الكابتن محمد بركة رحلة حارس مرمى من ملاعب النصر إلى صناعة أجيال جديدة في أكاديميات الكرة المصرية

في مشهد رياضي لا يخلو من الشغف والتحديات، يبرز اسم الكابتن محمد بركه كأحد الوجوه الفنية الشابة التي تسعى إلى تقديم جيل جديد من حراس المرمى الموهوبين في مصر، مستندًا إلى مشوار حافل داخل الملاعب، وتجربة تدريبية تُبنى على أسس احترافية واضحة.
محمد بركه ، المدرب الحالي لحراس المرمى في أكاديمية "بلاي ميكر" وأكاديمية "ديبورتيفو"، هو أحد أبناء نادي النصر العريق، حيث بدأ مشواره الكروي ضمن صفوف ناشئي النادي، وتدرج تدريجيًا حتى تم تصعيده إلى الفريق الأول وهو لم يتجاوز الـ19 عامًا.
وتجربة النصر كانت بمثابة القاعدة الصلبة التي انطلق منها بركة إلى عالم كرة القدم الاحترافية، حيث أظهر خلالها موهبة كبيرة في مركز حراسة المرمى، لفتت إليه الأنظار.
وبعد تألقه مع الفريق الأول للنصر، جاءت أولى محطاته الاحترافية البارزة حين انتقل إلى نادي أسوان، أحد أندية الدوري المصري المعروف بمشاركاته المتكررة في المسابقات المحلية الكبرى، حيث يعد انضمامه إلى أسوان خطوة نوعية، كما أتيحت له الفرصة للعب في أجواء أكثر تنافسية، ومواجهة فرق كبيرة على مستوى الدوري الممتاز، ما ساهم في صقل قدراته الذهنية والفنية بشكل أعمق.
إلا أن الطموح لم يتوقف عند أسوان، حيث استكمل الكابتن محمد بركه مشواره في صفوف نادي الأميرية، أحد الأندية التي تسعى إلى المنافسة على صعيد دوري القسم الثاني والثالث، وهناك، اكتسب خبرات جديدة ضمن أندية تتميز بطابعها القتالي وتنافسها القوي على الصعود والبقاء، مما أضاف لرصيده المهني مزيدًا من القوة والمرونة.
وبعد سنوات داخل المستطيل الأخضر، قرر محمد بركه أن ينقل خبراته إلى جيل جديد من اللاعبين، ويبدأ مرحلة جديدة كمدرب متخصص في حراسة المرمى. وبالفعل، التحق بفريق العمل الفني في أكاديمية "بلاي ميكر"، إحدى الأكاديميات الرياضية التي تُعنى بإعداد وتأهيل اللاعبين الناشئين بأسلوب علمي واحترافي. وهناك، استطاع أن يخلق بصمة خاصة من خلال أساليبه الحديثة في التدريب، وحرصه على تطوير الأداء الفني والذهني للاعبيه.
كما يشغل بركة حاليًا موقعًا تدريبيًا آخر في أكاديمية "ديبورتيفو"، التي تعتبر من الأكاديميات النشطة في مجال اكتشاف المواهب وتكوين الفرق التنافسية في مراحل البراعم والناشئين، حيث أن هذا التنوع في العمل بين أكاديميتين يتيح له العمل مع شرائح عمرية متنوعة، ويمنحه الفرصة لصقل مهارات عدد كبير من الحراس الموهوبين من مختلف الخلفيات الكروية.
ويتميز الكابتن محمد بركة في عمله التدريبي باتباع منهجية تقوم على ثلاث ركائز أساسية: التركيز، واللياقة، والتحليل الفني. فهو لا يكتفي بتدريب اللاعبين على الجوانب البدنية والفنية فقط، بل يهتم أيضًا بتعليمهم أهمية الالتزام والانضباط والوعي التكتيكي داخل الملعب، ما يجعل لاعبيه أكثر نضجًا واستعدادًا للمنافسات.
وفي تصريح له، يؤكد الكابتن محمد بركة، أن حراسة المرمى لم تعد مجرد رد فعل أو تصدي للكرات، بل أصبحت علمًا يُدرّس، يتطلب استعدادًا بدنيًا ونفسيًا وذهنيًا عاليًا، بالإضافة إلى قدرة على قراءة اللعب وتحليل تحركات الخصم. ويضيف: "هدفي الأساسي هو إعداد حراس مرمى جاهزين للمنافسة على أعلى المستويات، لا مجرد المشاركة، وأؤمن أن الموهبة وحدها لا تكفي دون عمل شاق وتدريب منضبط".
ومن خلال عمله في الأكاديميات، أصبح بركة شاهدًا يوميًا على التحديات التي تواجه ناشئي الكرة في مصر، بدءًا من نقص الإمكانيات في بعض المراكز، وصولًا إلى الحاجة لبرامج تطوير متكاملة تواكب التطور العالمي، ورغم هذه التحديات، يصرّ على أن مستقبل حراسة المرمى في مصر واعد، إذا ما توفرت له البيئة المناسبة والمدربين القادرين على صقل المهارات.
ويُعد الكابتن محمد بركة مثالًا للرياضي المصري الذي لم يتوقف عند نهاية مشواره كلاعب، بل حوّل تجربته إلى مشروع تنموي في قطاع الناشئين، واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا: صناعة أجيال جديدة من الحراس الأقوياء القادرين على تمثيل الكرة المصرية في المحافل الكبرى.
وبين الماضي في ملاعب النصر وأسوان والأميرية، والحاضر داخل جدران أكاديميات "بلاي ميكر" و"ديبورتيفو"، يواصل محمد بركة رحلته في عالم كرة القدم، حارسًا سابقًا ومدربًا حاليًا، ينظر إلى المستقبل بعين الطموح وإرادة التغيير.