رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

"رحال المحروسة": الدراجة علمتني حبّ الله والوطن

الجمعة 18/سبتمبر/2020 - 07:50 م
الحياة اليوم
محمد زيادة
طباعة

التقت " الحياة اليوم "الشاب عمرو محمد سعيد ، الذى يطوف مدن وأقاليم الجمهورية علي دراجته للتعريف بمعالم الوطن والشهير  بــ " رحال المحروسة " .

 و بدأ حديثه قائلا: " أترك قدماي تتحركان وكأني أعزف أنغاما من سيمفونية حياتي .. قلبي وجوارحي يعرفانها .. ترسم معي خلال الطرقات والشوارع .. كل أنواع الحصى والأحجار الصغيرة .. جزءا كبيرا من تحقيق  حلمى من أجل " المحروسة " .

واستكمل " الرحال" ،  : " الرياح .. وسرعة الهواء ،  المطر ، و الشجر وأوراقه ، نداءات الطيور و تغريداتها  الخاصة وقت البكور ، حتى نباح الكلاب وأصوات التحام إطارات السيارات على الأسفلت .. كلها مفردات وأصوات وجوانب من الحياة  تعلمتها  في حب وودّ .. لا يعرفها كثيرون " .


وقال : " عمري ٣٣ سنة ، وأعمل مهندس شبكات ، وهواياتي الترحال والسفر بالدراجة ،  عزف الموسيقي  ، كما درست عزف آلة القانون بدار الأوبرا ".

و خرج صوته هادئا وهو يقول :  "العجلة " بالنسبة لي كانت مجرد رياضة بسيطة ، في البداية ، أقضي عليها ،  وقت فراغي إلا أن اتخلقت جوايا فكرة السفر والترحال والرجوع للحياة البدائية ".

وأضاف : "عرفت أحوال الطقس والليل والنهار و عظمة تراب بلدى وقيمته طوال ساعات الترحال والتنقل ".

و ضغط حروف كلماته وهو يقول : :"هدفي هو أن ألف مصر كلها بـ "العجلة" وأوثق الأماكن التاريخية فيها وللتنبيه والتوعية بقيمتها وأهميتها "


و غلف صوته حالة من الحب وهو يقول  : "  السفر بالنسبة لي متعة علي الرغم من مشقته .. أتعلم منه الصبر والتحمل .. والخلاء يشعرنى بالقرب من الله وتدبر آياته .. و أشعر أنى أدور مع ذرات الهواء  فى ملكوت خاص .. حالة موسيقية إنجاز التعبير لا توصف"   .. " أسافر  في طرق حر جدا .. و مفيش فيها خدمات ممكن نتحمل العطش لمسافات إلي أقرب  مصدر للشرب  لو المياه معايا خلصت خلال السفر بعد عدة كيلوات  وأنا معايا بيت  خيمة بسيطة .. وملابس , و  عدة الصيانة "للعجلة" واكلي وشربي  ونقلتنى أشواقي  وحبى لأجواء " المحروسة " إلي  أماكن كتير  جدا وتعرفت علي شخصيات وثقافات ، ولهجات أهلنا وناسنا مختلفة " .. في الطريق نقابل كل شيء  الحلو والوحش والطيب والشرير الكنز مش في الوصول .. الكنز في الرحلة والصحبة  والمعاني .. وما نتعلمه وتشعر انك تحب ربنا القدير طول الرحلة وبعدها .. انت عايش في نعم وفضل كبير .. أعتبرها رحلة للإيمان وتطبيق لحب الله والوطن " .


" لما تعطل تلاقي ألف ايد اتمدتلك تساعدك  .. ناس كتير رحبوا  بينا علي الطريق وعرضوا  علينا الاستضافة ..  إحنا يا جماعة مش فاضين ..  إحنا عندنا شغل وبيوت وأهل وده مش تضييع وقت الكلام ده بعمله أيام الإجازات بتاعتي ..  إحنا عندنا رسالة .. وعاوزين نوصلها للناس وهي الرياضة للجميع والرجوع لحياة البداية والصحرا  والتعامل مع الكون بطبيعته وتجرده  .. والتدبر والتفكر فى نعم الله  وتتقوى بالصبر والعزيمة والتركيز .. السفر طوق نجاة للعبد لا يفكر غير في ربه .. وحده .. ويحس ويشعر بعبادة الصالحين الحقيقية .. والسلف الصالح من عرفوا الله حق معرفته .. وبعبادة آل البيت والأقطاب ..  في أجمل من كده إيه ".


 " إنك تبات في خيمة جنب نقطة إسعاف أو في مسجد تاكل علي رصيف أو تقعد علي  حجر منقوش عليه كل وجه مر وذكري ..هو كمان بيسجل انك مريت عليه الذكري لا تذوب أبدا .. تمر في شارع  لأول مرة فى حياتك .. إنك تعيش من غير موبايل من غير كهربا .. والحمد لله كل ما الحياة كانت بسيطة كل ما كانت حلوة السفر عرفني علي ناس عمري ما كنت أقابلهم .. لو لم أتحرك وأنا قاعد في بيتنا  .. ونوثق رحلتنا بالصور و الفيديوهات  وبالحب .. عشان نشجع الناس ونوريهم جمال بلادنا .. ليس هدفنا من الدراجات السفر  .. و الترحال فقط ولكن نقل كل ما هو جميل عن بلادنا الحبيبة ".



                                           
ads
ads
ads