رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

أخطاء الوالدين التي تعيق تطور اللاعب الصغير: 7 أسباب تؤثر سلبًا على مستقبل نجم الغد

الجمعة 12/سبتمبر/2025 - 07:07 م
الحياة اليوم
طباعة


في عالم كرة القدم وخاصة في المراحل السنية المبكرة، تلعب الأسرة دورًا محوريًا في تشكيل شخصية اللاعب الصغير، وصقل موهبته، ودعمه خلال مشواره الطويل نحو الاحتراف، ولكن في بعض الحالات، يتحول هذا الدور من دعم إيجابي إلى عائق مباشر أمام التطور الرياضي والنفسي للاعب.

في هذا التقرير، نستعرض أبرز الأخطاء التي يقع فيها الكثير من الآباء والأمهات دون وعي، وتأثيرها العميق على مسيرة اللاعب الناشئ، سواء في الجوانب الفنية أو النفسية أو السلوكية.

1️⃣ الضغط المفرط على النتائج... يقتل الإبداع قبل أن ينمو

من الأخطاء الشائعة أن يُقيّم بعض الآباء أداء أبنائهم فقط بناءً على النتائج والأهداف والانتصارات، حيث يُعتبر هذا الضغط النفسي أحد أخطر الممارسات، لأنه ينقل تركيز الطفل من الاستمتاع والتعلّم إلى الخوف من الخطأ، والخوف من فقدان رضا الأهل.

النتيجة المحتملة:

  • ضعف روح المبادرة

  • تراجع الرغبة في المخاطرة والتجريب

  • بطء في النمو الذهني الكروي

  • انخفاض مستوى الثقة بالنفس مع التقدم في العمر (خاصة في سن 14–15)

2️⃣ التدريب بـ«التحكم عن بعد»... حين يتحول الأب إلى مدرب على الهامش

عبارات مثل: "سدد!"، "مرر!"، "ارجع!" تبدو شائعة في ملاعب الأطفال، لكنها في الحقيقة تؤدي إلى نتائج سلبية خطيرة. حين يتلقى الطفل توجيهات مستمرة من المدرجات، يتشتت ذهنيًا، ويبدأ بفقدان الاستقلالية في اتخاذ القرار داخل الملعب.

النتيجة المحتملة:

  • تقويض الثقة بالمدرب

  • إضعاف حس القيادة

  • الاعتماد الدائم على التعليمات الخارجية

  • ضعف التطور التكتيكي والتحليل الذاتي للمواقف

3️⃣ المقارنة بالآخرين... سمّ نفسي يفسد شخصية اللاعب

"شوف زميلك أسرع منك"، "الولد ده بيشوط أحسن منك"... هذه العبارات قد تبدو بريئة لكنها في الحقيقة تقتل الثقة بالنفس وتزرع الغيرة السلبية. لا أحد يتطور تحت ضغط المقارنات المستمرة.

النتيجة المحتملة:

  • شعور بالنقص

  • اضطراب نفسي ينعكس على الأداء

  • تقييم سلبي في تقارير الأكاديميات مثل: "ضعيف ذهنيًا" أو "غير مستقر نفسيًا"

4️⃣ التركيز على النجومية المبكرة... طريق مختصر نحو الفشل

أحد الأخطاء الكبرى هو الحديث مع الأطفال بعمر 12–13 سنة عن العقود، الملايين، الاحتراف، والصور على مواقع التواصل. في هذا السن، الطفل بحاجة إلى تركيز على التدريب والتطوير، لا على الأضواء.

النتيجة المحتملة:

  • حماس زائف غير مبني على عمل

  • تراجع الحافز عند أول إخفاق

  • ضعف في بناء الشخصية القادرة على التعامل مع الضغوط الحقيقية في المستقبل

5️⃣ غياب الدعم خارج الملعب... الإهمال الخفي

النجاح في كرة القدم لا يعتمد فقط على ما يحدث في التدريبات والمباريات. النوم الكافي، التغذية السليمة، والراحة النفسية عناصر أساسية. لكن بعض الأسر تهمل هذه الجوانب، مما يؤثر مباشرة على قدرة الطفل على التحمل والتطور.

النتيجة المحتملة:

  • ضعف في الأداء البدني

  • عدم القدرة على التعافي من المجهود

  • الإصابة المتكررة

  • الشعور بالإرهاق المزمن في سن مبكرة

6️⃣ النقد السلبي دون توجيه بنّاء... ضربة للثقة

"لعبت وحش النهارده"… جملة كفيلة بتحطيم طفل، خاصة إن لم تُتبع بشرح أو نصيحة. الطفل في سن 10–17 يكون في مرحلة تكوين نفسي هش، ويحتاج إلى ملاحظات توجيهية لا إحباطية.

النتيجة المحتملة:

  • إغلاق نفسي أمام الملاحظات

  • ضعف في التواصل مع الكبار

  • تأخر واضح في التطور العاطفي والذهني

  • زيادة في القلق والتوتر

7️⃣ غياب الثقة في الأكاديمية والمدربين... خلق بيئة صراع داخلي

حين يشكك الأهل دومًا في قرارات المدرب، أو ينتقدون النادي أمام الطفل، فإنهم بشكل غير مباشر يخلقون صراعًا داخليًا في ذهنه. لا يعرف بمن يثق، ولا بأي تعليمات يلتزم.

النتيجة المحتملة:

  • فقدان التركيز

  • انقسام فكري بين البيت والنادي

  • تراجع الأداء نتيجة عدم الاستقرار الذهني

 الحل: كيف يكون الأهل شركاء نجاح لا مصدر ضغط؟

الأسرة هي الأساس في رحلة اللاعب الصغير. ولكي تؤدي دورًا إيجابيًا، على الأهل أن:

🔹 يشجعوا الطفل على الاستمتاع باللعب لا فقط على الفوز
🔹 يثقوا في المدربين ويبتعدوا عن التشويش أثناء المباريات
🔹 يوفروا بيئة صحية للنوم والتغذية والدراسة
🔹 يمنحوا الطفل الثقة لاتخاذ قراراته بنفسه داخل الملعب
🔹 يمدحوا المجهود لا النتيجة فقط
🔹 يكونوا قدوة في السلوك الرياضي المتزن

ففي كرة القدم الحديثة، تطور اللاعب الصغير لا يعتمد فقط على التدريب داخل الملعب، بل على المنظومة الكاملة المحيطة به، وعلى رأسها الأسرة.، كما أن الأخطاء التي يرتكبها الوالدان بحسن نية قد تكون السبب في كبح إمكانات نجم كان بإمكانه الوصول لأعلى المستويات.

فإذا أراد الأهل أن يروا أبناءهم يومًا ما محترفين في أوروبا، أو نجوماً في الدوري المحلي، فإن أول خطوة عليهم اتخاذها هي: أن يتعلموا كيف يكونون داعمين حقيقيين، لا مصدرًا لضغط مستمر.


                                           
ads
ads
ads