قبر السيدة آمنة بنت وهب فى الأبواء
الخميس 24/مارس/2022 - 08:41 م
قبر السيدة امنة بنت وهب الزهرية ام النبى ﷺ توفيت شابة فى مقتبل العمر لايزيد عن خمس وعشرين سنة ودفنت فوق جبل او تل بالابواء حتى يحفظ قبرها من جرف السيول.. قالت أم أيمن : هيا يامحمد.. عاونى نحفر قبر أمك.. والنبى عليه الصلاة والسلام يحفر ويبكى وأم أيمن تبكى وتصد بوجه النبى عليه الصلاة والسلام لاتريدُ أن ينظر إلى قبرِ أمه.. وضعوا آمنة فى القبر وحثَّوا عليها التراب وقامت أم أيمن ممسكةً يد النبى عليه الصلاة والسلام قاصدةً الذهاب فيقول النبى عليه الصلاة والسلام وهو يبكى : أمى أمى أى لنأخذ أمى معنا !! لانتركها وحدها فتبكى أم أيمن من بكائه وكلام ذلك الطفل الذى جاء إلى الدنيا فاقدًا أباه وهو الآن يتيم للمرة الثانية بفقدِ أمه..
وبعد خمسٍ وخمسين سنة من تلك الحادثة والنبى عليه الصلاة والسلام يعود إلى مكة فاتحًا وراءهُ عشرات الآلاف من الصحابة يمر بمنطقة الأبواء ويعود شريط الذكريات المؤلم فيأمرُ الصحابة رضوان الله عليهم بالجلوس وبدأَ رسول الله عليه الصلاة والسلام ينظر فى المقابر ثم تخطى القبور كأنه يبحث عن قبر حتى انتهى إلى قبر أمه فناجاه طويلا ثم ارتفع نحيب رسول الله عليه الصلاة والسلام فبدأ يبكى بكاءاً شديداً.. فلما سمع الصحابة رضوان الله عليهم بكوا لبكاء رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم عاد رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو حزين يبكى فتلقاه عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال : يارسول الله.. ما الذى أبكاك لقد أبكانا وأفزعنا ؟ فجاء حزينًا فجلس عند الصحابة وقال : أأفزعكم بكائى ؟ قالوا الصحابة.. نعم يارسول الله.. قال : إن القبر الذى رأيتمونى أناجى قبر آمنة بنت وهب أمى وإنى استأذنت ربى فى زيارتها فأذن لى واستأذنت ربى فى الاستغفار لها فلم يأذن لى فيه فأخذنى ما يأخذ الولد للوالدة من الرقة فذلك الذى أبكانى.. فبكى النبى عليه الصلاة والسلام وبكوا الصحابة جميعًا حتى لم يُرَ يومًا بكوا فيه أكثرَ من ذلك اليوم.. فتح النبى عليه الصلاة والسلام مكة فى ذلك اليوم ونصره الله نصرًا مؤزرا وبين زحامِ الناس هذا يبايع وهذا يعاهد وهذا يبارك رأى النبى عليه الصلاة والسلام عجوزًا طاعنةً فى السن تمشى من بعيد وتقترب إليه حتى أصبحت عنده ثم بدأت تلك العجوز تنظر إلى النبى عليه الصلاة والسلام لم تعد ترى جيد تتأمل فى وجهه والنبى عليه الصلاة والسلام لايعرفها فقال : من هذه قالوا : هذه حليمة السعيدة يارسول الله.. فبكى رسول الله عليه الصلاة والسلام وحضنها ومسح على رأسها وقبل يدها فاستغربوا الصحابة رضوان الله عليهم فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ما بكم ؟ هذه أمى.. أمى حليمة.. فخلع رداءهُ وفرشه لها وجلس معها والنَّاس حوله فقال : دعونى دعونى أنا وأمى ولو لساعة وكأنه يقول دعونى أحدِّثُها ماذا حصل بى فى تلك السنين وأشكو لها دعونى أبكى أمامها دون خجل مثلما كنت أبكى عندما كنت رضيع.. عليه اطيب الصلاة وازكى السلام