رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى

في عيد ميلاده الـ83.. عادل إمام نجومية لا تغيب

الثلاثاء 16/مايو/2023 - 08:00 م
الحياة اليوم
طباعة

يحتفل اليوم محبو الفنان عادل إمام فى الوطن العربى بعيد ميلاده الـ83، وسط حالة من الاشتياق له، بعد ابتعاده عن الأضواء والكاميرات لقرابة ثلاثة أعوام متتالية، لأول مرة منذ بداية اقتحامه عالم التمثيل عام 1963.

على مدى 60 عاما هى رحلته مع عالم الفن، لم يغب الزعيم عن جمهوره كل هذه الفتره، الأمر الذى دفع كثيرين للاعتقاد بأنه اعتزل الفن، ورغم الأخبار المنتشرة عن قرب عودته للأضواء من خلال فيلم يجمعه بأسرته، شقيقه عصام إمام منتجا، ونجليه رامى إمام مخرجا، ومحمد إمام شريكه فى البطولة، ويحمل اسم «الواد وأبوه» إلا أن تصريحات نجله المخرج رامى إمام الأخيرة ألمحت أن المشروع لم يتعد كونه «فكرة وراحت لحالها».

وحكى رامى للإعلامى عمرو أديب فى برنامجه «الحكاية» كيف يستمتع والده حاليا بالجلوس فى بيته، وسط أبنائه وأحفاده، وأنهم حققوا له رغبته فى اقتناء وتربية كلب، فى إشارة لاستمتاع عادل إمام بوقته حاليا، بعيدا عن صخب الاستوديوهات، وهو ما أكده أحد المقربين من الفنان الكبير، الحريصين على التواصل معه بشكل منتظم، الذى أكد لـ«الشروق» أن احتمالية عودة عادل إمام للأضواء من جديد تكاد تكون معدومة، فى ظل استمتاعه بوقته حاليا وسط أسرته، بعد سنوات طويلة من العمل المتواصل، وعدم وجود نص جيد يستفزه للعودة.

اللافت هنا أن الجمهور لا يعترف بغياب «نجمه المفضل»، فكثيرا ما يتصدر اسمه التريند، حيث تطارده العديد من الشائعات الخاصة بصحته، أو عودته للفن. ومنذ أيام قليلة تصدر اسم الفنان عادل إمام التريند على موقع تويتر، فبدون أى مناسبه هاجم البعض «إمام» وسخر من بعض أفلامه، ليأتى الرد سريعا من كل محبى وعشاق فن عادل إمام سواء من قبل زملائه بالوسط الفنى، أو الجمهور العادى، الذى دافع عن نجمه من كارهى الفن والفنانين، والتأكيد أن عادل إمام باقٍ بأعماله الخالده. وبادر الفنان نبيل الحلفاوى بالدفاع عنه عبر حسابه بموقع تويتر حيث كتب: طيور الظلام تهاجم عادل إمام، جريمته التى لا تغتفر.. موهبة من عند الله لإسعاد الناس».

كما خرجت أصوات تطالب نقابة الممثلين بترشيح عادل إمام لجائزة النيل للفنون.

وسبق أن أدلى الفنان عادل إمام تصريحات خاصة لـ«الشروق» تحدث من خلالها عن ابتعاده عن الفن، وعن رأيه فى مطالبة الناس للدولة بتكريمه ومنحه أكبر جوائزها فى الفنون، فعن غيابه قال الزعيم:

عادل إمام لا يغيب، فأنا موجود عند الناس بأعمالى وباسمى وتاريخى، وسأظل موجودا فى قلوب الناس.

وفيما يتعلق بتكريمه قال: لم أنتظر يوما أى أوسمة أو نياشين، وعدم تكريم الدولة لم يسبب لى أى لحظة حزن أو ضيق، فلقد حصلت على أكبر وسام استحقاق فى مصر والوطن العربى وهو حب الجمهور، ولا أبالغ إذا قلت إن حب الناس هو الذى صنع اسمى ونجوميتى، وهو الذى فتح بيتى وساعدنى على تربية أبنائى، وسعيد أن حب الناس ممتد لأولادى ويتوج عملهم فى مجال الفن، وعليه لا يمكن أن أفكر فى أى شىء آخر.

وتابع: ما حصلت عليه من حب وتقدير وتكريم من الجمهور يكفينى ويفيض وأنا سعيد جدا به، خاصة أن الحب هو الحاجة الوحيدة التى لا يمكن شراؤها، كما لا يمكن طلبها، فهى تنبع من القلب للقلب، فأنا أيضا أحب جمهورى، وأسعى دوما لإسعاده.

تقترب أعمال الفنان عادل إمام من الـ170 عملا متنوعة ما بين المسلسلات التليفزيونية والأفلام السينمائية، والمسرحيات، بخلاف تجاربه المحدودة فى الدراما الإذاعية.

بدأ مشواره مع البطولة المطلقة عام 1975 فى فيلم «البحث عن فضيحة»، ومنذ هذا التاريخ، تصدر اسم عادل إمام جميع أعماله، فكان النجم الأول، والأعلى أجرا منذ هذا التاريخ.

 كما تصدرت أفلامه ايرادات شباك تذاكر السينما فى مصر والعالم العربى لسنوات طويلة.

كان منافسا قويا لكل الأجيال، بما فيهم جيل الشباب الذين تصدروا المشهد فى نهاية التسعينيات، ونجحوا فى إقصاء العديد من الفنانين من المشهد، إلا عادل إمام، فرغم ادعاء البعض أن هذا الجيل ومنهم محمد هنيدى وعلاء ولى الدين نجحوا فى هز عرش الزعيم، لكنه سرعان ما استعاد عرشه من جديد، وحققت أفلامه فى الألفيه الجديدة إيرادات كبيرة منها «التجربة الدنماركية» و«عريس من جهة أمنية» و«السفارة فى العمارة» وغيرها.

قدم آخر أفلامه «زهايمر» عام 2010، وبعدها تفرغ للدراما التليفزيونية ولعب بطولة العديد من المسلسلات منها «العراف» و«فرقة ناجى عطا الله» و«أستاذ ورئيس قسم» وآخرها «فالانتينو».

خاض عادل إمام معارك كثيرة طوال مشواره، ضد الإرهاب، وتمت محاربته وهجومه بل وتهديد حياته من المنتمين لتيار الإسلام السياسى، لانتقاده لهم ولأفكارهم فى أفلامه، ووصل الأمر لساحات القضاء، ففى فبراير 2012 قضت محكمة جنح الهرم فى القاهرة بالحبس ثلاثة أشهر ودفع غرامة قدرها 1000 جنيه، بتهمة ازدراء الدين الإسلامى من خلال أعماله الفنية السينمائية، وفى 26 أبريل قررت المحكمة عدم قبول الدعوى المقدمة ضده مع الكاتب الراحل وحيد حامد والمخرج شريف عرفة والمخرج نادر جلال ولينين الرملى بشقيها المدنى والجزائى لأن الدعوى أقيمت «بغير ذى صفة»، وعدم وجود الجريمة فيها وتغريم رافعيها 50 جنيها، وفى 12 سبتمبر 2012 قضت محكمة الاستئناف ببراءة عادل إمام من تهمة ازدراء الأديان مصرحة أنها لم تجد فى أعماله إساءة إلى الإسلام أو الديانات السماوية الأخرى، فألغت الحكم بالسجن وحكمت على المدعى بتعويض المصاريف.

تم اختياره عام 2000 سفيرًا للنوايا الحسنة فى المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وكانت فرصة لتوطيد علاقته بالفنانة العالمية أنجلينا جولى باعتبارها سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وتعاون الاثنان معا فى توزيع الملابس والبطاطين على اللاجئين السودانيين، وخرج بيان من الأمم المتحدة يصف الجهد الذى بذله عادل إمام وأنجلينا جولى بالرائع.

كان أجمل ما شهده الفنان عادل إمام فى مشواره الفنى هو شهادة زملائه المنافسين له فى حقه، بداية من أستاذه الفنان فؤاد المهندس الذى منحه فرصة حياته فى التمثيل بإسناد شخصية «دسوقى أفندى» له فى مسرحية «أنا وهو وهى» التى كانت فاتحة خير عليه، على الرغم من صغر مساحة الدور، وقال عنه المهندس: هو ابنى البكر الذى تنبأت له منذ اللحظة الأولى بمستقبل واعد.

ومع وجود منافسة كبيرة بين مسرحه ومسرح الزعيم الذى كان يحقق رواجا سياحيا كبيرا لمصر من الأشقاء العرب الذين كانوا يأتون خصيصا لمشاهدة عادل إمام، إلا أن هذه المنافسة لم تمنع الفنان محمد صبحى من الاعتراف بهذه النجوميه، بل ووصفه بـ«الهرم الرابع» لمصر.

ولم ينس الراحل نور الشريف طوال حياته كيف أنه يدين بالفضل لعادل إمام الذى رشحه للمخرج للمخرج حسن الإمام ليظهر فى فيلم «قصر الشوق» عام 1967، ولعب نور الشريف دور كمال عبدالجواد أحد أبناء السيد أحمد عبدالجواد أو سى السيد.

وعلى الرغم من الخلاف الكبير الذى وقع بين عادل والراحل محمود عبدالعزيز بسبب مسلسل «رأفت الهجان» إلا أن الأخير اعترف بنجومية وموهبة عادل إمام الكبيرة فى إضحاك الناس.

أما الفنان صلاح السعدنى أو رفيق السلاح كما يصفه الزعيم فقال:

إن هناك أشخاصا خلقوا لأداء مهنة ‏وحيدة وغير صالحين لغيرها، من هؤلاء الفنان عادل إمام فهو لا يصلح لشىء سوى الفن.

 

                                           
ads