سلامة الركاب في الصدارة.. إيرباص تُطمئن العالم بعد تحديث آلاف الطائرات
أعلنت شركة إيرباص Airbus عن نجاحها في تنفيذ واحدة من أكبر عمليات التحديث البرمجي في تاريخ صناعة الطيران، حيث أكدت الشركة أن أغلبية طائرات أسطولها العالمي — ما يقرب من 6,000 طائرة قد استكملت التعديلات البرمجية المطلوبة لتعزيز سلامة التحكم في الطيران.
وأوضحت الشركة أنه لم يتبقَ سوى أقل من 100 طائرة فقط، وتعمل فرقها الفنية بالتعاون مع شركات الطيران لإنهاء تحديثها خلال فترة وجيزة، بهدف ضمان عودة هذه الطائرات إلى الخدمة التشغيلية في أقرب وقت.
تحديث برمجي يعالج تأثير الإشعاع الشمسي على أنظمة التحكم
ويأتي هذا التحديث استجابةً لمشكلة تقنية محتملة اكتشفتها إيرباص تتعلق بتأثر كمبيوتر التحكم في الطيران ELAC بسبب الإشعاع الشمسي في بعض الظروف الجوية. ويعد ELAC من الأنظمة الحيوية المسؤولة عن التحكم في الجنيحات والرافعات، وبالتالي فإن أي تغيير في بياناته قد يؤثر على دقة استجابة الطائرة.
ووفقًا لتوضيحات الشركة، فإن الإشعاع الشمسي عالي الشدة قد يؤدي في حالات محدودة ونادرة إلى تلف بيانات التحكم في النظام. ولذلك طورت إيرباص تحديثًا برمجيًا وقائيًا يعزز قدرة النظام على مقاومة التأثيرات الإشعاعية ويحافظ على كفاءة التحكم في الطيران، مما يدعم مستويات Aviation Safety ويرفع معايير التشغيل لدى شركات الطيران العالمية.
شراكة كاملة مع شركات الطيران لضمان تنفيذ سريع وآمن
وأكدت إيرباص أنها تعمل بشكل مباشر مع شركات الطيران، وفرق الصيانة، ومراكز العمليات الفنية لضمان تنفيذ التحديثات بكفاءة عالية، كما تم إنشاء قنوات دعم هندسية وتشغيلية على مدار الساعة لمتابعة التعديلات المتبقية في الأسطول، خصوصًا لطائرات A320 Family التي تمثل العمود الفقري للعديد من شركات النقل الجوي حول العالم.
ويشير هذا التعاون إلى الدور الكبير بين المصنعين والمشغلين في مواجهة أي تحديات تقنية قد تؤثر على سلامة الطيران أو سير العمليات اليومية، حيث اعتمدت الشركات على خطط صيانة مدروسة لتقليل تأثير التحديثات على الجداول التشغيلية.
اعتذار رسمي وتأكيد على التزام السلامة
وقدّمت إيرباص اعتذارًا للمسافرين وشركات الطيران عن أي اضطرابات أو تأجيلات قد تكون حدثت نتيجة تنفيذ الإصلاحات الفنية، مؤكدة أن سلامة الركاب والطاقم ستظل دائمًا الأولوية الأولى لجميع عملياتها. كما وجهت الشركة شكرًا للسلطات aviation authorities ومشغلي الطائرات على تعاونهم ودعمهم في تسريع تنفيذ التعديلات.
تأثير إيجابي طويل المدى على قطاع الطيران
يمثل هذا التحديث أحد أهم التحركات الاستباقية في قطاع الطيران، فهو لا يعالج فقط مشكلة تقنية، بل يعكس أيضًا التزام الصناعة بتطوير الحلول الرقمية وبرمجيات الطائرات للحفاظ على أعلى مستويات السلامة.
ومع اكتمال هذا الإجراء، يتوقع خبراء الطيران أن ترتفع كفاءة التشغيل وأن تقل احتمالات الأعطال المرتبطة بتأثيرات الإشعاع الشمسي مستقبلًا.
وتؤكد هذه الخطوة أن إيرباص مستمرة في مسارها نحو تعزيز سلامة الأسطول العالمي، من خلال تحديثات دائمة تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة، مما يثبت أن سلامة الطيران Aviation Safety هي محور كل عمليات التطوير لدى الشركة