رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

الكاتب الصحفي محمود عبد الحليم يكتب: وماذا بعد؟؟ مصر تبهر العالم في ثوبها الجديد بافتتاح أسطوري للمتحف المصري الكبير

السبت 01/نوفمبر/2025 - 11:02 م
الحياة اليوم
طباعة

في ليلةٍ سيبقى صداها يتردد طويلاً في ذاكرة التاريخ، وقفت مصر، العظيمة والكبيرة، لتقول كلمتها للعالم، لم يكن مجرد افتتاح لمبنى، بل كان إزاحة للستار عن "مصر في ثوبها الجديد"، وجه جديد مشرق يعكس ثقل الماضي وعظمة الحاضر وطموح المستقبل، كان افتتاح المتحف المصري الكبير بمثابة رسالة حضارية شديدة الذكاء، مفادها أن الأمة التي علّمت العالم فنون العمارة والإبداع، قادرة اليوم على أن تبهرهم من جديد، لقد شاهد العالم "روعة ما بعدها روعة" في حفل مهيب، امتزجت فيه التكنولوجيا الحديثة مع عبق التاريخ الفرعوني، في تناغم بصري وسمعي يعكس "إبداعاً ما بعده إبداع"، لم يكن المتحف مجرد مستودع للآثار، بل كان بطلاً للقصة؛ صرح عملاق يقف شاهداً على أن المصريين، أحفاد بناة الأهرام، ما زالوا يمتلكون الشغف والقدرة على تشييد المعجزات.
مصر بوجه جديد.. ذكاء التخطيط وعظمة التنفيذ
ما رآه العالم لم يكن وليد صدفة، بل كان نتاج سنوات من التخطيط الدقيق والعمل الدؤوب، "وكان الذكاء" هو السمة البارزة في كل تفصيلة، من تصميم المتحف المعماري الفريد الذي يحاور أهرامات الجيزة، إلى عملية نقل تمثال رمسيس الثاني وموكب المومياوات الملكية المهيب، وصولاً إلى سيناريو حفل الافتتاح الذي حبس الأنفاس؛ كل خطوة كانت محسوبة بدقة لتليق باسم "مصر الكبيرة".
لقد قدمت مصر وجهاً جديداً لا يكتفي بالاعتماد على إرثه التاريخي، بل يضيف إليه، وجه يثبت قدرته على تنظيم أضخم الفعاليات العالمية، وإدارة مشاريع عملاقة تتطلب دقة هندسية ولوجستية فائقة، هذا هو الثوب الجديد لمصر ثوب الكفاءة، والإنجاز، والفخر.
حفل أسطوري.. دعاية تليق بالتاريخ
لقد كانت مصر "تطل على العالم بوجه جديد"، وجه حضاري مليء بكل الفخر والاعتزاز، وكأنها تقدم "حضارة جديدة" تستلهم عبقرية الماضي، ولم يكن حفل الافتتاح الذي أقيم مساء اليوم مجرد احتفال، بل كان بحد ذاته هدفاً رئيسياً؛ "إذ كان الإبداع في حفل الافتتاح هو أكبر دعاية لهذا المتحف" من الداخل والخارج، لقد نجح الحفل بامتياز في "تسليط الضوء على هذا المتحف وكل قطعة فيه، وكأنه أخذ العالم في جولة افتراضية مدهشة، أظهر للعالم كيفية دخول المتحف من البوابة الكبيرة، وروعة "تفقد اللوحات الفنية"، والمهابة التي تحيط بـ "ركن توت عنخ آمون الذهبي" وكل ما يحويه الصرح العظيم من كنوز رائعة، والأهم من كل ذلك، أن مصر أطلت على العالم بوجهها الحضاري الجديد، المليء بكل التحدي والإنجاز.
انطلاقة كبرى نحو المستقبل
يُعد هذا الافتتاح "انطلاقة كبرى" بكل المقاييس، إنه ليس مجرد إضافة معلم سياحي أثري، بل هو إعلان عن بداية مرحلة جديدة، مرحلة تؤكد فيها مصر ريادتها الثقافية والحضارية، وترسل رسالة قوية للمستثمرين والسائحين والمتابعين حول العالم، مصر اليوم هي ورشة عمل لا تهدأ، قادرة على تحويل الأحلام إلى واقع ملموس.
لقد نجحت مصر في تحويل هذا الحدث إلى منصة عالمية، لا لاستعراض كنوز توت عنخ آمون فحسب، بل لاستعراض قدرات شبابها ومهندسيها وفنانيها، إن الإبهار الذي تحقق لم يكن في عظمة الآثار فقط، بل في عظمة من صانوا هذه الآثار حديثاً وقدموها للعالم بهذا الشكل المشرف.
وماذا بعد؟
والآن، بعد أن أبهرت مصر العالم، يتردد السؤال الأهم: "وماذا بعد؟".
الجواب يكمن في أن هذا الافتتاح ليس نهاية المطاف، بل هو مجرد بداية، إنه يرفع سقف التوقعات لما هو قادم. 
"وماذا بعد؟" هو سؤال لا يحمل قلقاً، بل يحمل شغفاً وترقباً لمزيد من الإنجازات، إذا كان هذا هو مستوى الإبداع في تقديم تاريخنا، فكيف سيكون مستوى الإبداع في بناء مستقبلنا؟
لقد أثبتت مصر العظيمة أن ثوبها الجديد يليق بها، وأن وجهها الجديد هو وجه الثقة والقدرة والإبداع، وما بعد هذا الإبهار، هو المزيد من الإبهار.
                                           
ads
ads
ads