محمود عبدالحليم يكتب: وماذا بعد؟؟ غزة تستصرخ الضمير الإنساني
الأربعاء 30/يوليو/2025 - 07:53 م

في غزة، لا تتوقف عقارب الساعة عن إحصاء الضحايا، كل نبضة قلب هناك هي شهادة على جريمة تتكشف فصولها أمام أعين عالم أخرس، ما يجري ليس مجرد حرب، بل إبادة جماعية موثقة، تُمحى فيها ملامح الحياة، حجرًا وشجرًا، إنسانًا وحيوانًا، المحتل الإسر.ائيلي لم يكتفِ بإزهاق الأرواح، بل قطع الأنفاس بقطع الماء والكهرباء، حوّل الأطفال إلى هياكل عظمية تمشي على الأرض، وجعل من المساعدات الإنسانية التي تصل، إن وصلت، مغطاة بدماء الأبرياء وذلّ الإهانة.
وماذا بعد؟؟ هذا ليس سؤالًا، بل صرخة مدوية في وجه الإنسانية التي تتهاوى في وحل الصمت، لقد تجاوزت إسرائيل كل حد، ومارست أبشع أنواع التعذيب والقتل، حتى استغلت الأطفال كدروع بشرية، المشاهد التي تتدفق من غزة تفوق قدرة البشر على الاستيعاب أمهات يبحثن عن أجساد أطفالهن تحت الركام، ورجال يهرمون في لحظات من هول الكارثة، إنها كارثة إنسانية عظمى، تتطلب صحوة عالمية فورية قبل أن تغرق غزة في ظلام النسيان.
بين انتفاضة الشعوب وصمت القادة.. أين مكاننا من التاريخ؟؟
وماذا بعد؟؟ العالم ينتفض! من عواصم الغرب إلى شوارع آسيا، تخرج الحشود بالملايين، تندد بالهمجية الصهيونية، وتطالب بوقف الإبادة، صور أطفال غزة الجياع والمرضى تلاحق الضمائر الحية، وتُلهب جذوة الغضب في كل مكان، ولكن ماذا عن قادتنا العرب والمسلمين؟ هل يليق بنا أن نكون آخر الصفوف، أن نكتفي بالبيانات الخجولة والتصريحات الباهتة، بينما أهلنا يُذبحون ويُجوعون ويُبادون؟ أين النخوة التي تحدثنا عنها؟ أين القوة التي نتباهى بها؟ ألا يستدعي هذا المشهد المأساوي موقفًا يكسر الحصار فورًا، ويُنقذ الأرواح المعلقة بين الحياة والموت؟
الشعوب العربية والإسلامية، التي طالما كانت سباقة في نصرة المظلومين، تبدو اليوم مكبلة، صوتها خافت، وموقفها ضعيف لا يتناسب مع حجم الجريمة، كل الأديان السماوية، الإسلامية والمسيحية وحتى اليهودية الأصيلة، تدعو إلى العدل ووقف الظلم، فهل نرضى أن تُسجل صفحات التاريخ أننا صمتنا بينما كان أطفالنا يُقتلون جوعًا وعطشًا؟
اسئلة عديدة تُلاحق الضمير العالمي والإنساني متى الإجابة؟
وماذا بعد كل هذه الإبادة؟ ماذا بعد كل هذا التجويع؟ ماذا بعد قتل الأطفال والنساء والشيوخ وحرق الأرض وقطع المياه والكهرباء والحصار؟
* متى يتوقف نزيف الدم في غزة؟
* متى يُرفع الحصار الظالم غير الإنساني؟
* متى ستُفتح المعابر لتدفق المساعدات بلا قيود؟
* متى يُحاسب مجرمو الحرب على جرائمهم ضد الإنسانية؟
* متى تستيقظ الحكومات العربية والإسلامية من سباتها العميق؟
* متى يتحول الشجب والإدانة إلى أفعال حاسمة؟
* متى تتحد القوى العربية والإسلامية لكسر الحصار بالقوة إن لزم الأمر؟
* متى تتوقف صور أطفال غزة الهياكل العظمية عن مطاردتنا؟
* متى نرى موقفًا عربيًا وإسلاميًا يُزلزل العالم ويُجبر المحتل على التوقف؟
* متى تتوقف المساعدات الملوثة بالدم، وتصبح الكرامة هي الأولوية؟
* متى يُعاد بناء ما دُمر، وتعود الحياة إلى غزة؟
* متى يعود الأمل إلى عيون الأمهات والأطفال هناك؟
* متى يتوقف استخدام التجويع سلاحًا للحرب؟
* متى يتوقف العالم عن غض الطرف عن الإبادة الجماعية؟
* متى يُطبق القانون الدولي على الجميع دون استثناء؟
* متى يتحرر أطفال غزة من شبح الموت اليومي؟
* متى نرى إرادة سياسية حقيقية لإنهاء هذا الكابوس؟
* متى نضع حدًا لهذه المذبحة التي تشوه وجه البشرية؟
* متى سنثبت للعالم أن قيمنا الإنسانية لم تمت؟
* متى نُعيد الكرامة لشعب يُحتضر أمام أعيننا؟
* متى نلبي نداء الاستغاثة الأخير لغزة قبل أن تختنق تمامًا؟
* متى تتوقف الدول عن حسابات الربح والخسارة أمام أرواح الأبرياء؟
* متى نتحمل مسؤوليتنا التاريخية تجاه هذه الكارثة؟
* متى نُثبت أننا أمة حية لا تقبل الذل لأبنائها؟
* متى تتوقف المماطلة والتسويف في ملف غزة؟
* متى يُصبح إنقاذ غزة أولوية قصوى على كل الأجندات؟
* متى نرى تحركًا عربيًا إسلاميًا موحدًا غير مسبوق؟
* متى يُجبر المجتمع الدولي إسرائيل على وقف انتهاكاتها؟
* متى يُعاقب كل من يدعم الإبادة أو يصمت عنها؟
* متى تتوقف سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع الصراعات؟
* متى نُزيل هذه الوصمة السوداء من جبين الإنسانية؟
* متى يتذكر القادة أن شعوبهم تراقبهم وتحاسبهم؟
* متى نُعيد تعريف الشجاعة والفعل في زمن التقاعس؟
* متى نُثبت أننا لسنا مجرد متفرجين على الجريمة؟
* متى نُوقف هذا النزيف الذي يهدد بتقسيم المنطقة؟
* متى يتحرك الضمير العالمي بجدية لإنقاذ ما تبقى؟
* متى تُقدم المساعدات الإنسانية دون استغلال سياسي؟
* متى يُسمع صوت الحق عاليًا فوق أنين الضحايا؟
* متى نُعيد للشعب الفلسطيني حقه في الحياة والكرامة؟
* متى تُرفع راية العدل في سماء غزة المظلمة؟
وماذا بعد ؟؟
اسئلة تتطاير في سماء غزة المحترقة تنتظر إجابات قوية من قادة وشعوب العالم، قبل أن يُصبح السؤال الأخير، هل بقي شيء بعد؟؟