رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

بوينج تستعد لرفع وتيرة إنتاج طائراتها 737 ماكس إلى 42 طائرة شهريًا

الثلاثاء 07/أكتوبر/2025 - 03:07 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

في خطوة جديدة نحو تعزيز قدراتها الإنتاجية وتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطائرات التجارية، كشفت وكالة بلومبرغ (Bloomberg) أن شركة بوينغ الأمريكية (Boeing) تخطط لزيادة وتيرة إنتاج طائراتها من طراز 737 ماكس (737 MAX) من 38 طائرة إلى 42 طائرة شهريًا، وذلك عقب الحصول على موافقة إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA)، الجهة المسؤولة عن تنظيم سلامة الطيران في الولايات المتحدة.

وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية بوينغ لتسريع وتيرة التعافي بعد التحديات التي واجهتها خلال الأعوام الماضية، سواء بسبب تداعيات جائحة كورونا أو القيود التنظيمية التي تبعت حوادث الطراز الشهير 737 ماكس في عامي 2018 و2019.

بحسب مصادر بلومبرغ، تسعى بوينغ إلى استعادة مستويات الإنتاج التي كانت تحققها قبل الأزمة، حيث كان إنتاج طراز 737 ماكس يتجاوز 50 طائرة شهريًا في ذروة نشاطها عام 2018، لكن بعد إيقاف تشغيل الطائرات مؤقتًا على مستوى العالم عقب حادثي "لايون إير" في إندونيسيا و"الخطوط الإثيوبية"، تراجعت معدلات الإنتاج بشكل كبير قبل أن تبدأ الشركة تدريجيًا في استعادة نشاطها عقب استئناف الطيران الآمن للطراز في 2021.

وأوضح التقرير أن رفع الإنتاج إلى 42 طائرة شهريًا يُعد مؤشراً إيجابياً على تحسن العمليات التصنيعية وسلاسل التوريد، خاصة في ظل الطلب القوي من شركات الطيران العالمية التي تسعى لتحديث أساطيلها وتوسيع وجهاتها.

ورغم طموح الشركة في رفع معدلات الإنتاج، أكدت بوينغ أن أولويتها القصوى تظل ضمان أعلى معايير السلامة والجودة في عمليات التصنيع.
وقال متحدث باسم الشركة في تصريحات نُقلت عبر بلومبرغ:

"نحن نعمل عن كثب مع إدارة الطيران الفيدرالية لضمان التزام كل خطوة من عملياتنا بالمعايير الصارمة للسلامة والجودة. هدفنا هو زيادة الإنتاج بشكل مستدام وآمن، بما يحقق ثقة عملائنا وشركائنا حول العالم."

وأشار المتحدث إلى أن الشركة تتبع خطة تدريجية مدروسة لرفع الإنتاج، وأن أي قرار نهائي لزيادة وتيرة التصنيع سيخضع لموافقة إدارة الطيران الفيدرالية، التي تراقب عن كثب أداء بوينغ منذ استئناف تشغيل طائرات 737 ماكس.

تشهد سوق الطيران العالمية انتعاشًا ملحوظًا منذ منتصف عام 2023، مدعومًا بارتفاع حركة السفر الجوي، وزيادة الطلب على الطائرات الحديثة ذات الكفاءة في استهلاك الوقود.
ويُعد طراز بوينغ 737 ماكس أحد الأعمدة الرئيسية في استراتيجية الشركة لمنافسة طائرات إيرباص A320neo الأوروبية، والتي تهيمن حاليًا على جزء كبير من سوق الطائرات ذات الممر الواحد.

وتتوقع تقارير اقتصادية أن يساهم رفع الإنتاج في تعزيز مركز بوينغ التنافسي أمام إيرباص، خصوصًا مع وجود مئات الطلبيات الجديدة التي تنتظر التسليم خلال السنوات المقبلة.


وتشير بيانات الصناعة إلى أن أكثر من 5,600 طائرة من طراز 737 ماكس مدرجة ضمن دفاتر طلبات بوينغ حتى منتصف عام 2025.

توقّع محللون أن يؤدي قرار بوينغ برفع الإنتاج إلى خلق فرص عمل جديدة في مصانع الشركة، خاصة في منشآتها بولاية واشنطن وساوث كارولينا، كما من المرجح أن تستفيد مئات الشركات الموردة التي تزود بوينغ بمكونات الطائرة — من المحركات إلى الأنظمة الإلكترونية — من زيادة حجم الطلبيات.

ويُنتظر أن تُسهم هذه الزيادة في دعم الاقتصاد الأمريكي، لا سيما في قطاع الصناعات المتقدمة الذي تعتمد عليه بوينغ كأحد أكبر مصدري الولايات المتحدة.
وتُعد الطائرات التجارية أحد أبرز المنتجات الأمريكية التي تسهم في تقليص عجز الميزان التجاري من خلال صادراتها إلى الأسواق العالمية.

تُعتبر طائرة بوينج 737 ماكس من أكثر الطائرات كفاءة في فئتها، إذ تتميز بمحركات LEAP-1B المتطورة التي تقلل استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 14% مقارنة بالإصدارات السابقة، كما تمتاز بتصميم أجنحة انسيابي يقلل من مقاومة الهواء، ويوفر مدى طيران يصل إلى نحو 6,500 كيلومتر، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لشركات الطيران ذات الرحلات المتوسطة.

وقد نجحت بوينغ في إعادة بناء الثقة بهذا الطراز بعد سلسلة من التحديثات التقنية والاختبارات الصارمة التي أجرتها بالتعاون مع الهيئات التنظيمية حول العالم، لتضمن أعلى معايير السلامة والاعتمادية.

بينما تواصل بوينج مسيرتها نحو زيادة الإنتاج وتحقيق الأرباح، يؤكد المراقبون أن التحدي الحقيقي أمام الشركة هو تحقيق التوازن بين النمو والالتزام بمعايير السلامة، فإن إدارة الطيران الفيدرالية لا تزال تُجري تدقيقات منتظمة على خطوط إنتاج الشركة، لضمان عدم تكرار أي مشكلات سابقة تتعلق بالجودة أو السلامة التشغيلية.

ومن المتوقع أن تبدأ بوينغ في تطبيق خطتها الجديدة تدريجيًا فور حصولها على الضوء الأخضر من إدارة الطيران الفيدرالية خلال الربع الأخير من عام 2025، على أن يصل الإنتاج إلى 42 طائرة شهريًا بحلول منتصف 2026.

تُعد خطوة رفع إنتاج 737 ماكس إلى 42 طائرة شهريًا إشارة واضحة إلى أن بوينغ تسير بثبات نحو استعادة مكانتها التاريخية كأحد أكبر مصنعي الطائرات في العالم، كما إنه مع لتزامها بمعايير السلامة والجودة والابتكار، يبدو أن الشركة الأمريكية العملاقة تستعد لمرحلة جديدة من النمو، مدعومة بالطلب القوي من شركات الطيران العالمية التي تسعى إلى تحديث أساطيلها واستيعاب الزيادة المتوقعة في حركة السفر خلال العقد القادم.

                                           
ads
ads
ads