خاص| سلطة الطيران المدني تجدد رخصة مطار العلمين الدولي

في إنجاز جديد يُضاف إلى سلسلة النجاحات التي يحققها قطاع الطيران المدني المصري، أعلنت سلطة الطيران المدني عن إصدار رخصة التشغيل السنوية لمطار سفنكس الدولي، وذلك بعد استيفاء المطار لكافة المتطلبات الفنية والتشغيلية والإدارية اللازمة، بما يتماشى مع المعايير المعتمدة محليًا ودوليًا.
وتمتد صلاحية الرخصة لمدة عام، تُمنح خلالها للمطار الصلاحية الكاملة للتشغيل، مما يمثل خطوة محورية في استراتيجية الدولة نحو تعزيز بنية النقل الجوي وتوسيع قاعدة المطارات الفاعلة على مستوى الجمهورية.
يمثل حصول مطار سفنكس على هذه الرخصة تتويجًا لفترة من العمل الجاد والتنسيق المتواصل بين مختلف الإدارات والجهات المعنية، ويعكس الجاهزية التامة للمطار على جميع الأصعدة، سواء من حيث البنية التحتية الحديثة أو نظم التشغيل والسلامة أو كفاءة العنصر البشري المؤهل للتعامل مع أحدث تقنيات الطيران المدني.
نقلة استراتيجية في خريطة الطيران المصري
يأتي هذا الترخيص في وقت تسعى فيه مصر إلى ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للنقل الجوي، من خلال إنشاء وتطوير مطارات جديدة تخدم حركة السفر والسياحة، وتُعزز من قدرات الدولة على استيعاب الزيادة المتوقعة في أعداد المسافرين.
ويُعد مطار سفنكس أحد أبرز هذه المشروعات، حيث يُمثل حلقة وصل مهمة بين القاهرة الكبرى وعدد من المحافظات الحيوية، كما يسهم في تخفيف الضغط عن مطار القاهرة الدولي، خاصة في أوقات الذروة.
وقد خضع المطار خلال الفترة الماضية لسلسلة من الاختبارات والمراجعات الدقيقة من قبل فرق تفتيش مختصة، قامت بتقييم مدى التزام المطار بكافة متطلبات التشغيل الآمن وفقًا للأنظمة المعمول بها في الطيران المدني المصري، بالإضافة إلى توافقه مع معايير المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO). وجاء منح الرخصة تتويجًا لهذه الجهود واستحقاقًا طبيعيًا لما تم إنجازه على أرض الواقع.
مرافق حديثة وقدرات تشغيلية متقدمة
يمتاز مطار سفنكس الدولي ببنية تحتية متطورة تشمل صالة ركاب بطاقة استيعابية كبيرة، ومرافق خدمات متكاملة تلبي احتياجات شركات الطيران والمسافرين على حد سواء، إضافة إلى برج مراقبة حديث ومنظومة متكاملة من أجهزة الملاحة والاتصالات.
كما تم تجهيز المطار بأنظمة متقدمة للأمن والسلامة، تضمن أعلى درجات الحماية والجاهزية في التعامل مع مختلف سيناريوهات التشغيل.
ويتميز المطار بموقعه الجغرافي الفريد غرب محافظة الجيزة، بالقرب من عدد من المزارات السياحية والأثرية الشهيرة مثل الأهرامات والمتحف المصري الكبير، مما يجعله وجهة مثالية لاستقبال الرحلات السياحية، وداعمًا رئيسيًا لخطة الدولة في تنشيط السياحة الوافدة.
التزام مستمر بالجودة والمعايير
يتماشى حصول مطار سفنكس على رخصة التشغيل مع توجه الدولة نحو ترسيخ مفاهيم الجودة والاستدامة في مشروعات البنية التحتية، ويعكس الترخيص التزام إدارة المطار بتطبيق أنظمة الجودة الشاملة في التشغيل والإدارة، فضلًا عن تبني سياسة تدريب مستمرة للعاملين تضمن جاهزيتهم للتعامل مع أحدث مستجدات صناعة الطيران.
كما يُمثل صدور الرخصة رسالة ثقة في قدرات الطيران المدني المصري، ويعزز من مصداقيته أمام المؤسسات الدولية وشركات الطيران العالمية، الأمر الذي يُسهم في جذب المزيد من خطوط الطيران الأجنبية للعمل بالمطار، وبالتالي توسيع شبكة الوجهات التي يخدمها المطار مستقبلًا.
دعم حركة السياحة وخدمة قطاعات جديدة
من المتوقع أن يكون لمطار سفنكس الدولي دور فاعل في دعم القطاع السياحي، لا سيما في ظل قربه من مواقع أثرية وسياحية رئيسية. كما يُتيح المطار إمكانيات كبيرة لنقل الركاب القادمين من مختلف دول العالم إلى قلب القاهرة التاريخية خلال وقت قياسي، ما يمنح شركات السياحة مرونة أكبر في تنظيم برامجها وتنويع رحلاتها.
ولن تقتصر فائدة المطار على السياحة فقط، بل سيخدم أيضًا قطاعات حيوية مثل رجال الأعمال والمستثمرين، إلى جانب كونه بوابة لخدمة محافظات الصعيد والوجه البحري، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي والتنمية المستدامة في هذه المناطق.
بداية لمسيرة مستمرة من التقدم
يحمل الترخيص الجديد لمطار سفنكس الدولي بُعدًا رمزيًا مهمًا، يتمثل في أنه ليس مجرد ورقة اعتماد رسمية، بل هو شهادة بقدرة المطار على الانطلاق بقوة نحو آفاق جديدة من الكفاءة التشغيلية والتكامل مع منظومة النقل الجوي الوطني.
ويضع هذا الإنجاز مسؤولية كبيرة على عاتق القائمين على تشغيل المطار، للحفاظ على هذا المستوى، والارتقاء به باستمرار، بما يُعزز من قدرة مصر على المنافسة إقليميًا وعالميًا في قطاع النقل الجوي.
وختامًا، فإن منح رخصة التشغيل لمطار سفنكس الدولي يمثل خطوة استراتيجية متقدمة ضمن خطة الدولة الشاملة لتحديث قطاع الطيران، ويُجسد ثمرة جهود متواصلة وعمل جماعي يهدف إلى خدمة المسافرين وتقديم تجربة سفر آمنة ومتميزة، ترتقي لطموحات الدولة في أن تكون أحد المراكز الجوية الرائدة في المنطقة خلال السنوات المقبلة.