رئيس التحرير
محمود عبد الحليم
رئيس التحرير التنفيذي
فريد علي
ads

الأقصر تستعد لاستقبال الشتاء السياحي بطفرة عالمية في أعداد الزوار من 38 دولة

الثلاثاء 14/أكتوبر/2025 - 01:15 م
الحياة اليوم
محمود السعدي
طباعة

في مشهد يعيد للأذهان مجد السياحة الثقافية المصرية، تشهد مدينة الأقصر هذه الأيام طفرة سياحية غير مسبوقة قبل انطلاق الموسم الشتوي لعام 2025، حيث تستقبل يوميًا أفواجًا من السائحين القادمين من أكثر من 38 دولة حول العالم، مما يعكس الثقة العالمية المتزايدة في المقصد المصري، وعودة الأقصر لتتربع على عرش السياحة التاريخية والفرعونية عالميًا.

وأكدت مصادر بوزارة السياحة والآثار أن مطار الأقصر الدولي يشهد حركة وصول يومية مكثفة، إذ تصل رحلات مباشرة ومنتظمة من دول أوروبية وآسيوية وعربية، في مقدمتها ألمانيا، إنجلترا، فرنسا، بولندا، إيطاليا، إسبانيا، التشيك، اليابان، الصين، والهند، إلى جانب رحلات من الولايات المتحدة والبرازيل ودول الخليج العربي.

وتشهد البر الغربي والشرقي بالأقصر ازدحامًا بالأفواج السياحية التي تتوافد لزيارة المعالم الأثرية الخالدة مثل معبد الكرنك، معبد الأقصر، وادي الملوك، وادي الملكات، وتماثيل ممنون، فضلًا عن الرحلات النيلية التي تعد من أبرز التجارب السياحية التي يحرص الزوار على خوضها.

وأوضح مسؤولون بوزارة الطيران المدني، أن مطار الأقصر الدولي يشهد طفرة تشغيلية كبيرة استعدادًا للموسم الشتوي، حيث تم رفع كفاءة الخدمات واستقبال عدد متزايد من الرحلات الدولية المباشرة من أوروبا وآسيا، إلى جانب الرحلات الداخلية المنتظمة من القاهرة والغردقة وشرم الشيخ.

وأكدت تقارير شركات السياحة أن زيادة عدد الرحلات المباشرة إلى الأقصر – ومنها خط أثينا الجديد عبر شركة إيجيان إيرلاينز – ساهمت في إنعاش الحركة السياحية بشكل ملحوظ، خاصة مع ارتفاع الطلب الأوروبي على برامج السياحة الثقافية والتاريخية التي تقدمها مصر باعتبارها "متحفًا مفتوحًا للعالم".

وسجلت معدلات الإشغال الفندقي في الأقصر ارتفاعًا كبيرًا، تجاوز في بعض الفنادق والمنتجعات نسبة 85% مع اقتراب بداية الموسم الشتوي، خاصة في الفنادق المطلة على نهر النيل، وفنادق الخمس نجوم القريبة من معابد الكرنك والأقصر.

وأكد أصحاب الشركات السياحية أن نسب الحجوزات المسبقة للموسم المقبل تبشّر بموسم استثنائي، في ظل زيادة الطلب من الأسواق الألمانية والبولندية والإنجليزية، إلى جانب الأسواق الآسيوية التي عادت بقوة بعد فترة من التراجع خلال جائحة كورونا.

من أبرز عوامل الجذب التي تشهد إقبالًا كبيرًا في الوقت الحالي هي الرحلات النيلية بين الأقصر وأسوان، حيث تشهد المراكب السياحية إقبالًا متزايدًا من السائحين الباحثين عن تجربة تجمع بين الراحة، والجمال الطبيعي، والتاريخ العريق.
ويؤكد مسؤولو قطاع السياحة، أن الرحلات النيلية أصبحت عنصرًا رئيسيًا في البرامج السياحية، نظرًا لتنوعها بين الرفاهية والأنشطة الثقافية، مما يجعلها تجربة فريدة لا تتكرر في أي وجهة سياحية أخرى حول العالم.

وفي إطار حرص الدولة المصرية على تعزيز مكانة الأقصر عالميًا، تواصل وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع محافظة الأقصر تنفيذ عدد من مشروعات التطوير والتجميل ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للزوار، بما في ذلك تحسين طرق الوصول إلى المناطق الأثرية وتوسعة الممرات السياحية.

كما تم الانتهاء من تطوير عدد من المواقع الأثرية المهمة وإعادة افتتاحها أمام الزوار، مثل معبد إسنا ومعبد الرمسيوم، إلى جانب افتتاح متاحف جديدة ومراكز للزوار تتيح تجربة تفاعلية رقمية حديثة تُظهر عظمة الحضارة المصرية القديمة بأسلوب معاصر.

وأكد مسؤول في وزارة السياحة أن "الأقصر تعيش الآن واحدة من أنشط فتراتها منذ عقد من الزمن، بفضل الخطط الحكومية الجادة في دعم السياحة الثقافية، وتحسين الخدمات الفندقية والنقل الجوي والبري، بالإضافة إلى الترويج الذكي في الأسواق الأوروبية والآسيوية."

ومن جانبه، أشار أحد مسؤولي هيئة تنشيط السياحة إلى أن حملة "زور مصر.. واكتشف الأقصر" التي أُطلقت مؤخرًا ساهمت في تعزيز الصورة الإيجابية للمقصد المصري على منصات التواصل الاجتماعي ووكالات السفر العالمية.

تُعد مدينة الأقصر الوجهة الأولى عالميًا لعشاق التاريخ والحضارات القديمة، وتتميز بمناخها المعتدل خلال فصل الشتاء، مما يجعلها مقصداً مثالياً للسياح الأوروبيين الذين يفضلون الأجواء الدافئة والرحلات الثقافية.

ومع تزايد الرحلات اليومية وارتفاع نسب الإشغال وتوسع شبكة الربط الجوي مع أوروبا وآسيا، يتوقع الخبراء أن يكون موسم شتاء 2025 – 2026 واحدًا من أنجح المواسم السياحية في تاريخ الأقصر.

الأقصر اليوم ليست مجرد مدينة أثرية؛ بل عاصمة السياحة الثقافية في العالم، تشهد نهضة شاملة في البنية التحتية والخدمات الفندقية، وحراكًا سياحيًا عالميًا يعكس ثقة الأسواق الدولية في المقصد المصري، حيث أنه مع تضافر جهود الدولة والقطاع الخاص وشركات الطيران، تواصل الأقصر تأكيد مكانتها كـ "أكبر متحف مفتوح في العالم" ووجهة لا تُضاهى لعشاق الحضارة والتاريخ والجمال.

                                           
ads
ads
ads