من نيس إلى تونس بالخطأ.. أغرب رحلة طيران في 2025

في واحدة من أطرف القصص وأكثرها غرابة في عالم الطيران لعام 2025، تصدّر صديقان مقرّبان عناوين الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي ، بعد أن انتهت رحلتهما الجوية إلى مدينة نيس الفرنسية،  في الواقع، بمدينة تونس العاصمة ما بدأت كعطلة صيفية هادئة تحوّلت إلى مغامرة كوميدية لا تُنسى، أثارت موجة من الضحك والتعليقات على الإنترنت.

وفقًا للتقارير، بدأ الحدث عندما طلب الصديقان تذكرتين إلى مدينة "نيس" الفرنسية، لكن موظف الخطوط الجوية فهم الطلب على أنهما يريدان التوجّه إلى "تونس"، السبب في ذلك كان التشابه الكبير في النطق بين كلمتي "Nice" و"Tunis" بالإنجليزية، دون أن يتم التحقق المزدوج قبل إصدار التذاكر  وهكذا، انطلقت الرحلة في الاتجاه الخطأ، بعيدًا عن شواطئ الريفيرا الفرنسية، متجهة إلى شمال إفريقيا مباشرةً!

في البداية، لم يصدق الصديقان ما يحدث، معتقدين أن الطاقم يمزح معهما، لكن عندما أعلنت المضيفة الترحيب بالركاب في مطار قرطاج – تونس، أدركا أن الأمر حقيقي تمامًا، وأنهما قد هبطا في دولة مختلفة تمامًا عن وجهتهما الأصلية.

القصة لم تقتصر على كونها مجرد مغامرة شخصية، بل تحوّلت إلى ظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي. انتشرت مقاطع الفيديو والتعليقات بشكل واسع على تيك توك وإنستغرام وفيسبوك، حيث تجاوز عدد المشاهدات 15 مليون مشاهدة خلال أيام قليلة.

المتابعون تباينت آراؤهم بين من وصفها بأنها أطرف مغامرة ممكنة، وبين من اعتبرها كابوسًا لم يتخيله أي مسافر. استخدام الهاشتاغات مثل #FunnyTravel و#TravelFails و#AirportMistake ساعد في انتشار الخبر عالميًا، وجعل الرحلة موضوعًا للتندر في المنتديات ومجموعات السفر.

الحدث أثار اهتمام شركات الطيران وخبراء السفر، خصوصًا أن حالات الخلط بين المدن ذات النطق المتشابه ليست جديدة. فقد سجّلت المطارات الأوروبية سابقًا حالات مشابهة بين مدن مثل "Nice" و"Tunis" أو بين "Oslo" و"Osijek". بعض المطارات حتى بدأت بتحذير الركاب عند حجز التذاكر للتأكد من الوجهة الصحيحة، تفاديًا لأي خطأ محتمل.

هذا يوضح أن التدقيق في أسماء الوجهات والتأكد من رمز المطار (IATA) أصبح ضرورة قصوى في حجز الرحلات، لتجنّب مواقف محرجة أو مكلفة.

الطاقم الجوي تعامل مع الموقف بروح مرحة وحرفية عالية، إذ حافظ على هدوء الصديقين وأوضح لهما أن الهبوط في تونس كان آمناً تمامًا، مع ترتيب خيارات للإقامة أو إعادة الحجز إلى نيس لاحقًا.

أما الصديقان، فشاركوا تجربتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل فكاهي، مع نشر صور تذكارية في تونس، مؤكّدين أن المغامرة غير المتوقعة أضافت ذكريات لا تُنسى لعطلتهما.

القصة تحمل عبرة مهمة لجميع المسافرين، وهي التأكد دائمًا من الوجهة الصحيحة عند حجز التذاكر، خاصة عند وجود تشابه لفظي أو أسماء متقاربة بين المدن، حيث يمكن استخدام رموز المطارات الثلاثية (IATA Codes) كطريقة آمنة لتجنب أي لبس، فمثلًا:

• نيس – فرنسا: NCE
• تونس – تونس العاصمة: TUN

حتى وإن كانت القصة طريفة، إلا أنها تسلط الضوء على أهمية التدريب على التعامل مع أخطاء الحجز والتواصل بين الموظفين والركاب. شركات الطيران تحرص على تجنّب أي لبس قد يؤدي إلى سوء فهم قد يضع الرحلة في مواقف حرجة.

الرحلة من نيس إلى تونس أصبحت درسًا عالميًا في إدارة السفر، إذ يمكن لمثل هذه الأخطاء أن تتحول إلى قصص مضحكة على الإنترنت، لكن في الوقت نفسه تحمل تذكيرًا بضرورة المهنية والدقة في عمليات الحجز.

رحلة الصديقين إلى تونس بدل نيس ستظل واحدة من أكثر القصص غرابة وطرافة لعام 2025، وما زالت تتداول على الإنترنت بين محبي السفر والمغامرات. بالنسبة لهما، ربما تحوّلت الكارثة المحتملة إلى تجربة مليئة بالضحك والذكريات الرائعة، وهي بالتأكيد درس لكل المسافرين: تحقق دائمًا قبل الإقلاع، فقد تتحوّل الرحلة إلى مغامرة غير متوقعة.