رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

ميركل أول أمرأة تحكم ألمانيا وبعد 16 عاما .. تعدّدت الألوان والزيّ واحد

الخميس 23/سبتمبر/2021 - 12:46 م
ميركل
ميركل
مجدي أبوالفتوح
طباعة
صُنّفت أنجيلا ميركل كأقوى نساء العالم على مدى السنوات الماضية، وهى ليست كباقى النساء ولم تكن تشبه يوما فى لباسها زوجات القادة والرؤساء. 

هى تقف مثلا على النقيض من ميلانيا ترامب؛ سيدة أمريكا الأولى سابقا. فعارضة الأزياء قبل زواجها من الرئيس دونالد ترامب تحاكى الموضة ولطالما كانت حديث الصحف والمجلات بفساتينها المميزة وملابسها غالية الثمن وقبعاتها التى حملت مدلولات استعمارية أحيانا.

المستشارة الألمانية ليست أيضا كعقيلة الرئيس الأرجنتينى السابق ماوريسيو ماكرى جوليانا عواضة "اللبنانية السورية الأصل" ذات الطلّة الحلوة والمعروفة بفساتينها الوردية الجذابة. مع ذلك بقيت ميركل زعيمة أوروبا على مدار عقد ونصف أو يزيد.

ومع اقتراب أيامها الأخيرة على رأس المستشارية فى ألمانيا القاطرة الاقتصادية للاتحاد الأوروبى وأقوى دولة فى القارة العجوز، بدأت وسائل الإعلام العالمية تتحدث عن لباس المرأة البسيط المختصر فى بنطلونات وسترات متشابهة وإن اختلفت ألوانها ظلت أنجيلا ميركل طيلة 16 عامًا فى السلطة مثالا للمرأة المتزنة فى مظهرها وهو ما جعل لباسها يصبح حديث الألمان والعالم.

لم تأبه ميركل يوما للشكل الخارجى وهذا هو الأمر المهم، فالمرأة خلفت سياسيا فى قامة المستشار هلموت كول الذى كان معلمّها وأباها الروحى.

لم يكن سهلا على ابنة ألمانيا الشرقية أن تملأ الفراغ الذى تركه رجل دولة بحجم كول، الذى كانت مرتيْن وزيرة فى حكومته دخلت معترك السياسة فى لحظة فاصلة من تاريخ ألمانيا وهى سقوط جدار برلين العام 1990 الذى نشأت ميركل وترعرعت خلفه إلى أن استلمت السلطة بعد كول لتكون أول سيدة تتولى رئاسة الحكومة منذ تأسيس ألمانيا ما بعد هتلر العام 1949.

يرى البعض أن لباس ميركل المتزن كان سمة سياستها خلال سنين حكمها بل أن هذا اللباس أضحى هويّتها أيضا.

قالت المستشارة الألمانية لصحيفة "تسايت" ذات مرة: "بالنسبة للرجل، فإن ارتداء بدلة زرقاء داكنة "كحلية" لمائة يوم على التوالى لا يمثل مشكلة على الإطلاق، لكن إذا ارتديتُ أنا السترة نفسها أربع مرات فى أسبوعين، فإن المواطنين يكتبون لى".

فعلى مدار 16 عامًا، التقت ميركل قادة ومواطنين من كافة دول العالم وحضرت جلسات البرلمان وبدأت مسيرتها وهى ترتدى مجموعة من السترات، متشابهة فى الشكل، مختلفة اللون.

فى إحدى المناسبات الثقافية الأخرى فى النرويج، ارتدت المستشارة وشاح رقبة متدليًا أثناء حضورها عرضا فى دار أوبرا أوسلو ما أثار وقتها ضجة إعلامية فى ألمانيا، وفق يورونيوز.

ولدت المستشارة الألمانية فى هامبورغ بألمانيا الشرقية صيف العام 1954. والدها كان قسّا بروتستانتيا أما الوالدة فكانت تعمل مدرّسة. وقد شاركت الشابة فى حركات الشباب الشيوعى.

العام 1978 دخلت كلية الفيزياء فى جامعة لايبزيغ، حيث نالت شهادة الدكتوراه فى كيمياء الكم عام 1986، وقد عملت بعدها فى معهد الفيزياء والكيمياء لأكاديمية العلوم فى ألمانية الشرقية حتى سنة 1990 تاريخ توحيد الألمانيتين.

فى تلك السنة أصبحت ميركل عضوا فى الاتحاد المسيحى الديموقراطى (CDU) قبل أن تدخل البرلمان (البوندشتاغ) نائبة فى العام التالى إلى أن تولّت رئاسة هذا الحزب الذى يغلب عليه الرجال الكاثوليك المنحدرون فى أغلبهم من ألمانيا الغربية من هناك بدأت مسيرة سياسية حافلة بالإنجازات حتى أصبحت على ما نراها عليه الآن.
                                           
ads
ads
ads