في حواره لـ"الحياة اليوم".. أبو الحجاج العماري: دير المدينة الأثر الفرعوني الوحيد عن الشعب لا الحكام
فى لقاء شيق ومثير، مع الخبير السياحى أبو الحجاج العمارى ، ابن مدينة الأقصر، ومدير عام أحد الفنادق الكبرى بمرسى علم، سرد لنا العديد من أسرار أيقونات السياحة فى مدينة المائة باب. وتناول "دير المدينة" ذلك المعلم السياحي البالغ الأهمية، والذي لا يعرفه الكثيرون، ويتم تجاهله في أجندة السياحة، وإلى نص الحوار..
دير المدينة لا يعرفه البعض، نريد أن تسلط الضوء عليه.
فى مدينة الأقصر حيث التاريخ والآثار نسمع دائما عن وادى الملوك والملكات عن الكرنك والرامسيوم ومعبد حتشبسوت، ولكنك فى الغالب لا تسمع عن دير المدينة، بل إن اسمه ذاته غريب على الأذن كجزء من التاريخ الفرعونى، ولكن دعنى أؤكد لك أنه لولا دير المدينة، ما وجد الكرنك ولا وادى الملوك والملكات بأكمله.
وأين موقع دير المدينة بالضبط؟ ومن كان يسكنه؟
فى الجزء الجنوبى من «جبانة طيبة»، وعلى مقربة من مقابر وادى الملوك بالأقصر، استوطن بناة المقابر الملكية (الرسامون والنحاتون والعمال) قرية أطلقوا عليها اسم "ست ماعت"، أى "مكان الحق"، والمعروفة الآن باسم "دير المدينة"، ودونوا على شقفات من الفخار تفاصيل حياتهم اليومية، بداية من تنظيم العمل، ومروراً بالخلافات والمشكلات والجرائم، وصولاً إلى الطقوس الجنائزية فى المقابر، لتروى آثارهم تاريخاً مختلفاً للمصريين عن ذلك الذى خلفه ملوك الفراعنة فى مقابرهم.
متى تأسس دير المدينة؟
يعود تاريخ تأسيس دير المدينة إلى بداية الدولة الحديثة، 1070 إلى 1570 قبل الميلاد، أي حوالي ما يقرب من خمسمائة عام خلال عهد تحتمس الأول، عندما بدأ حفر المقابر الملكية، وتوسعت على مراحل، حتى هجرت فى نهاية الأسرة العشرين، فى عهد رمسيس الحادى عشر، وتحتوى على منازل العمال ومقابرهم.
هل يمكن أن تصف لنا دير المدينة؟
هو عبارة عن مجتمع متكامل من بيوت فرعونية ومقابر مزخرفة والعشرات من التفاصيل الصغيرة المذهلة، وستكتشف أنها مدينة قد بُنيت لتكون مقر إقامة متكامل للعمال.. فمن صنعوا روعة مدينة الأقصر والتى أطلق عليها لقب مدينة المائة باب كانوا يعيشون فى مدينة داخل مدينة تدعى "الدير".
وسبب تسمية المدينة بالدير؟
سبب تسمية دير المدينة هو ما حدث لمعبد الهة الفراعنة هاتور، والذي بنى فى عهد البطالمة، ولكن مع دخول المسيحية لمصر لم تكن الكنائس متوفرة فى هذا المكان البعيد، فاتخذه السكان كنيسة للعبادة وسُمِّىَ بالدير، ولذلك كانت المنطقة يشار لها بدير المدينة، وعند اكتشاف مقابر وبيوت العمال هناك سُمِّيَت المنطقة بأكملها باسم دير المدينة.
ما هي الرسالة التي تود توصيلها؟
هذا المكان الرائع لم يُلْقِ أحد عليه الضوء أو يدرجه فى البرامج السياحية، علما بأنه يعتبر المكان الوحيد فى مصر الذى يتحدث عن المصريين كشعب وليس كملوك ويثبت للعالم أن مصر الفرعونية كانت بها كوادر هم الذين شيدوا كل المعابد وحفروا كل المقابر بصورة أذهلت وما زالت تذهل العالم. وننتظر انفراجة في المستقبل القريب، على المستوى التسويقي، بما يتماشى مع معايير التسويق العالمية، وعراقة الأقصر التاريخية، وذلك بعد الخروج من النفق المظلم لفيروس كورونا، ومصر دائما سباقة بتاريخها وحضارتها.
