رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

كيف تصبح حارس مرمى متميز للغاية في سن البراعم ثم الشباب؟

الإثنين 29/سبتمبر/2025 - 04:44 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة


تُعد حراسة المرمى من أهم المراكز في كرة القدم وأكثرها حساسية، إذ يُنظر إلى الحارس باعتباره نصف الفريق، فهو خط الدفاع الأخير والمسؤول عن إنقاذ مرماه من الأهداف. 

وفي عالم الناشئين والبراعم، يبرز دور التدريب المبكر والتوجيه الصحيح في صناعة حراس مرمى متميزين قادرين على المنافسة في المراحل المتقدمة حتى الوصول إلى الفريق الأول.

البدايات.. متى يبدأ الحارس في التعلم؟

عادةً ما يتم اكتشاف موهبة حارس المرمى في سن مبكرة، حيث يُفضل أن يبدأ الطفل التدريب على أساسيات الحراسة من سن 7 إلى 10 سنوات، وهي الفترة التي تتكون فيها المرونة، رد الفعل، وحب التخصص.

 وكلما بدأ اللاعب مبكرًا، كان من السهل تطويره بشكل تدريجي ليصل إلى مستوى احترافي في سن الشباب.

الأساسيات الأولى لحارس المرمى الناشئ

لكي يصبح الطفل حارس مرمى متميز، لا بد أن يتقن مجموعة من المهارات الأساسية، أهمها:

  1. الوقفة الصحيحة (Positioning): أن يقف الحارس بشكل متوازن على أطراف القدمين، مستعدًا للانقضاض في أي لحظة.
  2. مسك الكرة (Handling): تعلم الطرق الصحيحة للإمساك بالكرات سواء العالية أو الأرضية لتجنب الأخطاء.
  3. رد الفعل (Reflexes): السرعة في التعامل مع التسديدات المفاجئة أو الكرات المرتدة.
  4. اللعب بالقدم: أصبح جزءًا أساسيًا من مهام الحارس الحديث، خاصة في بناء اللعب من الخلف.
  5. الشجاعة: الجرأة في مواجهة المهاجمين والخروج لالتقاط الكرات العرضية.

التدريب تحت إشراف مدرب متخصص

واحدة من الأخطاء الشائعة في أكاديميات الناشئين هي إهمال التدريب الفردي لحراس المرمى. وجود مدرب حراس متخصص أمر حتمي لتعليم التقنيات الصحيحة منذ الصغر. فالحارس يحتاج إلى تدريبات مختلفة عن اللاعبين، تشمل:

  • تمارين رد الفعل السريع باستخدام الكرات الصغيرة أو الأجهزة الحديثة.
  • تدريبات القفز والمرونة للحفاظ على الرشاقة.
  • العمل على القوة العضلية خاصة للذراعين والساقين.
  • تمارين الخروج لمواجهة الكرات العرضية والانفرادات.

الحارس والجانب الذهني

الجانب العقلي لا يقل أهمية عن الجانب البدني. فالحارس الناشئ يجب أن يتعلم كيفية:

  • التعامل مع الأخطاء: كل حارس معرض لاستقبال أهداف، لكن المميز هو من يعود بسرعة بثقة دون أن يهتز نفسيًا.
  • التركيز العالي: البقاء في كامل الجاهزية حتى لو لم تصله الكرة لفترات طويلة.
  • اتخاذ القرار السريع: هل يخرج للكرة أم يبقى في مرماه؟ هل يمسك الكرة أم يكتفي بإبعادها؟

هذه القرارات الذهنية هي ما يميز حارس مرمى عادي عن حارس متميز.

أهمية اللياقة البدنية لحارس المرمى الشاب

الحارس لا يركض لمسافات طويلة مثل اللاعبين، لكنه يحتاج إلى:

  • قوة انفجارية للقفز السريع.
  • مرونة عالية لتغطية أكبر مساحة من المرمى.
  • تحمل بدني للبقاء بكامل الجاهزية طوال التسعين دقيقة.

تدريبات الجيم، والسباحة، وتمارين الإطالة والرشاقة، كلها عناصر تساعد على إعداد حارس قوي بدنيًا في سن الشباب.

القدوة والتعلم من الكبار

من أهم مراحل التطوير أن يتابع الناشئ حراس المرمى العالميين مثل مانويل نوير، جيجي بوفون، كورتوا، وأليسون بيكر، فالمشاهدة المستمرة لطريقة تحركاتهم، قراراتهم، وحتى تعاملهم مع المواقف الصعبة، حيث تمنح اللاعب الصغير صورة واضحة عن كيفية الوصول إلى القمة.

الانتقال من البراعم إلى الشباب

في مرحلة الشباب (15 – 19 عامًا) يبدأ الحارس في الدخول بمباريات أكثر جدية وحساسية. هنا يصبح:

  • عامل الخبرة مهمًا جدًا من خلال خوض بطولات قوية.
  • التدريب المكثف على الكرات العالية والانفرادات ضرورة لا غنى عنها.
  • التواصل مع الدفاع عنصرًا أساسيًا، فالحارس المميز هو القائد الذي يوجه خط الدفاع.

الأخطاء التي يجب تجنبها

لكي يحافظ الحارس على تطوره، يجب أن يتجنب بعض الأخطاء المتكررة، مثل:

  • التردد في اتخاذ القرارات داخل منطقة الجزاء.
  • الاعتماد فقط على الموهبة دون تدريب جاد.
  • فقدان الثقة بعد استقبال أهداف.
  • إهمال الجانب البدني والاعتماد فقط على التدريبات الفنية.

دور الأسرة والمدربين

في سن البراعم، يحتاج الحارس الصغير إلى دعم نفسي كبير من أسرته ومدربيه. كلمات التشجيع بعد المباريات، وعدم تحميله أخطاء الفريق بالكامل، تمنحه الثقة للاستمرار، أما المدرب، فعليه الصبر وتكرار التعليمات حتى تصبح المهارة عادة لدى اللاعب.

الخلاصة: كيف تصبح حارس مرمى متميز؟

يمكن القول إن الطريق إلى التميز في مركز حراسة المرمى يبدأ من سن صغيرة عبر:

  • تعلم الأساسيات الصحيحة.
  • التدريب مع مدرب متخصص.
  • الاهتمام باللياقة البدنية والجانب الذهني.
  • خوض أكبر عدد من المباريات لاكتساب الخبرة.
  • التحلي بالثقة والشجاعة في مواجهة المهاجمين.

فالحارس الموهوب الذي يجمع بين المهارة، الذكاء، والجدية في التدريب، قادر على أن يتحول من مجرد ناشئ موهوب إلى نجم كبير يحرس عرين فريقه الأول وربما منتخب بلاده.


                                           
ads
ads
ads