رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

فيديو| عم جمال سنان السكاكين.. رحالة على "الحجر الداير"

الثلاثاء 10/ديسمبر/2019 - 06:59 م
آية العمدة
طباعة

ما أن يطوف عم جمال سيد جاب الله، الذي تعدى سنه الـ50 عامًا، شوارع القاهرة والجيزة، وهو يصيح بصوته الذي غلب عليه الشقاء "أسن السكين والمقص"، حاملًا "آلة السن"، حتى يطل عليه من شرفات المنازل، من له حاجة يقضيها له من أدوات المطبخ الحادة.

وفور استجابة أحد المواطنين لصيحاته، يسارع عم جمال لينزل "عجلة السن" التي أثقلت كاهله، ليبدأ عمله في سن الآلة الحادة "سواء السكاكين أو الساطور".

تعمل آلة السن عن طريق إدارتها بقدمه لتبدأ في الدوران، حيث يضع "جاب الله" السكين المراد تسنينه على حجر السن، ليدخل الحجر صراعا مع السكين ينتج عنه شرر، ثم تعود السكين لحدتها مثلما تم شراؤها لأول مرة.

وتتكون آلة سن السكين التي يحملها عم جمال من  دولاب "عجل" وحجر دائري صغير للسن، إضافة إلى عجلة دائرية كبيرة، موصل بها بدال ليضع عليها قدمه، فتنتج حركة دائرية قوية.

"الحياة اليوم" التقت العم جمال، الذي بدا بوجه بشوش يغلب عليه الرضا، رغم قسوة المعيشة والمعاناة الحياتية، قائلا إنه يعيش في منطقة صفط اللبن، حيث بدأ عمله السكاكين منذ صغره.

يضيف: "اللي عرفني عليها كان واحد اسمه إبراهيم عبداللطيف كان يصنع هذه المعدات"، ما جعله يغير نشاطه من نسخ المفاتيح إلى سن السكاكين.

يرى عم جمال أن مهنة "سن السكاكين" لا يمكن الاستغناء عنها، مؤكدا أنها لن تموت، مستطردا أن هناك محال تجارية تعمل على سن السكاكين، كما أن السكاكين لا يمكن إلغائها سواء من المنازل أو المطاعم.

ويوضح أنه يسن السكاكين مقابل جنيه أو جنيهين، وهناك البعض من يعطيه أكثر من ذلك، مشيرًا إلى أن من يسن السكين عنده قد لا يأتي إليه مرة أخرى إلا بعد شهرين أو أكثر، لكن المطاعم يمكن أن تسن "آلاتها من السكاكين وغيرها" كل أسبوع.

واختتم عم جمال حديثه بالقول: "السكينة لو اتلغت من البيت يبقى خلاص كل حاجة ماتت وعمرها ما هتموت أبدًا، وأطلب من الله الستر والرضا".

وسنان السكاكين والآلات الحادة تعد مهنة قديمة جدًا بدأت في العصر الفرعوني، ثم ازدهرت في القرن التاسع عشر، وهي مهنة خطيرة، وكانت تتم في الماضي من خلال سن حواف السكاكين على قرص حجري، وكانت مهنة مهمة جدا يلجأ لها العسكريون والمحاربون في الحروب لسن حواف السيوف والخناجر.

من هنا تطورت هذه المهنة الخطرة، ومع مرور الزمن أصبحت مهنة "سنان السكاكين" معترف بها ومطلوبة في الشارع، سواء من يستخدمون السكاكين في المنازل أو حتى المطاعم والكافيتريات في الوقت الحالي.

                                           
ads
ads
ads