بحث تعزيز التعاون المشترك بين سوريا والسعودية في قطاع الطيران المدني
قام وفدٌ رسمي من الجمهورية العربية السورية، برئاسة المهندس عمر الحصري رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي، بزيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، في خطوة تعكس توجهًا واضحًا نحو تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مجال الطيران المدني والنقل الجوي، وفتح آفاق جديدة للشراكة الفنية والتشغيلية خلال المرحلة المقبلة.
وضم الوفد السوري عددًا من مديري الإدارات المتخصصة في الهيئة العامة للطيران المدني، وذلك في إطار إعداد رؤية متكاملة للتعاون مع الجانب السعودي، وبحث سبل الاستفادة من الخبرات المتقدمة التي تمتلكها المملكة في إدارة وتشغيل المطارات، وتطوير البنية التحتية، وتطبيق أحدث المعايير الدولية المعتمدة في مجال سلامة وأمن الطيران.
وتركزت الزيارة على عقد سلسلة من الاجتماعات الرسمية مع الجهات المعنية بالطيران المدني في السعودية، لمناقشة آليات تعزيز التعاون المشترك، وتبادل الخبرات الفنية والتشريعية، إلى جانب العمل على توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي من شأنها الإسهام في تطوير قطاع الطيران المدني السوري، ورفع كفاءته التشغيلية، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين وشركات الطيران.
وأكد رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي، عمر الحصري، أن هذه الزيارة تأتي في توقيت مهم، في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها قطاع الطيران عالميًا، والحاجة إلى مواكبة التطورات التكنولوجية والتنظيمية الحديثة، مشددًا على أن التعاون مع المملكة العربية السعودية يمثل فرصة استراتيجية للاستفادة من تجارب ناجحة في مجالات إدارة المطارات، والتحول الرقمي، وتدريب الكوادر البشرية.
كما أشار إلى أن الاتفاقيات المزمع توقيعها ستسهم في تعزيز السلامة الجوية، وتطوير أنظمة الملاحة والمراقبة الجوية، إضافة إلى دعم خطط إعادة تأهيل وتحديث البنية التحتية للطيران المدني في سوريا، بما يتماشى مع معايير منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO).
من جانبهم، أكد أعضاء الوفد المرافق أهمية توسيع مجالات التعاون لتشمل برامج التدريب وبناء القدرات، وتبادل الخبرات في مجالات الأمن والسلامة، وإدارة الأزمات، والتخطيط الاستراتيجي، مؤكدين أن المرحلة المقبلة تتطلب شراكات فعالة تسهم في دعم استدامة قطاع الطيران وتحقيق نمو متوازن.
وتأتي هذه الزيارة في إطار حرص سوريا على تعزيز علاقاتها العربية، ودعم مسار التكامل والتعاون المشترك في القطاعات الحيوية، وعلى رأسها قطاع الطيران المدني، الذي يُعد أحد الركائز الأساسية لدعم حركة النقل والسياحة والتجارة، وربط سوريا بمحيطها الإقليمي والدولي.
ومن المتوقع أن تُسفر هذه الزيارة عن نتائج إيجابية ملموسة، سواء على مستوى توقيع الاتفاقيات أو وضع أطر تنفيذية للتعاون المستقبلي، بما يعكس إرادة مشتركة لتعزيز الشراكة وتطوير قطاع الطيران المدني بما يخدم مصالح البلدين والشعوب العربية.