاما حين كنا أول من دعا للسلام ونشره في المنطقة منذ البداية وهو ما أدى إلى اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل بعد 16 عاما ثم بعد ستة وعشرين عاما كانت الاتفاقيات مع دول عربية أخرى.

ولفت إلى أن القضية الرئيسية في الشرق الأوسط لا تزال هي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأشار إلى أن مصر شاركت مع "مجموعة ميونيخ" والتي تضم ألمانيا وفرنسا ومصر والأردن والتي كان لها اجتماع في القاهرة قبل أيام من أجل رسم تصور للسلام في المنطقة وكذلك لدراسة متطلبات استئناف مفاوضات السلام.

ودعا إلى أن يقدم الجانب الفلسطيني تصورهم بشأن حل الدولتين من خلال التعاون مع الشركاء الأوربيين وكذلك مع الإدارة الأمريكية الجديدة حتى يمكن إحياء الجهود الخاصة بمسار السلام .

وعن الملف النووي الإيراني ذكر السفير معتز زهران أننا شهدنا أن برنامج السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة تضع إيران في موقع بارز في ظل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران وهو الاتفاق الذي لم يكن فعالا نظرا لأن إيران استمرت في زيادة برنامجها النووي.

وكشف أن مصر ترى أن الملف النووي ليس هو وحده المشكلة، ولكن هناك أيضا سعي إيران لتدمير الأصول المملوكة للدول العربية في أنحاء المنطقة، مشددا على وجوب مواجهته .

ولفت إلى أن هناك فرصة للتعاون مع الإدارة الجديدة بالولايات المتحدة في ظل تفاقم التدخل الإيراني في الصراعات المختلفة بالمنطقة سواء في لبنان أو سوريا أو العراق أو اليمن وهو ما أدى إلى تعميق المشكلات فيها ، ومن ثم لا يجب التعامل مع الملف النووي الإيراني بمعزل عن التدخلات الإيرانية في سائر الصراعات بالمنطقة، وهناك مناقشات بين مصر والولايات المتحدة بشأن إيران سواء مع الجمهوريين أو الديمقراطيين.

وعن السودان قال السفير إن مصر تشترك مع السودان في نهر النيل الذي هو مصدر الحياة لهما ، كما أننا نتشارك في الإرث الثقافي والتاريخي والجغرافي والشعبي ونتطلع إلى أن تتمكن السودان من الوقوف على أرض صلبة لمواجهة كافة التحديات التي تمر بها.

أما قضية سد النهضة ، فأكد السفير زهران أنها قضية مشتركة بين مصر والسودان وإثيوبيا، ولا بد من تعاون الدول الثلاث مع مراعاة أمرين هامين، أولهما احتياجات إثيوبيا التنموية من حيث توليد الكهرباء وتعزيز الاقتصاد، وثانيهما إدراك التهديد الذي تواجهه السودان ومصر حال عدم التوصل إلى اتفاق والاتجاه نحو تحرك منفرد من جانب إثيوبيا.

وعقب بأن المفاوضات مع الأسف لم تتقدم نحو حل القضية ، لافتا إلى أن الإدارة الحالية بالولايات المتحدة بذلت جهودا وكانت الوساطة فيها متوازنة مع الدول الثلاث واشترك فيها البنك الدولي، وتوصلت الجهود الأمريكية إلى وثيقة متوازنة وعادلة لكن الطرف الإثيوبي رفض العملية برمتها.

وشدد على أن مصر لا ينبغي أن تتحرك وحدها، مع عدم الإضرار بأي من الدول الثلاث إلى جانب الحاجة للتوصل لاتفاق ملزم قانونا حول القضية نظرا لأنه يؤثر على حياة الشعوب في المنطقة.

وأضاف أن هناك حاجة ماسة للتعاون مع الإدارة الجديدة؛ للعب دور بناء من أجل حل هذا خلاف أزمة سد النهضة.

وعن البرنامج الإصلاحي في مصر وما بعد البرلمان الجديد قال السفير زهران إنه على مدار السنوات الماضية شهدت مصر إصلاحات ربما لم تكن متوقعة في ظل معدل نمو اقتصادي يبلغ 6ر3% وهو ما لم يحدث في أنحاء كثيرة من العالم وخصوصا في العام الماضي الذي اندلعت فيه جائحة كورونا وفي منطقة الشرق الأوسط الكثير من الدول شهدت معدلا سلبيا ، كما أن معدل البطالة بلغ نحو 6ر9% تقريبا بعد أن كان أعلى من ذلك وبالنسبة للتضخم كان قبل سنوات أعلى من 30% واليوم يبلغ نحو 5% وهو ما يؤكد قوة الاقتصاد.

وأشار إلى وجود العديد من الفرص في مصر سواء في محور قناة السويس ليكون مركزا لوجيستيا إضافة إلى الاكتشافات الجديدة في الغاز لتكون مصر محورا في مجال الطاقة وهو أمر هام بالنسبة للشركات الكبرى عالميا.

ونبه إلى أن هناك بنية تحتية ضخمة في مصر حيث يتم بناء 14 مدينة جديدة في مصر بالتوازي وهو أمر في حد ذاته لم يكن متخيلا ، كما أن هناك جهودا ضخمة تبذل في قطاع التعليم تتضمن سياسات "ثورية" لتنفيذ مناهج جديدة عالمية واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وهو أمر جديد بالنسبة للعملية التعليمية المصرية ويمثل حاليا قصة نجاح في مصر.

وأوضح أن مصر تأثرت بجائحة كورونا كما تأثر العالم كله، ومن أهم القطاعات التي تأثرت بسبب هذه الأوضاع قطاع السياحة، والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التصديرية والطيران وغيرها، بسبب تراجع الاقتصاد العالمي ككل، وكذلك عائدات قناة السويس وتحويلات المصريين بالخارج ، لكن مصر تتطلع إلى عودة نشاط السياحة في مصر بقوة في المرحلة القادمة بعد انتهاء جائحة كورونا ، لافتا إلى أن افتتاح البطولة العالمية لكرة اليد، والتي افتتح الرئيس السيسي فعاليتها الأولى مؤخرا.

 

ونوه إلى أن مصر تريد أن ترى اللقاح المضاد لكورونا متاحا ويتم تحصين الناس به، حتى يمكن أن يكون هناك عودة لنشاط السياحة إلى مصر.

وفي الختام أكد الدكتور جون ديوك أنتوني رئيس المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة تطورت إلى تحالف استراتيجي وشراكة ممتدة لافتا إلى مكانة مصر في المنطقة إقليميا ودوليا على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والجغرافية.

                                           
ads
ads
ads