شراكة استراتيجية: TAAG وSAA توقعان اتفاقية كودشير لتعزيز الربط الجوي الإفريقي
يشهد قطاع الطيران الإفريقي خطوة مهمة نحو تعزيز التكامل الجوي وتوسيع الربط الإقليمي والدولي، وذلك بعد إعلان كل من الخطوط الجوية الأنغولية TAAG والخطوط الجوية الجنوب إفريقية SAA عن توقيع اتفاقية مشاركة الرموز (Codeshare).
وتمثل هذه الشراكة مرحلة جديدة من التعاون التجاري بين ناقلتين تحملان تاريخًا طويلًا في القارة الإفريقية، وتعملان اليوم على إعادة بناء حضورهما في سوق السفر العالمي بعد سنوات من التحديات التشغيلية والمالية.
وبموجب الاتفاقية، سيتمكن عملاء الشركتين من السفر بسهولة أكبر عبر شبكة وجهات مشتركة تمتد عبر إفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، مع إمكانية الحجز بتذكرة واحدة والانتقال السلس بين الرحلات عبر مراكز التشغيل الرئيسية للطرفين، خاصة مطار لواندا الدولي في أنغولا ومطار أور تامبو في جوهانسبرغ.
ويمثل هذا التعاون إضافة مهمة للمسافرين الباحثين عن خيارات أكثر تنوعًا ومرونة، كما يعزز قدرة الشركتين على المنافسة في سوق يشهد نمواً متسارعًا بعد التعافي من آثار الجائحة.
وترى TAAG أن هذه الشراكة تأتي في الوقت المناسب، إذ تعمل الشركة على تنفيذ خطط توسعية طموحة تهدف إلى زيادة عدد ركابها إلى 3 ملايين مسافر سنويًا خلال الأعوام المقبلة.
ومن المتوقع أن يدعم التعاون مع SAA هذا الهدف عبر تعزيز التدفقات الراكبة إلى شبكتها، وزيادة النمو على المسارات التي تربط أنغولا بالدول الإفريقية الأخرى وبأوروبا وأميركا الجنوبية، كما تستفيد الشركة الأنغولية من الطلب المتزايد على الوجهات الأفريقية الناشئة وارتفاع دور لواندا كمركز عبور إقليمي.
في المقابل، تمثل الاتفاقية فرصة محورية للخطوط الجوية الجنوب إفريقية التي تعمل على استعادة مكانتها في القارة بعد مرحلة إعادة الهيكلة التي خضعت لها خلال السنوات الماضية.
وتأتي مشاركة الرموز مع TAAG كخطوة استراتيجية لدعم عمليات الشركة، وزيادة عدد الوجهات المتاحة لعملائها، ورفع معدل الإشغال على الرحلات الدولية والإقليمية. كما تسهم هذه الشراكة في تعزيز ثقة السوق بقدرة SAA على خوض مرحلة نمو جديدة بعد تجاوز تحدياتها السابقة.
ويُنظر إلى الشراكات من هذا النوع باعتبارها محركًا محوريًا لنهضة الطيران في إفريقيا، خاصة في ظل محدودية الربط المباشر بين العديد من المدن الإفريقية وغياب شبكات نقل جوية متكاملة بين دول القارة، حيث تعمل اتفاقيات الكودشير على ربط الأسواق الناشئة، وتسهيل الحركة بين الاقتصادات الأفريقية المتنامية، وتعزيز دور القطاع كرافعة للتجارة والسياحة والاستثمار.
كما يرى محللون أن التعاون بين ناقلتين وطنيتين من جنوب ووسط القارة يُعد مؤشرًا مهمًا على الوعي المتزايد بأهمية التكامل بين شركات الطيران الإفريقية بدلًا من المنافسة المنفردة، فمع ازدياد الطلب على السفر الدولي من وإلى إفريقيا، يصبح التعاون بين شركات المنطقة فرصة لتعزيز الكفاءة التشغيلية، وتخفيض التكاليف، وتوسيع الخدمات دون الحاجة إلى تشغيل جميع الوجهات بشكل مباشر.
وتتوقع الشركتان إعلان المزيد من التفاصيل خلال الأشهر المقبلة، بما في ذلك الوجهات المحددة التي سيجري عليها تفعيل الكودشير، وجدولة الرحلات المشتركة، وخطط تطوير أسطول الطائرات لتحسين القدرة الاستيعابية.
كما ويؤكد هذا التعاون استمرار التغيرات الإيجابية في قطاع الطيران الإفريقي، مع توجه الشركات نحو تحالفات أكثر قوة واستدامة لدعم النمو الاقتصادي في القارة.