القابضة للمطارات ترسم مستقبل الطيران الذكي في قمة FDC 2025
شارك المهندس أيمن فوزي عرب، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية القابضة للمطارات والملاحة الجوية، في فعاليات النسخة السابعة من قمة مستقبل الدول الرقمية (FDC Summit 2025)، التي أُقيمت بمركز مصر للمعارض الدولية، وذلك تحت رعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبمشاركة نخبة من المسؤولين والخبراء والمتخصصين في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي.
جاءت مشاركة الشركة القابضة في القمة تنفيذًا لتوجيهات الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، بضرورة دعم التحول الرقمي في جميع قطاعات الوزارة، وتعزيز كفاءة منظومة الطيران المدني بما يتماشى مع أحدث المعايير العالمية.
وقد ألقى المهندس أيمن عرب كلمة رئيسية ضمن الجلسة النقاشية المعنونة بـ«مدرج هبوط الطائرات الرقمي: تأمين بنية الطيران التحتية لمستقبل أكثر أمانًا»، حيث تناول خلالها أبرز ملامح استراتيجية الشركة نحو بناء بنية تحتية ذكية ومستدامة للمطارات المصرية.
وخلال كلمته، شدد المهندس عرب على التزام الشركة بتطبيق منظومة متكاملة للتحول الرقمي، ترتكز على استخدام أحدث الحلول التقنية، مثل الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، وتطوير البنية التحتية للشبكات، وتعزيز منظومات الأمن السيبراني، وذلك بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات وزيادة كفاءة التشغيل وتوفير بيئة آمنة للمسافرين والعاملين، مع ضمان توافق هذه الجهود مع أفضل الممارسات الدولية في هذا المجال.
وأشار إلى أن الشركة تبنّت سياسة شاملة للتحول الرقمي تشمل الجانبين الإداري والتشغيلي. ففي الجانب الإداري، تمضي الشركة بخطى ثابتة نحو تطبيق سياسة "مكتب بلا أوراق" عبر اعتماد الأرشفة الإلكترونية وتقليل الاعتماد على المستندات الورقية، وهو ما ينعكس إيجابيًا على سرعة الأداء وحوكمة الإجراءات. أما في الجانب التشغيلي، فقد شملت خطط التطوير تحديث المعدات والمنشآت، وتحسين إدارة الموارد، إلى جانب تطوير المنظومات الأمنية داخل المطارات، بما في ذلك إعداد بنية تحتية رقمية متقدمة تواكب متطلبات العصر.
وأوضح المهندس عرب أن الشركة وضعت خريطة واضحة لتنظيم تداول المستندات داخل المطارات والشركات التابعة، في خطوة تمهيدية للوصول إلى الحد الأدنى من استخدام الورق. ولفت إلى أن تطبيق الأنظمة الذكية، مثل البوابات البيومترية المعتمدة على بصمات الوجه أو اليد، يتطلب تكاملًا وتنسيقًا دقيقًا مع جهات حكومية متعددة، من بينها سلطات الجوازات والهجرة، وهيئات الأحوال المدنية، نظرًا لطبيعة بيئة المطارات التي تشبه في تركيبتها مدينة مصغرة تتطلب أعلى درجات التنسيق بين الجهات المختلفة.
وعقب مشاركته في الجلسة، قدم المهندس أيمن عرب عرضًا تقديميًا تناول خلاله رؤية الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية لإنشاء مطارات ذكية تعتمد على التكامل التكنولوجي، وتراعي عناصر الكفاءة والتكلفة والسرعة، إلى جانب تقليل استهلاك الطاقة بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة. وأوضح أن الرؤية المستقبلية تتضمن تحويل مطار القاهرة الدولي إلى محطة محورية لركاب الترانزيت، وذلك من خلال إنشاء مبنى الركاب رقم 4، والذي يُخطط لأن يكون مبنى أخضر صديقًا للبيئة بصفر انبعاثات كربونية، ليُعد من أوائل المباني الذكية من هذا النوع في المنطقة.
وأشار إلى أن هذا التوجه يستند إلى دراسات فنية وهندسية دقيقة، ويعتمد على الاستفادة من الخبرات المحلية المتراكمة، وفي مقدمتها تجربة مطار برج العرب الذي يُعد نموذجًا ناجحًا في التحول نحو تشغيل المعدات الكهربائية داخل المطار، بما يحقق التوازن بين التطور التقني والحفاظ على البيئة.
وأكد أن الشركة القابضة تواصل العمل على تحقيق التكامل بين التطوير التكنولوجي وتحديث البنية التشغيلية، في إطار استراتيجية وطنية شاملة تُولي اهتمامًا كبيرًا برفع كفاءة المطارات المصرية، وتحقيق أعلى درجات الأمان والراحة للمسافرين، بما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي رائد في مجال الطيران المدني الذكي.
