فريد همودي يكتب| التنمية الاقتصادية لا تأتي إلا بالصناعة والزراعة
الإثنين 21/مارس/2022 - 11:10 م
الكاتب الصحفي فريد همودي
«أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا».. ابهرتنا دول كثيرة بتجارب نجاح كبيرة بعد معاناة وصراع مع الفقر والإفلاس الاقتصادي أولها العملاق الصيني، الهند، تايوان، ماليزيا، تشيلي، وكوريا الجنوبية التي تحولت من دولة زراعية إلي صناعية، وغيرها من التجارب، وربما أقرب الدول إلينا هي أستراليا التي عانت اقتصاديا في الثمانينيات، وصرحت الحكومة أن الدولة في طريقها لتكون إحدى دول العالم الثالث، حينها اتخذت الدولة قرارات حاسمة بتعويم العملة الأسترالية الذي أدى إلى انخفاضها ومن ثم زيادة تنافسية الصادرات الأسترالية، وقامت بخفض الرسوم الجمركية وإعادة تنظيم المؤسسات الحكومية وزيادة شفافيتها، لتكون هذه نقطة تحول لإقامة اقتصاد قوي، ومنذ التسعينيات لم تشهد أستراليا حالة ركود لتصبح من أكبر الاقتصادات، وأقل نسب بطالة في العالم.
تحاول القيادة السياسية إصلاح تخاذل وفساد وسوء تخطيط سنوات في وقت واحد، هذا ما لم يتحمله المواطن لأسباب بسيطة، عندما نقوم بإنشاء كباري وبنية تحتية ومدن جديدة وحفر قناة فرعية لقناة السويس وضخ ما يزيد عن تريليون جنيه في السكة الحديد ومثلهما في الطرق والكباري والارتقاء بالقري وغيرها الكثر من المشروعات هذا رائع ولكن ليس في آن واحد.
لابد من التركيز على توجيه أغلب الميزانية لمشروعات صناعية واستصلاح أراضي والبحث العلمي، لآن هذا هو الاستثمار الذي يعود بالربح ويوفر آلاف فرص العمل وبالتالي خفض العبء عن كاهل الأسرة، وعندما نستطيع توفير غذائنا ونوفر بعض من المنتجات الصناعية التي نستوردها من الخارج سوف نكون على الطريق الصحيح.. علي سبيل المثال إذا وجهنا جزء لاستصلاح أراضي جديدة وزراعتها قمح ونباتات زيتية سيقل الطلب على الدولار.. إقامة مصنع عملاق في الظهير الصحراوي لكل محافظة سيوفر آلاف فرص عمل ومنتج مصري، تأجيل تنفيذ مشروعات حياة كريمة وإنشاء مصنع لكل قرية سوف ترتقي هذه القري بالعمل..
وكلما اكتفينا من سلعة زادت قوتنا.. دولتنا مليئة بالكفاءات التي تستطيع بأقل تكلفة أن نتوسع زراعيا وصناعيا ونكمل مسيرة التنمية «أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا»..
