رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

استئناف العمل في مطار خليج سرت بعد أكثر من 12 عامًا من الإغلاق

الأحد 26/أكتوبر/2025 - 01:11 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

 في خطوة تُعد علامة فارقة على طريق إعادة إعمار قطاع النقل الجوي في ليبيا، أعلنت السلطات الليبية رسميًا استئناف العمل بمطار خليج سرت الدولي بعد توقف دام أكثر من اثني عشر عامًا بسبب الظروف الأمنية التي مرت بها البلاد.

وجاءت العودة بعد انتهاء أعمال الصيانة والتطوير الشاملة التي شملت البنية التحتية للمطار ومرافقه الحيوية. واستقبل المطار أولى رحلاته بوصول ثلاث طائرات ركاب تابعة لشركتي البراق وبرنيق الجوية قادمة من مطار بنينا في بنغازي، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من التشغيل والربط الجوي بين شرق ليبيا ووسطها.

يمثل إعادة افتتاح مطار خليج سرت الدولي خطوة استراتيجية تعكس عودة الاستقرار الأمني والإداري إلى المنطقة، كما تُعد مؤشرًا على انطلاق ليبيا في مسار التنمية الاقتصادية وإعادة بناء بنيتها التحتية الحيوية.

ويُتوقع أن يسهم تشغيل المطار في تعزيز موقع سرت كمركز محوري يربط بين شرق وغرب ليبيا، ويفتح آفاقًا جديدة للنقل الجوي والسياحة والاستثمار التجاري، فضلًا عن دعم حركة التبادل التجاري مع أوروبا ودول إفريقيا عبر الساحل المتوسطي.

 

كما يُعتبر المطار عنصرًا أساسيًا في استراتيجية الحكومة الليبية لتوسيع نطاق الخدمات اللوجستية وتسهيل التنقل الداخلي، مما يعزز من كفاءة قطاع النقل الجوي ويحد من الضغط على مطارات العاصمة والمدن الكبرى.

نفذت السلطات الليبية خلال الفترة الماضية عمليات تطوير شاملة للمطار شملت تجديد المدارج وأبراج المراقبة، وتحديث الأنظمة الملاحية، وتحسين صالات الركاب وممرات السفر ومرافق الأمن والسلامة.

كما جرى تزويد المطار بأنظمة مراقبة حديثة ومعدات أرضية متقدمة تواكب المعايير الدولية للطيران المدني، في خطوة تهدف إلى ضمان تشغيل آمن ومستدام لجميع الرحلات القادمة والمغادرة.

 

هذه الجهود تأتي ضمن خطة وطنية لتحديث البنية التحتية للمطارات الليبية وتطوير كفاءتها الفنية والإدارية بما يتماشى مع معايير السلامة والجودة العالمية.

إعادة تشغيل مطار خليج سرت الدولي تحمل في طياتها العديد من الدلالات الاقتصادية والسياسية، إذ تمثل رسالة طمأنينة للمستثمرين المحليين والدوليين بأن ليبيا تسير بخطى ثابتة نحو استقرار قطاع النقل الجوي وفتح آفاق جديدة أمام حركة التجارة والسفر.

 

كما يُسهم هذا التشغيل في إعادة تنشيط شركات الطيران المحلية، عبر إطلاق خطوط جديدة تربط سرت ببنغازي وطرابلس ومدن الجنوب، مما يسهل التنقل الداخلي ويقلل من تكاليف السفر للمواطنين.

ويُتوقع كذلك أن يدفع ذلك باتجاه استقطاب شركات طيران إقليمية في المستقبل القريب بعد استكمال مراحل الاعتماد والتشغيل الدولي.

رغم النجاح في إعادة تشغيل المطار، ما تزال هناك تحديات قائمة، أبرزها ضرورة تعزيز الأمن الجوي وضمان الاستقرار المستدام للعمليات التشغيلية. كما أن جذب شركات الطيران الدولية يتطلب توفير بيئة تنظيمية وتشريعية متكاملة وفق معايير منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO).

 

في المقابل، يفتح المطار فرصًا استثمارية واعدة، إذ يمكن أن يتحول موقع سرت الجغرافي إلى محور استراتيجي للنقل الجوي والتبادل التجاري بين الشمال الإفريقي وأوروبا، خاصة مع تطوير شبكة الطرق والموانئ المجاورة.

 

يُتوقع أن ينعكس افتتاح المطار إيجابيًا على الوضع الاقتصادي المحلي من خلال:

 

    خلق فرص عمل جديدة في مجالات التشغيل والصيانة والخدمات الأرضية والضيافة.

    إنعاش حركة السياحة الداخلية والخارجية إلى مدينة سرت والمناطق المجاورة.

    تحسين شبكة النقل الجوي الوطني وتخفيف الضغط على المطارات الرئيسية.

 

أما من الناحية الاجتماعية، فإن عودة النشاط إلى المطار تمثل رمزًا للأمل والتنمية، وتؤكد قدرة ليبيا على استعادة مؤسساتها الحيوية بعد سنوات من التوقف، مما يبعث برسالة إيجابية عن مرحلة جديدة من الاستقرار والتقدم.

 

هذا ويمثل استئناف عمليات التشغيل في مطار خليج سرت الدولي بداية فصل جديد في مسار تعافي قطاع الطيران الليبي. فبعد أكثر من عقد من الإغلاق، يعود المطار ليكون شاهدًا على مرحلة إعادة البناء والانفتاح على العالم.

ومع استمرار جهود التطوير والدعم الحكومي، يُمكن للمطار أن يصبح أحد المراكز الجوية الهامة في شمال إفريقيا، وأن يسهم بفاعلية في تعزيز مكانة ليبيا كمحور للنقل والسياحة والتجارة الإقليمية.

                                           
ads
ads
ads