رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

التوك توك في طنطا.. بين لقمة العيش والمخالفة الصارخة

الأربعاء 16/أبريل/2025 - 11:13 م
ارشيفيه
ارشيفيه
محمد نصار
طباعة
تحوّل “التوك توك” خلال السنوات الأخيرة من وسيلة نقل بديلة إلى مشهد يومي مألوف في شوارع طنطا، لا سيما داخل الحواري والمناطق الشعبية، بل امتد وجوده إلى قلب المدينة والشوارع الرئيسية، مثيرًا حالة من الجدل بين من يعتبره “سبيلًا لأكل العيش” وآخرين يرونه مصدرًا للفوضى والعشوائية. 

وسيلة رزق للشباب في ظل ارتفاع نسب البطالة وتراجع فرص العمل، لجأ العديد من شباب مدينة طنطا إلى قيادة “التوك توك” كوسيلة سريعة لتحقيق دخل يومي. يقول “أحمد.م”، سائق توك توك يبلغ من العمر ٢٣ عامًا: “مش لاقي شغل، والتوك توك بيوفرلي قوت يومي وبيخليني أقدر أساعد في مصاريف البيت.” الكثير من الأسر ترى أن “التوك توك” أنقذ أبناءها من الانحراف أو التسكع، وأتاح لهم فرصة للعيش بكرامة، خاصة في ظل الغلاء وصعوبة إيجاد وظائف ثابتة. 

مخالفات مرورية وغياب التنظيم لكن على الجانب الآخر، يشكو المواطنون من الانتشار العشوائي للتكاتك، خاصة في مناطق مثل العجيزي، القرشي، المعرض، سيجر، وسكة المحلة. حيث تتسبب في تكدس مروري كبير، وتسير في الاتجاه العكسي، وتدخل شوارع غير مصرح لها بدخولها، ما يؤدي لحوادث متكررة وفوضى مرورية. يقول المهندس “شريف عبد العليم”، أحد سكان شارع سعيد: “بقى صعب تمشي في الشارع من الزحمة والعشوائية، التوكتوك بيقف في نص الطريق، وبيمشي عكس الاتجاه، ومفيش رقابة كافية.” مطالب بالحل.. لا بالمنع الشارع الطنطاوي منقسم بين من يطالب بمنع “التوك توك” داخل المدينة تمامًا، ومن يدعو إلى تقنينه وتنظيمه بدلًا من منعه. ويرى عدد من المهتمين بالشأن المحلي أن الحل لا يكمن في الحظر الكامل، بل في إصدار تراخيص محددة، وتنظيم خطوط سير، وتخصيص أماكن وقوف، إلى جانب فرض رقابة صارمة وعقوبات رادعة على المخالفين. 

 كما يُطالب آخرون بإيجاد بدائل حقيقية لسائقي “التوك توك” من الشباب، سواء من خلال مشروعات صغيرة مدعومة أو توفير فرص عمل مناسبة، حتى لا تتحول القضية من أزمة مرورية إلى أزمة مجتمعية. الخلاصة “التوك توك” في طنطا ليس مجرد وسيلة مواصلات، بل ملف معقد يجمع بين البعد الاجتماعي والاقتصادي والأمني. وبين الحاجة إلى “لقمة عيش” والمخالفة للقانون، تبقى الأزمة قائمة في انتظار تدخل منظم وشامل يوازن بين حق المواطن في الطريق، وحق الشاب في الحياة الكريمة.

الكلمات المفتاحية

                                           
ads
ads
ads