"لوفتهانزا" تقلّص جدول رحلاتها الصيفي لعام 2026 لخفض التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية
أعلنت شركة "لوفتهانزا" الألمانية للطيران، إحدى أكبر شركات الطيران في أوروبا، عن تعديل جدول رحلاتها الصيفي لعام 2026، متضمناً إلغاء عدد من الرحلات الجوية الأوروبية والمحلية، وذلك في إطار خطة تهدف إلى خفض التكاليف التشغيلية وتحسين الكفاءة وسط تحديات اقتصادية متزايدة تواجه قطاع الطيران العالمي.
وقالت الشركة، في بيان صحفي لها ، إنها لن تسيّر رحلات بين مدينة فرانكفورت الألمانية ومدينة تولوز الفرنسية، إلى جانب وقف الرحلات بين ميونيخ وتالين عاصمة إستونيا، وذلك اعتباراً من 29 مارس 2026، وهو الموعد الذي سيبدأ فيه تطبيق جدول رحلاتها الصيفي الجديد.
ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، قررت "لوفتهانزا" أيضاً إلغاء خط الطيران بين ميونيخ ومدينة أوفيدو الإسبانية، لتصبح هذه الوجهات الأوروبية خارج جدول التشغيل الصيفي المقبل. وتأتي هذه القرارات ضمن مراجعة شاملة للشبكة الجوية التي تنفذها الشركة بهدف تعزيز الجدوى الاقتصادية للخطوط الجوية ذات الطلب المنخفض، والتركيز على الوجهات ذات العائد الأعلى.
إلى جانب إلغاء بعض الخطوط الأوروبية، تخطط "لوفتهانزا" لتقليص عدد الرحلات المحلية داخل ألمانيا، خصوصاً نحو ميونيخ وفرانكفورت، اللتين تُعدّان مركزين رئيسيين لعمليات الشركة.
وذكرت الشركة أنها ستقوم بتقليل عدد الرحلات الداخلية بنحو 50 رحلة، نتيجة ارتفاع الضرائب المفروضة على الطيران الداخلي والرسوم التشغيلية، التي زادت بشكل ملحوظ خلال الأعوام الأخيرة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية جديدة تتبعها الشركة لمواجهة الضغوط الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود، وتزايد الضرائب البيئية المفروضة على قطاع الطيران الأوروبي، بالإضافة إلى تباطؤ النمو في بعض الأسواق الأوروبية.
كما وتهدف "لوفتهانزا" من خلال هذا التعديل إلى تحسين كفاءة التشغيل، وتقليل الإنفاق على الخطوط التي تعاني من ضعف الطلب أو هوامش ربح منخفضة.
في المقابل، أكدت الشركة أنها ستواصل الاستثمار في الرحلات الدولية طويلة المدى، ولا سيما نحو الولايات المتحدة وآسيا والشرق الأوسط، حيث يشهد الطلب نمواً متزايداً من جانب المسافرين من رجال الأعمال والسياح على حد سواء.
كما تخطط "لوفتهانزا" لتعزيز شبكتها من الوجهات المربحة في الأسواق الأوروبية الكبرى، مع تحسين تجربة السفر عبر خدمات رقمية محدثة وزيادة كفاءة الأسطول.
ويرى محللون في قطاع الطيران أن هذه الخطوة تعكس تحولاً استراتيجياً لدى "لوفتهانزا" لمواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية التي تشهدها الصناعة، خاصة في ظل المنافسة الشديدة من شركات الطيران منخفضة التكلفة، التي تواصل جذب المسافرين داخل أوروبا بأسعار تنافسية.
وبينما قد تؤدي عمليات تقليص الرحلات إلى انخفاض في السعة التشغيلية على بعض الخطوط الأوروبية، إلا أن الشركة الألمانية تراهن على أن إعادة هيكلة الجدول الصيفي لعام 2026 سيساهم في تعزيز الربحية واستقرار الأداء المالي على المدى المتوسط.
وبهذا القرار، تواصل "لوفتهانزا" العمل على تحقيق توازن بين خفض النفقات وتحسين جودة الخدمات، مع الحفاظ على مكانتها كإحدى أقوى شركات الطيران الأوروبية والعالمية.
