رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد همودى
ads

الإمام الأكبر: الحلول المقدمة من الغرب لمشكلاتنا تشوه ثقافتنا وتخلق صراعا جديدا

الثلاثاء 07/ديسمبر/2021 - 11:26 م
الحياة اليوم
فاروق أحمد
طباعة
استقبل فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اليوم الثلاثاء بمقر مشيخة الأزهر، السيدة إلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة فى مصر، لبحث أوجه التعاون بين الأزهر الشريف والأمم المتحدة فى مجالات نشر السلام والتعايش ومواجهة العنف والتطرف، والتصدى للكراهية والإسلاموفوبيا.

قال فضيلة الإمام الأكبر، إن الأزهر يقوم بدور كبير على الساحتين المحلية والدولية لإرساء أسس التسامح والإخاء والسلام العالمى، وقد بادر الأزهر بمد جسور الحوار والتعاون مع العديد من المؤسسات الدينية  فى الشرق والغرب لتلك الغاية، وعلى رأسها الفاتيكان وكنيسة كانتربرى، كما بادرنا على المستوى الداخلى بالتعاون مع الكنيسة القبطية المصرية فى إنشاء "بيت العائلة المصرية" الذى يعد نموذجا فريدا فى تحقيق التعايش والسلام بين أبناء الوطن الواحد عبر أنشطة مشتركة؛ تسهم فى حل المشكلات قبل وقوعها، مشددا على أن الأزهر قد بادر منذ وقت طويل برفض مصطلح "الأقليات" واستبدله بمصطلح "المواطنة" التى تعنى المساواة فى الحقوق والواجبات بين جميع أبناء الوطن دون أى تفرقة أو تمييز.

وأوضح فضيلته، أن الأزهر يقدر كثيرا جهود الأمم المتحدة فى تحقيق السلام العالمى، وترسيخ مبادئ إنسانية كالمساواة واحترام الطفل وغيرها من المبادئ التى نادى بها الإسلام قبل أكثر من ألف عام، لافتا إلى أن الحلول الجاهزة القادمة من الهيئات والمنظمات الغربية لمشكلاتنا - على غرار الشذوذ والإجهاض وغيرهما- لا تقدم أى حلول فعلية لما نعانيه من مشكلات، بل تتعارض مع ثقافتنا وتسعى لفرض الكثير من السلوكيات المرفوضة فى مجتمعاتنا وترسخ لصراع جديد.

وشدد فضيلة الإمام الأكبر على تمسك الأزهر بمواصلة جهوده لتعزيز الحوار بين الأديان، تلك الجهود التى جاءت أعظم ثمارها متمثلة فى "وثيقة الأخوة الإنسانية" التى وقعها فضيلته مع البابا فرانسيس فى الـ 4 من فبراير عام 2019، وهو التاريخ الذى أعلنته الأمم المتحدة كيوم عالمى للأخوة الإنسانية، ولتكون دليلا لإرساء السلام العالمى والعيش المشترك، مضيفا أن للأزهر الشريف أيضا دور اجتماعى كبير فى مواجهة العديد من القضايا والتحديات الاجتماعية، حيث أنشأنا "وحدة لم الشمل" بهدف وضع الحلول الواقعية لما تعانيه الأسرة المصرية من مشكلات قد تؤدى فى النهاية إلى انهيار الأسرة وتفككها.

من جانبها، أعربت السيدة إلينا بانوفا، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة فى مصر، عن تقديرها الكبير لما يقوم به الأزهر والإمام الأكبر من جهود محلية ودولية لتحقيق السلام والتعايش ونبذ العنف، مؤكدة أن ميثاق الأمم المتحدة ينادى بالكثير من المبادئ كالسلام والتسامح والعيش المشترك وهى المبادئ نفسها التى ينادى بها الدين الإسلامى وجميع الأديان، معتبرة أن هناك الكثير من المشتركات بين الدين الإسلامى وميثاق الأمم المتحدة.

وشددت بانوفا على أن الأمم المتحدة بكل هيئاتها تسعى دائما للتعاون مع القادة الدينيين والمؤسسات الدينية حول العالم، وعلى رأسها الأزهر الشريف، للتعريف بحقوق الفئات المهمشة واللاجئين وغيرهم من الفئات الأكثر ضعفا لبناء قدراتهم وتمكينهم من التغلب على ما يواجهونه من تحديات وصعوبات ازدادت حدتها بعد تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد، معربة عن تقديرها لجهود الإمام الأكبر فى نشر قيم الحوار والأخوة الإنسانية.
                                           
ads
ads
ads