استحواذ ألاسكا على هاواي يعيد رسم خريطة الأسطول ويشعل جدل الطائرات
أدى استحواذ خطوط ألاسكا الجوية على الخطوط الجوية الهاواي إلى تشكيل استراتيجية أسطول معقدة، تعكس في جوهرها الفلسفة التشغيلية طويلة الأمد لألاسكا، والتي تقوم على الاعتماد على نوع واحد من الطائرات ذات البدن الضيق، بهدف تحقيق أعلى درجات الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف.
وأشارت إدارة ألاسكا إلى أن أسطول هاواي الحالي من طائرات إيرباص A321neo، والبالغ عددها 18 طائرة فقط، يُعد غير اقتصادي من حيث التكامل مع أسطول ألاسكا الكبير من طائرات بوينج 737، فالحجم المحدود لأسطول A321neo لا يوفر وفورات الحجم اللازمة لتبرير تعقيد الصيانة والتدريب وسلاسل الإمداد، خاصة في ظل اعتماد ألاسكا التاريخي على منصة واحدة للبدن الضيق.
ويزداد هذا التعقيد مع اختلاف أنظمة الدفع، إذ تعمل طائرات A321neo بمحركات برات آند ويتني PW1100G، في حين تعتمد طائرات 737 MAX لدى ألاسكا على محركات CFM، وهو ما يفرض تحديات إضافية على مستوى الصيانة والدعم الفني وقطع الغيار، فضلًا عن تدريب الطيارين والمهندسين.
ورغم المزايا التشغيلية التي تقدمها طائرة A321neo، بما في ذلك المدى الممتد والأداء القوي على بعض الخطوط بين البر الرئيسي للولايات المتحدة وهاواي، فإن ألاسكا تُرجّح كفة البساطة التشغيلية والانضباط المالي.
وترى الإدارة أن الحفاظ على أسطول موحد من طائرات 737 يظل الخيار الأكثر جدوى على المدى الطويل، خاصة في ظل المنافسة الشديدة وضغوط التكاليف في سوق الطيران الأمريكي.
وفي هذا الإطار، من المتوقع أن تشهد طائرات بوينج 717 العاملة حاليًا لدى هاواي عملية استبدال تدريجية بطائرات 737 بمختلف فئاتها، بما في ذلك طرازات 737 MAX، حتى على خطوط الرحلات القصيرة بين الجزر، في خطوة تعكس توجهًا نحو توحيد الأسطول وتقليل التعقيد التشغيلي.
وفي المقابل، أكدت ألاسكا التزامها بالحفاظ على الخطوط الجوية الهاواي كعلامة تجارية مستقلة، مع الإبقاء على طائرات إيرباص A330 ضمن الأسطول وتجديدها لخدمة الرحلات الطويلة، في حين تخطط لنقل طائرات بوينج 787 إلى شبكتها الخاصة لتعزيز قدراتها على الخطوط العابرة للقارات.
ويعكس هذا النهج توازنًا دقيقًا بين احترام هوية هاواي التجارية والاستفادة من خبرتها في الرحلات الطويلة، وبين تطبيق نموذج ألاسكا التشغيلي القائم على الكفاءة والمرونة.
ومن المنتظر أن تتضح ملامح هذه الاستراتيجية بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة، مع بدء تنفيذ خطط توحيد الأسطول وإعادة توزيع الطائرات بما يخدم أهداف المجموعة الجديدة.