وزيرتا التخطيط والهجرة تعقدان اجتماعًا مع شباب المصريين الدارسين بالخارج للاستماع لأفكارهم ومقترحاتهم

وخلال اللقاء، استعرضت الدكتورة هالة السعيد دور ومهام وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والجهات التابعة لها، وأهم البرامج والمشروعات التنموية التى تقوم الوزارة بتنفيذها والمتمثلة فى رؤية مصر 2030، البرنامج الوطنى للإصلاح الهيكلى، المشروع القومى لتنمية الريف المصرى "حياة كريمة"، مشروع رواد 2030، التقرير الوطنى الطوعى، المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية، جائزة مصر للتميز الحكومى، مبادرة سفراء التنمية المستدامة، تقرير التنمية البشرية.

وسلطت السعيد الضوء على التجربة التنموية لمصر فى الأعوام الأخيرة، وركائز جهود الدولة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، مشيرة إلى المرحلة الأولى من البرنامج الوطنى للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى التى تم إطلاقها عام 2016 وأبرز إجراءاته والمتمثلة فى حزمة من الاصلاحات التشريعية والمؤسسية، ضبط السياسة المالية والنقدية، التوسع فى مشروعات البنية الأساسية، إلى جانب الشراكة مع القطاع الخاص وإنشاء صندوق مصر السيادى، والتوسع فى استثمارات التنمية البشرية، مؤكدة نجاح هذه المرحلة من البرنامج وهو ما نتج عنه تحسن ملحوظ فى ترتيب مصر فى المؤشرات الدولية فى عام 2019.

وأشارت السعيد إلى نجاح الدولة المصرية فى مواجهة جائحة كورونا حيث تم تخصيص (100) مليار جنيه (2%) من الناتج المحلى لتمويل خطة الاستجابة الشاملة؛ التى تُوازن بين صحة الأفراد واستمرار النشاط الاقتصادى، وقد تم التحرك على 3 محاور رئيسية هى: التخفيف من تداعيات الأزمة على المواطن من خلال دعم العمالة غير المنتظمة من خلال منح شهرية، زيادة الدعم المقدم لأصحاب المعاشات بنسبة 14%، زيادة حد الإعفاء الضريبى، تيسير التعاملات البنكية.

وأضافت أن المحور الثانى هو مساندة القطاعات المتضررة، من خلال خفض أسعار الفائدة، وتأجيل وإعادة جدولة المديونيات، وتأجيل مدفوعات الضرائب، بالإضافة إلى توفير حزم تمويلية للقطاعات المتضررة، والمحور الثالث إعادة ترتيب الأولويات فى الخطط التنموية حيث أصبحت القطاعات ذات الأولوية التنمية البشرية، زالتحول الرقمى، وتحقيق الأمن الغذائى والاكتفاء الذاتى، والاتجاه نحو الاقتصاد الأخضر.

وحول برنامج الإصلاحات الهيكلية، أوضحت السعيد أنه يمثل المرحلة الثانية من برنامج الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى، وقد تم إطلاقه فى 27 أبريل 2021، ويستهدف البرنامج بالأساس القطاع الحقيقى بإصلاحات هيكلية جذرية وهادفة تسهم فى تحويل مسار الاقتصاد المصرى إلى اقتصاد إنتاجى يتمتع بمزايا تنافسية، زيادة مرونة الاقتصاد المصرى، رفع قدرة الاقتصاد على امتصاص الصدمات الخارجية والداخلية، مما يدعم قدرة الاقتصاد على تحقيق النمو المتوازن والمستدام.

وأضافت السعيد أن المحور الأساسى للبرنامج يتمثل فى إعادة هيكلة الاقتصاد المصرى بالتركيز على قطاعات الاقتصاد الحقيقى: الزراعة، الصناعة، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ويدعمه خمس محاور فرعية هى تحسين بيئة الاعمال وتنمية دور القطاع الخاص، زيادة مرونة سوق العمل ورفع كفاءة التدريب المهنى، الاستثمار فى رأس المال البشرى، الشمول المالى وإتاحة التمويل، كفاءة المؤسسات العامة والحوكمة.

واختتمت السعيد كلمتها بالإشارة إلى تحديات سوق العمل العالمى والتوظيف موضحة أن الوظائف المطلوبة فى المستقبل هى الوظائف المرتبطة بالروبوتات وتشغيلها وصيانتها ومراقبتها وتوريدها، الوظائف المتعلقة بالبيانات الضخمة، الوظائف المتعلقة بأنظمة الذكاء الاصطناعى، الوظائف المتعلقة بالطباعة ثلاثية الأبعاد، الوظائف المتعلقة بالعملات الرقمية، وأن المهارات المطلوبة لهذه الوظائف تتمثل فى المهارات الرقمية والتقنيّة والمهارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعى، مهارات البحث والتطوير، مهارات المعرفة والإبداع والابتكار والتصميم، مهارات التفكير المنطقى، والتفكير النقدى، فضلا عن المهارات المرتبطة بتقنية المعلومات وبجمع المعلومات ومعالجتها.

من ناحيتها، أوضحت السفيرة نبيلة مكرم أن هذا اللقاء يأتى ضمن سلسلة لقاءات تجمع أبناءنا الدارسين بالخارج ومسؤولى الدولة لنقل الخبرات إلى أبنائنا بالخارج، مؤكدة أن هذا اللقاء للاستفادة من رحلة الدكتورة هالة السعيد، بداية من الاجتهاد فى دراستها ومرورًا بالتحاقها بهيئة التدريس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وانتهاء بما حققته من نجاحات خلال توليها حقيبة وزارة التخطيط، منذ ديسمبر 2019 وحتى الآن، واطلاع شباب التدريس على التطورات التى حدثت فى مصر خلال الأعوام الماضية واستراتيجية التنمية المستدامة 2030.

وتابعت وزيرة الهجرة أن مصر تمضى بخطى ثابتة رغم التحديات، وهو ما انعكس على الثقة الدولية فى الرؤية المصرية وجهود التنمية المختلفة، مشيرة إلى الجهود الحكومية فى استراتيجية بناءالإنسان وتوفير حياة كريمة لجميع المصريين، مشيرة إلى حرص القيادة السياسية على الاهتمام بالشباب وتوفير بدائل آمنة للهجرة، بالتدريب والتأهيل ضمن المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة"، بجانب تنفيذ زيارات إلى المشروعات القومية والمدن الجديدة ليشاهدوا بأنفسهم ما يحدث فى مصر من طفرة حضارية.

وأعلنت السفيرة نبيلة مكرم أنه سيتم تنظيم زيارة لشباب الدارسين من أعضاء مركز الحوار إلى المركز المصرى الألمانى للهجرة والتوظيف وإعادة الإدماج، بجانب التنسيق مع وزارة التخطيط لتضمين النشرة الشهرية -التى يصدرها المركز للطلاب الدارسين بالخارج- جزء اقتصادى متعلق بنجاحات الدولة المصرية والمؤشرات المختلفة، للرد على ما يثار من إشاعات وتعريفهم بمنجزات الدولة المصرية.

واختتمت الحلقة النقاشية بالرد على أسئلة الطلاب المصريين الدارسين بالخارج، حيث أكدوا أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لتحصيل العلوم والخبرات لنقلها إلى الوطن، وليساهموا فى النهضة التى تشهدها الدولة المصرية فى شتى المجالات، موجهين التحية إلى كل مؤسسات الدولة المصرية، والتعاون البناء لنهضة الوطن، كما ثمنوا التنسيق بين وزارات ومؤسسات الدولة لمنحهم الفرصة لتبادل الخبرات خلال التدريب بعدد من المؤسسات الحكومية، ومن بينها وزارة التخطيط.