رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

بعد 40 عامًا من المنافسة.. إيرباص على بُعد خطوات من تحطيم رقم بوينج التاريخي

الإثنين 25/أغسطس/2025 - 11:38 ص
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة


تقترب شركة إيرباص الأوروبية من تسجيل إنجاز غير مسبوق في تاريخ صناعة الطيران التجاري، حيث لم يعد يفصلها سوى 20 طائرة فقط عن تحطيم الرقم القياسي العالمي لأكثر الطائرات تسليمًا على الإطلاق، والمسجل باسم منافستها الأميركية بوينج وطائرتها الأشهر 737، بحسب بيانات تحليلية حديثة صادرة عن شركة Cirium العالمية.

ومع هذا التطور، تدخل صناعة الطيران مرحلة تحول جوهري، إذ قد تنهي شركة إيرباص قريبًا عقودًا من هيمنة بوينج الأمريكية، لتصبح طائرتها A320 هي الأكثر استخدامًا وانتشارًا في تاريخ الطيران المدني.

 A320 تلاحق الرقم القياسي العالمي في التسليمات

حتى بداية أغسطس 2025، سجلت إيرباص عددًا إجماليًا بلغ 12,155 طائرة A320 تم تسليمها إلى شركات الطيران حول العالم، مقابل 12,175 طائرة بوينج 737، ما يعني أن الفارق بين الطرازين لا يتجاوز 20 طائرة فقط.

ومع وتيرة الإنتاج الحالية لشركة إيرباص، يُتوقّع أن تتمكن من تجاوز بوينج خلال أسابيع قليلة، لتدخل بذلك تاريخ الطيران التجاري من أوسع أبوابه.

 أربعون عامًا من المنافسة: A320 في مواجهة 737

بدأت هذه المعركة التنافسية بين عملاقي صناعة الطيران في عام 1981، عندما أعلنت إيرباص دخولها رسميًا سوق الطائرات ذات الممر الواحد، والتي كانت حينها تهيمن عليها طائرة بوينج 737.

لكن إيرباص راهنت على التصميم الأوروبي الحديث والتكنولوجيا المتقدمة، وبدأت تطوير طرازها A320، الذي تم إطلاقه في السوق في عام 1988، وتميّز منذ البداية بعدد من الابتكارات مثل أنظمة التحكم الطيراني Fly-By-Wire، مما منحه أفضلية واضحة في الكفاءة والسلامة.

ورغم انطلاقة بوينج الأقوى، فإن الأداء المتصاعد لطراز A320 خاصة بعد إدخال النسخ المطورة مثل A320neo، سمح لإيرباص بتضييق الفجوة تدريجيًا حتى كادت تتفوق نهائيًا في 2025.

 الضربات المتلاحقة التي أضعفت بوينج

لم يكن تراجع بوينج وليد المنافسة الطبيعية فحسب، بل ساهمت سلسلة من الأزمات والفضائح الفنية في تآكل ثقة السوق بطائراتها، خاصة طراز 737 ماكس، الذي تعرّض لكارثتين جويتين مدمرتين في عامي 2018 و2019، أسفرتا عن مئات الضحايا، وأدت إلى وقف تشغيل الطائرة عالميًا لمدة 20 شهرًا.

هذا التوقف التاريخي في عمليات التسليم والتشغيل أحدث صدمة قوية في سوق الطيران، وأثر على علاقات بوينج مع شركات الطيران والهيئات التنظيمية حول العالم. 

وقد انعكس ذلك مباشرة على مبيعاتها الجديدة، خاصة في الأسواق الآسيوية والأوروبية، حيث لجأت العديد من الشركات إلى التحول نحو إيرباص بحثًا عن الثقة والاستقرار.

 أسباب تفوق A320 على بوينج 737

إليك بعض الأسباب التي ساهمت في اقتراب A320 من كسر رقم بوينج القياسي:

  1. كفاءة الوقود: خاصة في الطرازات الأحدث مثل A320neo، التي تقدم استهلاك وقود أقل بنسبة 15–20% مقارنة بالطرازات السابقة.

  2. سهولة التشغيل: التصميم الموحد لعائلة A320 يسهل تدريب الطيارين والمهندسين، مما يقلل من التكاليف التشغيلية.

  3. الطلب العالمي: خاصة من شركات الطيران منخفضة التكلفة في آسيا والشرق الأوسط، التي أصبحت تعتمد بشكل كبير على A320 في شبكاتها.

  4. الاستقرار المؤسسي: مقارنة ببوينج، حافظت إيرباص على صورة أكثر استقرارًا خلال العقد الماضي، ما عزز ثقة المستثمرين والعملاء بها.

  5. التنوع في الطرازات: مثل A319 وA321، التي تندرج ضمن عائلة A320 وتوفر مرونة أكثر في السعة والمدى.

 تأثير هذا الإنجاز على سوق الطيران العالمي

إذا أكملت إيرباص هذه القفزة وتجاوزت بوينج في عدد تسليمات A320، فإن ذلك لن يكون مجرد رقم قياسي، بل سيمثل تحولًا حقيقيًا في قوة التأثير السوقي لصناعة الطيران. حيث:

  • قد تعيد شركات الطيران تقييم استراتيجيات شراء الطائرات المستقبلية.

  • من المتوقع أن تعزز إيرباص حصتها السوقية عالميًا، خاصة في الدول النامية.

  • ستواجه بوينج ضغوطًا متزايدة للإسراع في تطوير نسخة محسنة من 737 أو إطلاق طراز جديد بالكامل.

  • سيتأثر الاستثمار في قطاع الطيران التجاري بناءً على أداء هاتين الشركتين العملاقتين.

 مستقبل المنافسة: هل تتغير قواعد اللعبة؟

رغم هذا التقدم الواضح لإيرباص، فإن المنافسة بين A320 و737 لم تنتهِ بعد. إذ تجهز بوينج حاليًا لإطلاق طرازات جديدة وتطويرات تقنية لمحاولة استعادة الصدارة، كما تراهن على أسواق أمريكا اللاتينية وأفريقيا لتحقيق مبيعات جديدة.

في المقابل، تخطط إيرباص لتوسيع خطوط الإنتاج في الصين والهند، لتقليل أوقات التسليم والاستفادة من الطلب المتزايد في تلك الأسواق.

هذا ولقد اقتربت شركة إيرباص الأوروبية من تحقيق إنجاز تاريخي بتحطيم الرقم القياسي العالمي في عدد تسليمات الطائرات المدنية، الذي ظل لسنوات حكراً على بوينج الأمريكية.

 ومع تبقّي 20 طائرة فقط، من المتوقع أن تحسم A320 هذا السباق قريبًا، لتصبح الطائرة الأكثر تسليمًا في تاريخ الطيران التجاري، في تحول دراماتيكي يعكس تغير موازين القوة في قطاع الطيران العالمي.


                                           
ads
ads
ads