مستخدمو «تويتر» قلقون من إمكان استحواذ إيلون ماسك على الشبكة

أثار العرض المفاجئ لرئيس "تيسلا" إيلون ماسك الاستحواذ على كامل أسهم تويتر موجة من القلق على الشبكة، إذ أعرب عدد كبير من المستخدمين والمراقبين عن قلقهم من فكرة تحكم رجل الأعمال المشاكس بالمنصة.

 

وتقول كارول روث، وهى رائدة أعمال ومعدة بحث عن الشركات الصغيرة والمتوسطة "+إذا استحوذ إيلون ماسك على تويتر سأغادر الشبكة+ شعار جديد حل محل +إذا فاز ترامب بالرئاسة سأرحل إلى كندا+".

ويرغب الرجل الأغنى فى العالم بالاستحواذ على تويتر لجعل المنصة حصنا لحرية التعبير، بحسب قوله.

ويعتبر أن الإشراف على المحتوى مبالغ فيه، وينبغى من منطلق الديمقراطية فرض قيود أقل على المستخدمين.

وقال ماسك فى اجتماع عقد الخميس "إن تويتر أصبح فى الواقع بمثابة المكان العام. لذلك من المهم جدا أن يشعر الناس بأنهم يستطيعون التحدث بحرية عبره ضمن حدود القانون وأن تكون لهم القدرة على ذلك".

وتابع رجل الأعمال "أعتقد أن علينا أن نكون شديدى الحذر قبل حذف التغريدات وفرض محظورات دائمة، ويستحسن أن تكون هذه المحظورات موقتة".

أهواء أصحاب المليارات

تقول المسؤولة فى منظمة "فرى برس" غير الحكومية جيسيكا غونزاليز، فى بيان إن "إيلون ماسك نفسه استخدم تويتر ومنصات أخرى لمهاجمة آخرين وإسكاتهم. ونشر معلومات مضللة عن جائحة كوفيد-19 واللقاحات المرتبطة بها. استخدم المنصة للتلاعب بالأسواق وزيادة ثروته الكبيرة أصلا".

وأضافت "ينبغى ألا يكون مستخدمو مواقع التواصل تحت رحمة أهواء أصحاب المليارات المغرورين والمنفصلين عن الواقع".

وتشير مقالات صحافية عدة إلى أن هذه الرغبة فى تقليص الإشراف على المحادثات، تقلق كذلك موظفى تويتر.

فشركة "تيسلا" ليست معروفة فقط بنجاحها وأرباحها، بل أن مصنعها الواقع فى مدينة فريمونت وتحديدا فى سيليكون فالى يواجه دعاوى قضائية فى شأن مضايقات وتمييز عنصرى ممنهج.

خصخصة المكان العام

وتقول إيفان غرير، وهى مديرة منظمة "فايت فور ذى فيوتشر" غير الحكومية والتى تدافع عن الحقوق الرقمية من ضمنها حرية التعبير، إن "ملايين الأشخاص ومن أبرزهم الصحافيون والفنانون والناشطون يعتمدون على هذه المنصة لإنجاز عملهم".

ومنذ سنوات، يدعو عدد كبير من النواب الأميركيين المنتخبين من كلا الجانبين إلى تنظيم المنصات بشكل أفضل خصوصا لتحقيق مزيد من المنافسة، من دون الاتفاق على حلول.

ويرغب إيلون ماسك فى جعل المنصة شركة خاصة غير مدرجة فى البورصة، مما يجنبها تاليا أكثر فأكثر أى سيطرة خارجية.

ولم ينج التناقض بين نياته المعلنة وأسلوبه من انتقادات بعض الخبراء.

وتقول الباحثة فى مرصد ستانفورد للإنترنت رينيه ديريستا "سأشترى المكان العام وأخصخصه من أجل إنقاذه! حاولوا أن تقولوا هذه الجملة بصوت مرتفع وستلاحظون أنها غير منطقية".