رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

الفرق بين رئيس قطاع شباب ناجح ورئيس قطاع براعم فاشل في أحد كبرى الأندية المصرية

الجمعة 12/سبتمبر/2025 - 08:58 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة


في كرة القدم المصرية، وخاصة على مستوى قطاعات الناشئين والبراعم، يلعب المسؤول الفني والإداري دورًا محوريًا في تحديد مستقبل اللاعبين الصغار، بل وربما مستقبل النادي بأكمله. 

وبينما يشهد أحد كبار الأندية المصرية نجاحًا كبيرًا في قطاع الشباب بفضل إدارة حكيمة وواعية، يعاني قطاع البراعم من فوضى واضحة وتراجع ملحوظ نتيجة قرارات خاطئة، وغياب الرؤية، وضعف القيادة.

هذا التقرير يسلّط الضوء على الفرق الجوهري بين قيادة ناجحة لقطاع الشباب، وأخرى فاشلة لقطاع البراعم داخل نفس المنظومة.

أولًا: رئيس قطاع الشباب الناجح.. قيادة واعية تصنع الفارق

1️⃣ رؤية استراتيجية واضحة

رئيس قطاع الشباب الناجح يتميز بامتلاكه رؤية تطويرية واضحة، تعتمد على الاستمرارية، والاستثمار طويل الأمد في المواهب، وليس البحث عن نجاحات مؤقتة.

2️⃣ حضور ميداني يومي

لا يكتفي بالجلوس في المكاتب، بل يتواجد في التدريبات، يراقب أداء اللاعبين والمدربين عن قرب، ويتدخل في الوقت المناسب لتوجيه المنظومة، مما يعزز الانضباط والثقة داخل الفرق.

3️⃣ تثبيت الأجهزة الفنية الناجحة

يدرك أن الاستقرار الفني هو مفتاح النجاح، فيحرص على تثبيت المدربين والإداريين الذين يحققون نتائج إيجابية، مما يخلق حالة من الانسجام بين اللاعبين والأجهزة الفنية.

4️⃣ دعم نفسي واجتماعي للاعبين

يحرص على التعامل مع اللاعبين ليس فقط كرياضيين، بل كبشر يحتاجون إلى التقدير والدعم النفسي والتربوي، وهو ما يُترجم إلى انضباط سلوكي وولاء كبير للنادي.

5️⃣ تصعيد مواهب حقيقية للفريق الأول

بفضل المتابعة الدقيقة، يقوم رئيس قطاع الشباب بتصعيد اللاعبين القادرين على تمثيل الفريق الأول، مما يعكس جودة العمل الفني ويُثبت نجاح سياساته.

6️⃣ ثقة الإدارة العليا

يحظى بدعم كامل من مجلس الإدارة، ويحصل على الصلاحيات الكاملة لاتخاذ القرارات دون تدخلات خارجية، ما يعزز من قوة شخصيته ومصداقيته داخل المنظومة.

ثانيًا: رئيس قطاع البراعم الفاشل.. قرارات عشوائية ونتائج كارثية

1️⃣ غياب الرؤية الفنية

يفتقر رئيس قطاع البراعم إلى أي رؤية مستقبلية واضحة، حيث يغيّر الأجهزة الفنية باستمرار، حتى لو حققت نتائج مميزة في الموسم السابق، مما يؤدي إلى تدمير الاستقرار وإرباك المنظومة.

2️⃣ التدخلات الخارجية

يعاني من ضعف الشخصية، ويتأثر بشكل مباشر بضغوط بعض أولياء الأمور أو "المستشارين" غير المؤهلين، مما يفقده السيطرة الحقيقية على قطاعه.

3️⃣ تهميش الكفاءات

غالبًا ما يتجاهل الآراء الفنية الحقيقية من داخل القطاع، ويعتمد على خبراء نظريين مكروهين بين المدربين، ليس لديهم أي تجربة ميدانية فعلية في التعامل مع اللاعبين الصغار.

4️⃣ قرارات تؤدي لهروب المواهب

نتيجة السياسات العشوائية، هربت العديد من المواهب الشابة والبراعم إلى أندية أخرى، بحثًا عن بيئة أكثر احترافية واستقرارًا، مما يمثل خسارة كبيرة للنادي الأم.

5️⃣ أزمات متكررة مع أولياء الأمور

تُسجّل شكاوى متزايدة من أولياء الأمور بسبب غياب الشفافية، وعدم وضوح البرامج الفنية، وتكرار القرارات المفاجئة التي تؤثر على مستقبل الأطفال.

6️⃣ بيئة مشحونة وفاقدة للثقة

تسود أجواء من الغضب والإحباط داخل قطاع البراعم، سواء بين المدربين أو اللاعبين أو الأسر، نتيجة تكرار الأخطاء الإدارية وعدم وجود شخصية قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة تصب في مصلحة الأطفال.

مقارنة شاملة بين رئيس ناجح وفاشل داخل نفس النادي

المقارنة رئيس قطاع الشباب الناجح رئيس قطاع البراعم الفاشل
الاستقرار الفني يثبت الأجهزة الفنية الناجحة يبدل الأجهزة سنويًا بلا سبب
التواصل مع اللاعبين قريب من اللاعبين والمدربين    بعيد وغير متفاعل
صناعة المواهب يصعد لاعبين للفريق الأول يهدر المواهب بسبب الفوضى
الثقة والدعم يحظى بدعم الإدارة الكامل يعاني من تدخلات أولياء الأمور
بيئة العمل إيجابية ومحفّزة للتطوير مشحونة وفاقدة للثقة
القرارات الفنية تعتمد على الأداء والخبرة تخضع للضغوط والمجاملات

هذا وإن نجاح أي قطاع رياضي، وخاصة الناشئين والبراعم، يبدأ من القمة، فبينما يُثبت رئيس قطاع الشباب الناجح أن التخطيط، والمتابعة، والاحترافية هي مفاتيح بناء أجيال كروية واعدة، كما ويعرقل رئيس قطاع البراعم الفاشل نموّ الأطفال رياضيًا ونفسيًا، ويهدد بخسارة كنوز بشرية يمكن أن تُشكل مستقبل النادي.

الرسالة واضحة: لا يمكن أن تتطور كرة القدم في الأندية الكبرى دون إدارة قوية ومؤهلة لكل فئة عمرية.

 والمطلوب الآن هو تدخل عاجل لإعادة تقييم أداء قطاع البراعم، وتطبيق النموذج الناجح لرئيس قطاع الشباب على باقي القطاعات، حفاظًا على سمعة النادي ومستقبل لاعبيه.


                                           
ads
ads
ads