سامح الحفني يبحث مع مفوضية الطيران المدني لأمريكا اللاتينية توحيد المواقف داخل الإيكاو

في إطار نشاطه المكثف خلال مشاركته في أعمال الدورة الثانية والأربعين للجمعية العمومية للمنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو ICAO) المنعقدة بمدينة مونتريال الكندية، عقد الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني المصري اجتماعاً رفيع المستوى مع السيدة أزوسينا زيلايا رئيس مفوضية الطيران المدني لدول أمريكا اللاتينية (LACAC)، والسيد جايمي بيندر السكرتير العام للمفوضية، وذلك بحضور الطيار عمرو الشرقاوي رئيس سلطة الطيران المدني المصري، والسيدة ريم عرابي الممثل المناوب لمصر لدى منظمة الإيكاو.

ناقش اللقاء عدداً من الملفات الاستراتيجية المتعلقة بمستقبل النقل الجوي الدولي، حيث ركز الجانبان على أهمية توحيد المواقف داخل منظمة الإيكاو بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة مع تزايد التحديات التي تواجه صناعة الطيران المدني عالمياً.
وتناول الاجتماع كذلك أولويات المرحلة المقبلة، وعلى رأسها رفع معايير السلامة الجوية والأمن الجوي، إلى جانب دفع برامج التحول الرقمي التي أصبحت ضرورة أساسية في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة وتأثيرها المباشر على صناعة النقل الجوي وإدارة المطارات.

وخلال المحادثات، استعرض المجتمعون الاستعدادات الجارية لتولي إحدى الدول الأعضاء رئاسة مفوضية الطيران المدني لدول أمريكا اللاتينية خلال الفترة المقبلة، حيث أكد الجانبان أهمية استمرار التنسيق بين مصر والمفوضية في هذه المرحلة لتعزيز التعاون الثنائي وتبادل الخبرات بما يخدم مصالح قطاع الطيران الدولي.

من جانبه، أعرب الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني عن تقديره العميق لموقف دول أمريكا اللاتينية ومساندتها لترشح مصر لعضوية مجلس الإيكاو، مشيراً إلى أن هذا الدعم يعكس عمق العلاقات التاريخية والمتميزة بين الجانبين.
وأكد الوزير أن الدولة المصرية تسعى دائماً إلى توسيع مجالات التعاون وتبادل الخبرات الفنية والمؤسسية مع شركائها الإقليميين والدوليين، موضحاً أن الشراكة مع مفوضية «LACAC» تمثل ركيزة أساسية للدور المحوري الذي تضطلع به مصر في المنظومة العالمية للطيران المدني.

وأوضح الحفني أن مصر تعمل على دعم استدامة قطاع النقل الجوي وتعزيز موقعها كطرف رئيسي في صناعة الطيران الدولي، وذلك عبر مبادرات متعددة تشمل تطوير البنية التحتية للمطارات المصرية، وتحديث أساطيل الطائرات، وتطبيق أحدث معايير السلامة والأمن.
وأضاف أن وزارة الطيران المدني تحرص على مواصلة التشاور والتنسيق مع مفوضية LACAC لتوحيد المواقف داخل الإيكاو، بما يسهم في دعم مصالح الدول الأعضاء وتعزيز المكانة الدولية للدولة المصرية في هذا القطاع الحيوي.

وفي المقابل، أكدت السيدة أزوسينا زيلايا، رئيس مفوضية الطيران المدني لدول أمريكا اللاتينية، اعتزاز المفوضية بعلاقاتها الوطيدة مع الدولة المصرية، مشيرة إلى أن مصر تعد شريكاً أساسياً في الجهود الرامية إلى توحيد المواقف داخل منظمة الإيكاو وتعزيز صناعة الطيران على المستويين الإقليمي والدولي.
وشددت زيلايا على حرص المفوضية على تطوير مجالات التعاون مع مصر في قضايا جوهرية مثل تعزيز السلامة الجوية، رفع كفاءة نظم الأمن الجوي، دعم مشروعات التحول الرقمي في النقل الجوي، فضلاً عن بناء القدرات البشرية وتبادل الخبرات الفنية.

وأشارت زيلايا إلى أن التعاون مع مصر يمثل إضافة كبيرة لعمل مفوضية LACAC، مؤكدة أن هناك توافقاً واسعاً حول ضرورة مواجهة التحديات المشتركة في قطاع النقل الجوي من خلال توسيع الشراكات وتبادل الخبرات.

 كما لفتت إلى أن التجربة المصرية في تطوير قطاع الطيران خلال السنوات الأخيرة تعد نموذجاً يحتذى به يمكن أن تستفيد منه دول أمريكا اللاتينية.

ويأتي هذا اللقاء ليعكس نجاح التحركات المصرية في تعزيز علاقاتها الدولية داخل أروقة منظمة الإيكاو، حيث يمثل التعاون مع مفوضية LACAC خطوة مهمة نحو توحيد الرؤى والمواقف الدولية بما يخدم صناعة النقل الجوي العالمي.
كما يبرز اللقاء الدور الفعال الذي تقوم به مصر بقيادة وزارة الطيران المدني في دعم سياسات السلامة والأمن، وتبني برامج الاستدامة البيئية، فضلاً عن المساهمة في صياغة مستقبل صناعة النقل الجوي على المستويين الإقليمي والعالمي.

الجدير بالذكر أن مصر، باعتبارها مركزاً إقليمياً للطيران في الشرق الأوسط وأفريقيا، تواصل تعزيز شراكاتها الدولية بما يعكس مكانتها الرائدة في هذا القطاع، حيث تسعى باستمرار إلى تحقيق التكامل مع مختلف المنظمات الإقليمية والدولية وفي مقدمتها منظمة الإيكاو ومفوضية LACAC.

وبهذا اللقاء المثمر، يتجدد التأكيد على أن التعاون المصري – اللاتيني في مجال الطيران المدني يشكل إضافة نوعية لمسيرة تطوير النقل الجوي الدولي، ويعزز من مكانة مصر كدولة رائدة وفاعلة في صياغة سياسات الطيران العالمية خلال العقود المقبلة.