فريق التدقيق التابع للخطوط الإماراتية يبدأ جولة تفقدية في مطار معيتيقة الدولي

في خطوة تعكس تحسن بيئة الطيران المدني في ليبيا وتزايد الثقة الدولية بقطاع النقل الجوي الليبي، بدأ فريق التدقيق التابع للخطوط الجوية الإماراتية صباح اليوم جولة ميدانية داخل مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس، وذلك في إطار أعمال المراجعة الفنية والأمنية اللازمة لتقييم جاهزية المطار لاستقبال رحلات دولية جديدة خلال الفترة المقبلة.
زيارة ميدانية شاملة لتقييم معايير الأمن والسلامة
أوضحت مصادر بقطاع الطيران الليبي، أن فريق التدقيق الإماراتي باشر جولته صباح الثلاثاء في مختلف مرافق المطار، بما في ذلك صالات السفر والوصول، ومناطق التفتيش الأمني، وبرج المراقبة الجوية، وساحات وقوف الطائرات، حيث تم الاطلاع على الإجراءات التشغيلية والأمنية المطبقة وفقًا لمتطلبات المنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO).
وتهدف الزيارة إلى التأكد من مدى التزام مطار معيتيقة بالمعايير الدولية في مجالات السلامة، إدارة المخاطر، تفتيش الركاب والبضائع، وإجراءات الطوارئ. كما قام الفريق بعقد اجتماع موسّع مع مسؤولي مصلحة المطارات ومصلحة الطيران المدني الليبية لمراجعة التقارير الفنية وخطط التطوير الجارية بالمطار.
خطوة تمهيدية لعودة الرحلات بين طرابلس ودبي
تُعد هذه الزيارة جزءًا من التحضيرات الجارية لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة بين طرابلس ودبي عبر شركة الخطوط الجوية الإماراتية (Emirates)، بعد توقف دام سنوات بسبب الظروف الأمنية السابقة في البلاد.
وتشير المصادر إلى أن نتائج هذا التدقيق ستكون حاسمة في تحديد موعد استئناف التشغيل الرسمي للرحلات بين البلدين، ما سيسهم في تعزيز التعاون الجوي والتجاري بين ليبيا والإمارات العربية المتحدة.
وأكدت الجهات المشرفة أن هذه الخطوة تمثل مؤشرًا إيجابيًا على عودة الثقة في المطارات الليبية، وخاصة مطار معيتيقة الذي يُعتبر المطار الرئيسي في العاصمة وواجهة ليبيا الجوية أمام العالم.
جهود حكومية مكثفة لتحسين بيئة الطيران الليبي
تأتي زيارة فريق التدقيق الإماراتي ضمن سلسلة من الإجراءات التي تتخذها مصلحتا المطارات والطيران المدني الليبيتان لرفع كفاءة المطارات المحلية وتطوير منظومة الأمن والسلامة الجوية بما يتماشى مع المتطلبات الدولية.
وقد قامت الجهات المعنية خلال الفترة الماضية بتحديث أنظمة المراقبة والرادار، وتدريب الكوادر الفنية والأمنية، إلى جانب تطوير البنية التحتية لصالات الركاب ومرافق الخدمة الأرضية.
ووفقًا لتصريحات مسؤولين في مصلحة المطارات، فإن هذه الزيارة تمثل نقطة تحول مهمة في جهود إعادة دمج ليبيا في منظومة الطيران الإقليمي والدولي، بعد سنوات من التحديات التي واجهت القطاع.
دعم دولي لرفع الحظر الجوي وتعزيز التعاون
تسعى السلطات الليبية بالتعاون مع شركائها الدوليين إلى رفع القيود المفروضة على المطارات الليبية من قبل بعض الجهات الأوروبية والدولية، وذلك من خلال تطبيق معايير أمنية متقدمة وتبادل المعلومات الفنية مع شركات الطيران الكبرى.
ويُعد تدقيق الخطوط الإماراتية في مطار معيتيقة إشارة إلى قرب عودة شركات طيران أخرى للنشاط داخل ليبيا، ما سيؤدي إلى تعزيز حركة السفر والسياحة والتجارة.
كما أكد خبراء الطيران أن هذه الزيارة تحمل رسالة طمأنة قوية للمسافرين وشركات الطيران الدولية، بأن ليبيا تمضي بخطى ثابتة نحو استعادة مكانتها كمركز إقليمي للنقل الجوي في شمال إفريقيا والبحر المتوسط.
تصريحات مصلحة المطارات: "خطوة نحو الانفتاح مجددًا"
قال مساعد رئيس مصلحة المطارات في تصريح رسمي ، إن زيارة فريق التدقيق الإماراتي لمطار معيتيقة تأتي في إطار التعاون الفني بين ليبيا والإمارات، وتؤكد ثقة شركات الطيران الإقليمية في قدرة المطارات الليبية على تلبية المعايير الدولية.
وأضاف أن المصلحة تعمل على تهيئة المناخ التشغيلي الآمن في كافة المطارات، من خلال برامج تدريبية متواصلة للعاملين وتحديث منظومات الأمن والمراقبة الجوية، مشيرًا إلى أن هذه الجهود ستؤدي قريبًا إلى رفع الحظر عن الرحلات الدولية بشكل تدريجي.
أهمية الخطوة اقتصاديًا وتنمويًا
من المتوقع أن يسهم استئناف الرحلات بين طرابلس ودبي في تنشيط الحركة التجارية والاستثمارية بين البلدين، خاصة مع الدور المحوري الذي تلعبه دبي كمركز عالمي للأعمال والطيران.
كما سيفتح التشغيل الجوي المنتظم آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات السياحة والنقل والخدمات اللوجستية، ويتيح فرصًا أكبر للشركات الليبية للتواصل مع الأسواق العالمية عبر محور دبي.
مطار معيتيقة يستعيد دوره كمحور جوي رئيسي
يمثل مطار معيتيقة الدولي بوابة ليبيا الجوية إلى العالم، حيث يخدم الملايين من المسافرين سنويًا ويُعد المركز الرئيسي للرحلات الداخلية والدولية.
وقد شهد المطار خلال العامين الماضيين عمليات تطوير واسعة في البنية التحتية والأنظمة الأمنية، بإشراف مباشر من مصلحة المطارات والطيران المدني، ما جعله ضمن قائمة المطارات الليبية الجاهزة لاستئناف النشاط الدولي.
ويؤكد مراقبون أن عودة شركات الطيران الكبرى مثل الخطوط الإماراتية ستسهم في تعزيز الثقة بقطاع النقل الجوي الليبي، وتُعيد الحركة السياحية والاستثمارية إلى طبيعتها تدريجيًا.