رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

هالة الكردي تكتب| «أمراض ماشية برجلين»

الخميس 25/نوفمبر/2021 - 04:30 م
الحياة اليوم
هالة الكردي
طباعة


عارفين الطفل الذي ادلع من صغره وتربي علي إهانة الغير والأكبر من باب الضحك والفكاهة؟ 
والطفل الذي اتحبس في أوضته عقاب علي واجب معملهوش أو أمر ما نفذوهش أو كلمة ما يصحش تتقال وقعد بدموعه يكلم ويقارن نفسه باخواته وأصحابه؟ 
والطفل الذي تعود يخطف لعبة أو حاجة غيره ومحدش كان يجرأ يأخذ موقف معاه خوف من صريخه وغضبه؟ 
والطفل الأناني الذي كان قافل علي نفسه ولعبه وحاجته عموما ومعرفش يشارك بيها زمايله وما فهمش الفرق بين الحفاظ علي حاجته والبخل؟
الأناني والنمام واللي عايز يصاحب الكل فتعود يتلون من صغره استعطافًا لمشاعر الغير ونسي تربيته وشخصيته وبدأ يتنازل تدريجيا عن مبادئه اللي المفروض تربي عليها في سبيل إرضاء الكل؟ 
الطفل اللي اتساب لاجتهاده الشخصي وما عرفش يفرق بين الصح والغلط من باب (خليه يجرب)، الطفل اللي تنازلو أهله عن حقه وسابوه يجيب بإيده أو أيا كانت طريقته، الطفل الشكاي البكاي اللي تعود يلفت الانتباه ليه بالازعاج والمسكنة والدموع وكتير بيكون هو سبب وأصل المشكلة، الطفل المؤذي ومعتادي الاذي لأنه ما لقاش اللي يوقفه أو يهذبه ويوجهه بالشكل الصحيح، واللي كان بيزق زميله في أي سباق فالنادي أو المدرسة عشان يوصل هو الأول بلا نزاهة أو شرف!
كل نماذج الأطفال دي للأسف كبرت وأُطلق سراحهم فالمجتمع وشغلو مناصب عديدة أيا كانت مرموقة أو عادية، كبرت وأصبحت أمراض نفسية عايشة معانا في نفس الكوكب بتاكل وتشرب وبتتكلم وبتمشي علي رجلين زينا بالظبط وياريتها عايشة معانا بسلام لكن للأسف عندها إصرار تفشي فينا أمراض خبيثة لا تقل قيمة عن الأمراض العضوية المستعصية، بينشرو فينا أمراض من نوع تاني زي الكره والفشل والحقد والإحباط والتنمر وحب انتقاد الغير والانتقاص من قيمة ومجهود الآخرين، والكدب اعمالا بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، أمراض بتتسبب في خلل لذوي النفوس الضعيفة، خلل تكويني وخلل مجتمعي ممكن بل مؤكد أنه يأثر فيهم مدي الحياة ويكونو ضحية الأطفال اللي كبرت بالأمراض دي.
من وجهة نظري المتواضعة بشوف إن الأطفال اللي كبرت بالأمراض دي بتكون بتنتقم لا إراديا وأحيانا بدون تخطيط مسبق من كل من تسببو لهم فيها في أشخاص آخرين وارد جدا كانو اسوياء أو عاديين، ولأنها مُعدية فكل هؤلاء الضحايا بدورهم هيتحولو بمرور الوقت للمرضي اللي سبق واتكلمنا عن طفولتهم ونشأتهم وفجاة تتفشي هذه الأمراض في المجتمع وبعد ما كنا بنصطدم بواحد أو اتنين منهم علي فترات متباعدة، نكتشف إننا عايشين وسطهم وداخلين في تفاصيل حياتنا وأصبحوا حوالينا بشكل أكبر.
الناس دي ما ينفعش بكل الأشكال نبقي زيهم ولا نسمحلهم يسحبونا للقاع الذي سابو نفسهم يوصلوله ، هما جايز كانو ضحية أمثالهم أو زي ما بيقولو (ندهتهم النداهة).
لكن للأسف ما بذلوش المجهود الكافي علشان يرجعو لاصلهم الطيب لو كان فيهم الخير أو بذرة النبتة الطيبة، ماهو فعلا ( ان يعلم في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا ) وعلي نياتكم ونواياكم ترزقون.

أرجوكم عالجو الفئة دي إما بالنصح أو التجاهل لو فيهم خير هيستجيبو للنصح ويراجعو نفسهم ولو مات جواهم تجاهلوهم و تجنبو الدخول معاهم في مهاترات من وجهة نظرهم مناقشة وهي في الحقيقة هراء هدفه يسحبك لنفس القاع اللي عايشين فيه.
                                           
ads
ads
ads