رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

بعد التعديلات والغموض.. هل حادث مدينة نيس الفرنسية إدارة صراع أم عملية إرهابية عشوائية؟

الخميس 29/أكتوبر/2020 - 08:29 م
حادث مدينة نيس الفرنسية
حادث مدينة نيس الفرنسية
عاطف عبد الفتاح صبيح
طباعة

معلوم عن الصناعة الأوروبية أنها تتميز عن صناعات كثيرة بالـ "تفنيش"، ولكن الصناعة الفرنسية في  الحادث الذي وقع في مدينة نيس الفرنسية صباح اليوم الخميس يعيبه التشطيب.

هذا ما تناقله رواد مواقع التواصل، خاصة على "تويتر" الموقع الأكثر جدية بالاهتمام بالقضايا لا فساتين الفنانات، بشأن العملية الإرهابية التي وقعت في مدينة نيس الفرنسية جنوب شرق فرنسا، متهمين ماكرون بإدارة الصراع ضد الإسلام بعد نجاح حملة المقاطعة للمنتجات الفرنسية. وهو كلام يحتمل الصواب والخطأ.

ولكن بمتابعة حادث مدينة نيس الفرنسية، من أول خبر حتى الآن وبتركيز، وجدنا تعديلات تمت في الأخبار عن الجريمة التي وقعت في مدينة نيس الفرنسية، حيث بدأت أخبار طعن نيس بخبر "عاجل" مجتزأ لا مختزل (ونتحدث هنا عن وكالات الأنباء العالمية) هو "قالت وسائل إعلام فرنسية، اليوم، إن هناك أنباء عن هجوم بسكين قرب كنيسة في مدينة نيس ومقتل شخص وإصابة آخرين". وهنا نلاحظ أنها ليست أي كنيسة، إنها كاتدرائية نوتردام، فهل "العاجل" ليس لديه وقت لذكر كنيسة بشهرة نوتردام، أم أن مرسل العاجل لوكالات الأنباء العالمية لم يكن استقر على كنيسة محددة؟

بعد الخبر  تبين أن الشخص امرأة، وأضيف "ومقتل شخص آخر،  وإصابة آخرين". بعد ذلك اختفت "وإصابة آخرين"، ثم أبدلت بـ "مقتل ثلاثة أشخاص"، وأضيف "وأنه قطع رأسها".

وهنا يطرح سؤال نفسه (غير اختفاء الإصابات): هل القاتل لديه تلك السرعة التي يرتكب بها هذا العدد من الجرائم في وقت قياسي، أم أن الشرطة كانت في إجازة، خاصة أنه استخدم سكينا، ولم يفعل مثل برينتون تارانت، الذي استخدم رشاشا متطورا لقتل المسلمين في نيوزيلندا دون سبب سوى الحقد غير المبرر؟!

بعد ذلك تناقلت وكالات الأنباء "العالمية" تصريح رئيس بلدية نيس بالقبض على الإرهابي، ثم تغير إلى مقتل منفذ عملية الطعن أثناء إلقاء القبض عليه، فهل قُبِض عليه، أم قُتِل؟ وهل قُتِل لأنه قاوم قوات الأمن بالسكين، أم أرادوا التخلص من الخيط الذي يمكن أن يكشف شيئا ما؟!

وبعد انتشار الخبر على كل المواقع تبين أن اسمه "إبراهيم"، إبراهيم ابن من؟ من أين؟ لا ندري، وبررت هذا بأنه لا يحمل بطاقة ولا موبايل!

بعد انتهاء المشهد توالت تصريحات جان كاستكس رئيس وزراء فرنسا اليميني، ولديه منطقه فيها، ولكنها أشعلت النار أكثر، وزادها الرئيس الفرنسي،  وكأنهما كان ينتظران الحدث؛ ليتم في لحظة (لم تحدث عند وقوع الحادث) نشر قوات الأمن ورفع الاستعدادت للقصوى، وهنا تشتد الاشتباكات، ويخرج بعض مسلمي فرنسا، ويشتبكون بعنف مع الأمن، لتشتعل عاصمة النور والحريات.

باستعراض الأحداث تجد أنك أمام سيناريو لفيلم سينمائي، لكن لا يستحق جائزة أوسكار؛ لعدم حبكة الدراما بالشكل المناسب. وهذه العشوائية في الحبكة تجعلنا نسأل: هل حادث نيس صناعة فرنسية تم طبخها على استعجال، أم أنها حقا عملية إرهابية قام بها شاب أهوج تصرف بحمق؛ ليخلف بفعلته توجها له مبرره للهجوم على الإسلام، وتصديق مصطلح الإسلاموفوبيا، أم أنها كما تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي على تويتر شماعة لإخفاء انهيار الاقتصاد الفرنسي؟

لقد استغلت معظم الدول حادث نيس للتهجم على الإسلام البريء من تلك الجرائم، ولم يفرق معها بيانات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر، الذي أوضح روح وأخلاقيات الإسلام، وفضيلة مفتي الديار المصرية، ولا حتى مجلس مسلمي فرنسا، الذي أعلن إلغاء الاحتفال بالمولد النبوي، وللحق كانت روسيا أعقلهم جميعا بتصريحها المتزن بأن "القتل خطأ، لكن إهانة الأديان أيضا خطأ".

                                           
ads
ads
ads