هالة الكردي تكتب| في الجونة.. مين الصح؟

شاهد معظمنا تغطية مهرجان الجونة حتي الآن، بداية من ترتيباته والحريق الناشب أثناء التجهيزات والذي تم تناوله من باب (الشماتة) مع عدم مراعاة الأيدي العاملة القائمة علي مثل هذا الحدث كذلك متابعة مشاهير الفن علي كافة وسائل التواصل الاجتماعي بمشاهدة فيديوهات وصور تشويقية للجمهور (عشان يبقو علي تواصل معاهم)، وتضاربت آراء الناس بكافة أفكارهم ومعتقداتهم وأهدافهم وأسباب متابعتهم، فمنهم حريصي المتابعة لأحدث صيحات الموضة ومنهم اللي بيلفت نظره الألوان الصارخة والمبهجة والتصاميم الخلابة وأفكار مصممينه غير المعهودة من دور أزياء محلية أو عالمية ومنهم المتربص (اللي بيكون مستني علي غلطة) سواء يتم تصنيفها تحت بند العيب والمقبول والصح والغلط أو الحلال والحرام ومنهم الذي يسعي لتصفية حسابات مجهولة المصدر ولا أقصد هنا حسابات شخصية ولكن بدافع حب فنان ما علي حساب آخر.

وبالنظر لكل تلك الآراء وبغض النظر عن أهداف المهرجان الرئيسية والأفلام التي يتم عرضها كان القاسم المشترك بين آراء جميع الفئات هو ملابس بعض الفنانات، وانقسمت فيها الآراء كما شاهدنا وتابعنا جميعا ما بين كونها محتشمة أو عارية! وأصبح مهرجان الجونة تربة خصبة ومجال تقييم أشبه بالتقييم الأخلاقي البحت في مجتمع تعددت فيه آراءه واتجاهاته واختلفت فيه عاداته وتقاليده بحكم اختلاط الثقافات العربية بالخارج بشكل أكبر وملحوظ علي مدار السنين نظرا للانفتاح والطفرة التي شهدتها مجتمعاتنا كافة.

وبالطبع أغلبنا اصطدم بمصطلح (عري) خلال يومين بشكل ملحوظ في كافة الوسائل الإعلامية وتحديدا بعد المداخلة الشهيرة لإحدي الفنانات مع أحد الإعلاميين، ونتيجة لملابس بعض الفنانات ومقارنتهم بشبيهاتهم من أجيال سابقة بالرغم من أن لكل وقت أذان، ولكن دعونا نسأل ما هو مقياس العري؟ وما المقصود به؟ وهل المقصود به هو كشف بعض أجزاء من الجسد إذا تم كشفها أصبح هذا هو المعني الدقيق الشامل له؟ أم مجرد كلمة يطلقها البعض فقط للازدراء والتنمر!.. كذلك بالنظر لظهور بعض الفنانين الأجانب في المهرجان أيضا وبالنظر إلي أزياءهم هنا فقط يظهر مصطلح الأناقة علي الرغم من أن التصميمات بها (عري) أيضا! فما الحكمة من التفرقة والانحياز لفصيل دون الآخر؟

من المتحكم بوضع مقاييس العري! 

فإذا كانت المزايدة من باب ( العيب ) 

بالنظر لأننا مجتمعات شرقية إذا لماذا يسمح بإقامة تلك المهرجانات وتنظيمها من البداية؟ وإذا كانت المزايدة من باب ( الحرام ) أوليس الحلال بين والحرام بين! وأن كل إنسان الزمناه طائره أي أنه ملزم ومسؤول عن أفعاله؟

وإذا كان الهدف الرئيسي من إقامة مهرجان الجونة هو تبادل الثقافات الفنية بين مختلف دول العالم فهنا فقط يساورني تساؤل لماذا لا نشهد مثل تلك الانتقادات ( الفساتينية ) في أية مهرجانات أخري سوي مهرجان الجونة سنويا!

إذا لعل سبب الخلاف والضجة هي الجونة بحد ذاتها.