الرئيس التنفيذي للوفتهانزا يرفض مطالب نقابة الطيارين ويصفها بغير الواقعية
في تصاعد جديد لأزمة المفاوضات بين شركة "لوفتهانزا" الألمانية ونقابة الطيارين "كوكبيت"، جدد الرئيس التنفيذي للمجموعة ينس ريتر رفضه للمطالب التي تقدمت بها النقابة بشأن تحسينات إضافية على نظام التقاعد المهني للطيارين، مؤكداً أن تلك المطالب “غير واقعية” ولا يمكن للشركة تلبيتها في الوقت الحالي.
وجاءت تصريحات ريتر خلال مقابلات صحفية وتصريحات رسمية تهدف إلى توضيح موقف الشركة من الخلاف الدائر، والذي يهدد بعودة الاضطرابات التشغيلية حال استمرار تعثر المفاوضات مع النقابة، التي تمثل الآلاف من الطيارين في ألمانيا وتُعد واحدة من أقوى النقابات تأثيرًا في قطاع النقل الجوي الأوروبي.
نظام تقاعد يعتبره الرئيس التنفيذي “ممتازاً بالفعل”
وأشار ريتر إلى أن نظام التقاعد الحالي الذي يحصل عليه الطيارون في لوفتهانزا يُعد من أفضل الأنظمة داخل صناعة الطيران العالمية، لافتًا إلى أن الشركة أجرت في السنوات الماضية عدة تعديلات حسّنت من الامتيازات الممنوحة للأطقم الجوية، سواء في ما يتعلق بالرواتب أو الحقوق الوظيفية أو نظم التدرج الوظيفي.
وأوضح أن لوفتهانزا تمر بمرحلة تحتاج إلى ضبط مالي واستثماري دقيق، خصوصًا في ظل خطط التوسع في الأسطول وتحديث الطائرات وزيادة القدرة التشغيلية لمواكبة الطلب المتنامي على السفر. وقال: "لا يمكن للشركة في الوقت الراهن استيعاب تكاليف إضافية كبيرة قد تؤثر على قدرتها التنافسية واستقرارها المالي على المدى الطويل."
حلول محتملة في مجالات أخرى
ورغم رفضه القاطع لمطالب تحسين نظام التقاعد، أكد ريتر أن الشركة مستعدة للبحث عن حلول توافقية في مجالات أخرى قد تلبي جزءًا من طموحات الطيارين. ومن بين الخيارات التي طرحها الرئيس التنفيذي:
- وقف تقليص أسطول الرحلات القصيرة: وهو مقترح قد يفتح فرصًا وظيفية جديدة لأطقم الطيران ويعزز فرص الترقي الوظيفي.
- فتح آفاق مستقبلية للأطقم: من خلال خطط تدريب وتطوير مهني وتعزيز فرص الانتقال بين أقسام التشغيل المختلفة داخل المجموعة.
كما شدد على أهمية الحوار المستمر مع النقابة، مؤكداً أن الشركة تتفاوض بحسن نية وتسعى إلى الوصول إلى حلول عملية تحمي مصالح العاملين وفي الوقت ذاته تضمن استقرار الناقلة الوطنية الأكبر في ألمانيا.
نقابة “كوكبيت” تواصل الضغط
من جانبها، تواصل نقابة الطيارين ممارسة الضغط من خلال المطالبة بتحسينات جوهرية في نظام التقاعد وامتيازات أخرى، معتبرة أن ظروف العمل الحالية لا تواكب الزيادة الكبيرة في ساعات التشغيل والضغوط المهنية التي يواجهها الطيارون بعد مرحلة ما بعد الجائحة.
ورغم أن النقابة لوّحت سابقًا بخيارات تصعيدية، فإنها لم تعلن حتى الآن عن إجراءات إضرابية جديدة، تاركة الباب مفتوحًا أمام جولة جديدة من التفاوض.
قطاع الطيران الأوروبي يترقب
ويتابع قطاع الطيران الأوروبي هذه التطورات عن كثب، خصوصًا أن أي اضطرابات جديدة في تشغيل لوفتهانزا — أكبر شركة طيران في القارة من حيث عدد المسافرين — قد تؤثر على حركة السفر الإقليمية والدولية وتزيد من الضغوط على شبكات النقل الجوي.
