رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

بقلم الدكتورة هند عبداللاه.. الحاصلات الزراعية ومتبقيات المبيدات

الأحد 11/يوليه/2021 - 03:01 م
الحياة اليوم
د.هند عبداللاه- مدير المعمل المركزي لتحليل متبقيات
طباعة
يسهم القطاع الزراعى فى النمو الاقتصادى بطرق مختلفة مثل تداول مستلزمات العملية الزراعية والتى من أهمها المبيدات الزراعية ودورها المؤثر على جودة وإنتاجية وسلامة المنتج الزراعى.. فلابد أن نعمل جميعا على إزالة أي معوقات للحصول على محاصيل زراعية ذات محتوى منخفض من متبقيات المبيدات ومعده للستهلاك المحلى والتصدير بما يتوافق مع سلامة الغذاء ومتطلبات البلدان المستوردة حيث وصل معدل استخدام المبيدات فى مصر سنويا إلى عدد السكان 100جرام/ سنويا مع العلم أن المتوسط العالمى يصل إلى 385جرام/ سنويا للفرد أى أنه  يقل عن المستوى العالمى 5 مرات .. لذا تعد لجنة مبيدات الآفات الزراعية أحد أهم الجهات الحيوية في وزارة الزراعة في السيطرة على عمليات غش وتهريب المبيدات إلى داخل البلاد وضمان التداول الآمن للمبيدات، والحد من المبيدات المغشوشة والعمل على تقليل المبيدات الأكثر خطورة حيث انخفض حجم التجارة غير المشروعة من 19% الى 14% ..ودورها الهام فى عمليات رصد متبقيات المبيدات محليا بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية (المعامل المركزية) هذا الصرح الأكثر تميزا بعلمائه وباحثيه وامكانيته المعملية المتميزة والذى له دور تطبيقيا وفعالا من خلال معاهده ومعاملة المركزية. 
لوحظ مؤخرا توافق فى الآراء على أن استخدام مبيدات الآفات يحتاج إلى تخفيض تدريجي إلى مستوى مطلوب بشكل فعال لضمان إنتاج المحاصيل، وأن مخاطر استخدام مبيدات الآفات يجب أن يتم تقليلها قدر الإمكان، خاصة بعد أن اثبتت بعض الدراسات أن جزءًا من المبيدات الكيميائية مطبقة بشكل مفرط وغير اقتصادي أو غير ضروري في كل من البلدان الصناعية والنامية.. كما أدرك البعض أن هناك أضرار بيئية واضحة نتيجة الإفراط فى استخدام المبيدات وظهور مشاكل متبقيات المبيدات فى المحاصيل الزراعية يتسبب فى خسارتهم بشكل او بأخر، لذا سوف نتاول اليوم أهم النقاط التى من خلاها نستطيع تقليل متبقيات المبيدات فى المحاصيل الزراعية للحدود القصوى الدوليه MRLs المسموح بها لكل محصول حيث تعتبر MRLs هي المعيار والمؤشر عن مدى سلامة المحصول والتى تحدثنا عنها بالتفصيل فى مقالات سابقة. 
أولا: تحسين سلامة الأغذية من خلال إدخال المعايير العامة للممارسات الزراعية الجيدة (GAP)، تعتبر الممارسات الزراعية  ضرورية للحصول عاى محاصيل صحية ومنع تراكم الآفات والأمراض، وتتم من خلال تغذية نباتية مناسبة وإدارة خصوبة التربة؛ تناوب المحاصيل؛ إدارة الري المناسبة؛ التوقيت المناسب للبذر والحرث الضحل في الوقت المناسب يقلل من الأعشاب الضارة وفي الوقت نفسه يحسن إمدادات المغذيات للمحصول؛الزراعة الدقيقة مثل رش النقاط الساخنة وإزالة الأعشاب الضارة بالكاشفات الضوئية؛ الزراعة البينية (عندما يكون ذلك ممكناً) ومن جانب أخر لابد من اختيار المحاصيل المقاومة حيث تختلف المحاصيل وأصناف المحاصيل في قابليتها للآفات والأمراض وقدرتها على منافسة الأعشاب الضارة، ولذلك فإن زراعة المحاصيل المناسبة للظروف المحلية واختيار أصناف المحاصيل المناسبة أمر أساسي لنظام إدارة الآفات الوقائية. 
ثانيا: رفع الوعى بين المزارعين لتغيير ممارساتهم في إدارة الآفات وكيفية تطبيق المبيدات من خلال التدريب العملى والمتمثل فى الدورات المختلفة التى تقوم بها لجنة المبيدات مثل برنامج مطبقى المبيدات وغيرها من البرامج الارشادية فى كيفية تداول ورش المبيدات والذى أظهر أن المزارعين مهتمون بمعرفة مخاطر مبيدات الآفات وأن لديهم أيضًا مستوى معقول من المعرفة حول كيفية تقليل تعرضهم لمخاطر المبيدات، إن زيادة الوعي بخطر مبيدات الآفات، بما في ذلك مخاطر بقايا مبيدات الآفات على المستهلكين والبيئة، سيحسن فهم المزارعين لمعنى فترات ما قبل الحصاد PHI وهى الفترة الزمنية من أخر معاملة المحصول بالمبيد والحصاد معنى مبسط  متى يجمع المزراع المحصول بحيث يحتوى على متبقى من المبيد أقل من الحدود القصوى المسموح بها دوليا وهذه القيمة (PHI) هامة جدا لابد من الالتزام بها من قبل المزراعين لتقليل معوقات التصدير والحصول على منتج محلى امن.
ثالثا: استخدام المكافحة الحيوية والمبيدات الطبعية مع اتباع الإدارة المتكاملة للآفات (IPM) وهى نهج إيكولوجي لا يهدف إلى القضاء على الآفات - بل إلى إدارتها، وهو يقوم على فكرة أن خط الدفاع الأول والأكثر أساسية ضد الآفات والأمراض في الزراعة هو نظام بيئي زراعي صحي، يتم فيه حماية العمليات البيولوجية التي يقوم عليها الإنتاج وتشجيعها وتعزيزها.
رابعا: الزراعة العضوية وهي نظام إنتاج يحافظ على صحة التربة والنظم الإيكولوجية والناس، وتعتمد على العمليات البيئية والتنوع البيولوجي ودورات تتكيف مع الظروف المحلية، بدلاً من استخدام المدخلات ذات التأثيرات المعاكسة، تحظر المعايير العضوية بشكل صارم أي استخدام للمبيدات الكيميائية.
خامسا: الاستمرار فى وضع استراتيجيات من قبل  لجنة المبيدات لإدارة المبيدات الآفات حيث تعمل على اللجنة  بشكل مستمر على تقليل استخدام المبيدات وفقا للمتغيرات الدولية حيث كان عدد المبيدات المسجلة الجديدة 326 مبيد لعام 2017 بينما انخفض عدد المبيدات المسجلة الجديدة إلى 213 مبيد لعام 2019 اى بنسبة خفض 34.6%  بما يتوافق مع متطلبات السوق المحلى، السعى المستمر فى استخدام مبيدات الآفات الأقل خطورة حيث أن هناك أنظمة مختلفة لتصنيف المبيدات حسب سميتها للإنسان والبيئة، وبالتالي فإن التخلص التدريجي من استخدام مبيدات الآفات شديدة الخطورة واستبدالها بمبيدات أقل خطورة هو الطريقة الأكثروضوحًا للحد من الآثار الجانبية السلبية للمبيدات ومتبقياتها وهذا النهج هو المتبع من قبل اللجنة.
هناك العديد من الفرص والافكار والتقنيات التي يمكن أن تدعم إنتاج المحاصيل الزراعية واستهلاكها وتصديرها، والمساهمة في الأمن الغذائي من خلال التعاون مع مختلف الإدارات الحكومية المعنية من أجل سن السياسات المتعلقة بصناعة  سلامة الغذاء والتصدير الزراعى، ولاحظنا بدا العديد من هذه الافكار مثل مشروع الرصد القومى التى تقوم به وزارة الزراعة (متمثلة فى لجنة مبيدات الافات) والذى تقوم به المعامل المركزية المختصة بتقدير متبقيات المبيدات لرصد متبقيات المبيدات فى الخضر والفاكهة فى السوق المحلى، أيضا البرتوكول الموقع اخيرا  بين مركز البحوث الزراعية وهيئة سلامة الغذاء والكثير من البروتوكلات الأخرى الخاصة بمنظومة التداول الأمن للمبيدات والحصول على غذاء صحى، هذه المنظومة المتكاملة فى القطاع الزراعى هى أحد الأسباب الرئيسية فى زيادة حجم الصادرات الزراعية بداية من استنباط اصناف جديده مقاومة للافات، وضع آليات للمكافحة والمتابعه الدقيقة للمزراعين وارشادهم وتقديم كل المساعدات للحصول على منتج امن صحيا هذا ليس مسؤلية جهة ما دون الاخرى هى مسؤلية جميع القطاعات الزراعية كلا فيما يخصه لذا اتوجه للجميع بالشكر، وعلينا دائما جمع الجهود المختلفة، وتحديد الثغرات وسدها باستمرار، من أجل الوصول الى حلول سريعة على أوسع النطاق للحفاظ أولا على صحة المواطن المصرى ثانيا زيادة الصادرات المصرية من الحاصلات الزراعيه بما لها من مردود على الاقتصاد فى القطاع الزراعى.

                                           
ads
ads
ads